حملة شعبية سعودية لمقاطعة لبنان… ما الدلالات ولماذا في هذا التوقيت؟
بعد إحباط السلطات السعودية محاولات عدة لإغراق المملكة بكميات كبيرة من المخدرات عبر الشاحنات القادمة من لبنان، انطلقت حملة شعبية سعودية بمقاطعة لبنان، ووضع حد لعمليات التهريب القادمة من بيروت.
وجاء إعلان الحملة الشعبية السعودية في توقيت مهم وحساس يعيشه لبنان؛ تزامناً مع إعلان نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة بالتوافق مع الرئيس ميشال عون، ما يعد تحدياً جديداً للرجل القادم لمعالجة حقيبة مثقلة بالأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف ببلاده.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من طرف الحكومة السعودية بشأن الحكومة اللبنانية الجديدة، رغم صدور تصريحات مرحبة من دول خليجية أخرى كقطر والكويت، إضافة لدول غربية.
وبالعودة إلى حملة شعبية سعودية لمقاطعة لبنان فإنها تهدف -بحسب القائمين عليها- إلى مقاطعة المنتجات اللبنانية، واستبدال الموظفين اللبنانيين بآخرين سعوديين، كأحد أشكال الضغط على السلطات هناك لوقف عمليات تهريب المخدرات.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، أحبطت المملكة عمليات تهريب مخدرات وملايين أقراص الكبتاغون والإمفيتامين كانت مخبأة باحترافية داخل شحنات لفاكهتي “الرمان” و”البرتقال” قادمة من لبنان، إلى جانب تخبئتها داخل ألواح حديدية وآلات تعقيم أدوات طبية وطرود، قادمة من لبنان وغيره من الدول.
وخلال أبريل الماضي، اتخذت السعودية قراراً بمنع دخول المنتجات الزراعية اللبنانية إلى أراضيها أو مرورها عبر أراضيها، بعد إحباط عملية تهريب مخدرات ضخمة، حاول المهربون إيصالها إلى المملكة داخل شحنة رمان.
وتُوجه اتهامات في السعودية إلى حزب الله اللبناني بأن بعض مواليه مسؤولون عن تجارة المخدرات في لبنان
وتصديرها للخارج، في حين ينفي الحزب هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً.
وفي حال نجحت الحملة الشعبية الداعية إلى مقاطعة لبنان بشكل نهائي، فسيخسر هذا البلد حليفاً سياسياً واقتصادياً
مهماً وهو السعودية، التي ضخت في الدورة الاقتصادية اللبنانية بين 1990 و2015 أكثر من 70 مليار دولار،
بشكل مباشر وغير مباشر، بين استثمارات ومساعدات ومنح وهبات، وقروض ميسّرة وودائع في البنوك والمصارف.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “الاقتصادية” السعودية”، في أغسطس 2020، حولت المملكة، إضافة إلى التقديمات
السابقة، وديعة مالية بقيمة مليار دولار خلال حرب 2006.
مصالح السعودية
الكاتب والمحلل السياسي السعودي شاهر النهاري، يؤكد أن ما يحدث في الحالة الشعبية السعودية، يعتبر “مرآة حول
ما يحدث في السياسة”، سواء بالخليج العربي أو الشرق الأوسط، أو على مستوى العالم ككل فيما يخص لبنان.
يقول النهاري: إن “الإنسان السعودي يهمه جداً وطنه ومصالح بلاده، وسياسته، ويهتم أيضاً بما يحدث من مضايقات
وأعمال تعتبر تخريبية مثل تهريب المخدرات من لبنان”، معتقداً أن ما يحدث “مرتبط
بأحد أفرع إيران”، في إشارة صريحة إلى حزب الله اللبناني.
ويوضح أن أي مساعدة سعودية إلى لبنان ستصل بشكل واضح إلى إيران، وإنعاش أحد أفرعها وهو حزب الله، ومن
ثم إعطاؤه الفرصة الكاملة ليقوم بما يقوم به من تخريب واحتلال حقيقي للبنان.
ويلفت إلى أن إيران وأفرعها تعمل على مضايقة الجيرة السعودية والخليجية بالمخدرات والخبراء الذين يذهبون لليمن
لمساعدة الحوثيين، إضافة إلى ما قال: إنها “خلايا نائمة في البحرين والكويت وغيرها”.
ويشدد المحلل السياسي على أن حملة المقاطعة الشعبية السعودية للبنان لا تتعلق بتهريب المخدرات أو مقاطعة
المنتجات اللبنانية فحسب؛ بل تتعدى إلى السياحة وسوق العقارات في لبنان، والتي يعود عدد كبير منها إلى الخليجيين.
ويؤكد أن الوضع الراهن “يحتاج إلى حلول واضحة لا احتيال فيها، ولا محاولة إدخال الأمور وكأنها مساعدات للشعب اللبناني”.
المصدر:مواقع اخبارية