سياسةمجتمع

الإعدام سلاح الحوثيين لإرهاب مناصري تحالف دعم الشرعية

“يوم أسود في تاريخ اليمن” هكذا رأى معظم اليمنيين حادثة الإعدام سلاح الحوثيين لتي قامت بها جماعة الحوثي المسلحة الموالية لإيران، بإعدامها 9 أشخاص قالت إنهم متهمون بالتآمر والتخابر في مقتل القيادي الحوثي صالح الصماد عام 2018 على يد قوات التحالف العربي.

وكانت صنعاء، في الـ18 من سبتمبر، على موعدٍ مع إعدام الحوثيون المواطنين التسعة علناً، بعد محاكمة وصفت بـ”الهزلية”، لعديد من الأشخاص بتهمة “التورط” في الضربة الجوية، وإصدار أحكام بإعدام 16 شخصاً بينهم سبعة غيابياً.

ويرى الكثير أن جماعة الحوثي بلجوئها إلى وسيلة الإعدام تهدف إلى إرهاب من يقفون إلى جانب التحالف العربي في حربه على الجماعة المتمردة، ما يطرح تساؤلات حول إن كانت ستستمر في هذه الخطوة أمام الصمت الدولي إزاء ذلك.

إعدام التسعة

بعد محاكمات اعتبرها كثيرون غير شرعية لكونها تتبع جماعة الحوثي، أعدم الحوثيون في اليمن 9 مواطنين علناً بحضور قيادات حوثية في صنعاء، لاتهامهم بالضلوع في قتل الصماد.

وقال الحوثيون إن التسعة اتهموا وأدينوا بالتورط في قتل الصماد، وشملت التهم الموجهة إليهم التجسس ونقل معلومات حساسة إلى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية.

وأظهرت مقاطع فيديو تناقلها يمنيون عبر الشبكات الاجتماعية، لحظة قيام عناصر من المتمردين الحوثيين وهم يطلقون الرصاص على الأشخاص المعدومين، وهم مستلقون على الأرض.

وتداول معلقون على منصات التواصل الاجتماعي أسماء وصور المواطنين الذين أعدموا وهم “علي القوزي وعبد الملك حميد ومحمد هيج ومحمد القوزي ومحمد نوح وإبراهيم عاقل ومحمد المشخري وعبد العزيز الأسود ومعاذ عباس، وجميعهم من أبناء مديرية القناوص بمحافظة الحديدة”.

إدانات عربية ودولية

وعقب الحادثة أدان البرلمان العربي، في بيان، “مواصلة مليشيا الحوثي انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان بحق أبناء الشعب اليمني”، مندداً بـ”جريمة إرهابية جديدة”.

كما حذر من أن “تقاعس المجتمع الدولي سيشجع هذه المليشيا على الاستمرار في أعمالها الإرهابية”.

فيما اعتبرت الولايات المتحدة إعدام جماعة الحوثي 9 أشخاص رمياً بالرصاص وهو يعتبرالإعدام سلاح الحوثيين ، عملاً “شائناً يجب أن يتوقف”.

وقالت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في اليمن، كاثي ويستلي، في بيان، إن “أحد من تم إعدامهم كان قاصراً (..) هذا العمل الشائن هو مثال آخر لعدم اكتراث الحوثيين بحقوق الإنسان الأساسية”.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ما حدث بـ”الجريمة البشعة”، وقال إنه يدين بقوة الأفعال
الحوثية التي قال إنها جاءت نتيجة “إجراءات قضائية لا يبدو أنها استوفت متطلبات المحاكمة العادلة”.

وحث الأمين العام جميع الجهات الفاعلة على وقف العنف، ودعا الأطراف اليمنية إلى الانخراط مع الأمم المتحدة
بحسن نية ودون شروط مسبقة لإحياء الحوار السياسي من أجل إيجاد تسوية سلمية للنزاع تلبي تطلعات الشعب اليمني ومطالبه المشروعة.

فيما دانت المملكة المتحدة عمليات الإعدام، وقالت السفارة البريطانية لدى اليمن في صفحتها على موقع “تويتر”:
“تدين المملكة المتحدة الإعدام الوحشي من قبل الحوثيين لـ 9 أفراد”، مؤكدة أن أحد الذين تم إعدامهم “كان حدثاً”.

فيما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن السفير الفرنسي لدى اليمن، جان ماري، إدانته لعمليات الإعدام التي نفذتها
جماعة الحوثي، قائلاً إنها “ضد حقوق الإنسان”، مضيفاً: “مبدئياً فرنسا ضد عقوبة الإعدام، وندين الانتهاكات التي ارتكبت في صنعاء وهي ضد حقوق الإنسان”.

وتابع: “مع الأسف نرى هذه الأفعال في صنعاء، وفي الوقت نفسه هناك تصعيد عسكري من الحوثي في مأرب
ومناطق يمنية أخرى، وضد السعودية.. كل ذلك تزامن مع بدء المبعوث الأممي الجديد مهمته في المنطقة”.

الاهتمام بالوضع الداخلي

يعتقد الصحفي والكاتب اليمني فهد سلطان أن جماعة الحوثي، أصبحت تهتم بالوضع الداخلي أكثر من أي وقتٍ
مضى، مشيراً إلى أنها أمنت الاستهداف أو الإسقاط الخارجي.

ويرى أن الإعدامات الأخيرة التي شهدتها صنعاء تهدف إلى حماية قيادات الجماعة من “أي مؤامرة داخلية، وهو ما
يجعل الخوف والقلق مستمرين في هذا الاتجاه”.

ويضيف “الحوثي دخل الآن مرحلة تثبيت وجوده بالداخل ليصبح أمراً واقعاً، حيث إنه يستخدم
الإعدامات من أجل تماسك جبهته الداخلية”.

أما الناشط السياسي محمد النهاري فقد رأى أن ما حدث سيكون مفتاحاً لحفلة من الإعدامات التي ستنفذ  تحت تسمى
تنفيذ أحكام القضاء، وبحججٍ واهية ومن بينها “التعاون مع العدوان في إشارة للتحالف العربي بقيادة السعودية”

وأوضح أن رسائل الحوثيين من هذه الإعدامات كثيرة، لكن أهمها “أن أي شخص لا يقف مع الحوثيين فهو عدو لهم،
حتى لو كان ضد التحالف في اليمن”.

وأضاف: “نحن أمام واقع مأساوي، غياب الحكومة في مناطق سيطرتها، وضعف التحالف ودعمه للشرعية، في وقتٍ
يستقوي الحوثي بكل ما يملك ويستخدم كل الطرق لإبراز نفسه كحاكم على الأرض، وإرهاب الجميع وبشتى الطرق،
وإن كان الإعدام سلاح الحوثيين هي المرحلة التي كان الجميع يخشاها وقد بدأ بتنفيذ هذا الأمر الذي ربما نشهد أموراً مفجعة في قادم
الأيام”.

الصماد.. قتيل التحالف

لم تكشف السلطات الحوثية عن براهين حقيقية لضلوع من أعدمتهم في التخابر مع التحالف الذي كان قد عرض قبل
العملية مكأفاة قدرها 20 مليون دولار مقابل أي معلومات تفضي إلى اعتقال الصماد أو قتله.

وقد قتل عام 2018 في ضربة جوية نفذها التحالف في مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، وكان أهم مسؤول
حوثي يقتله التحالف خلال الحرب المستمرة منذ سنوات.

ولم يعلن التحالف أنه استهدف أي قيادة حوثية، إلا بعد أن أعلن عبد الملك الحوثي شخصياً مقتل صالح الصماد، وهو
أيضاً من حدد الزمان والمكان وعدد الغارات.

ولنحو عامين شغل الصماد كرسي الرئاسة في صنعاء، تحت اسم “رئيس المجلس السياسي”، فيما كان يشغل سابقاً
قبل اندلاع الحرب عام 2015 منصب نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وفقاً لاتفاق السلم والشراكة الذي
وقع عام 2014، عقب انقلاب الحوثيين على الحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى