تحذير كويتي يثير قلقاً.. هل يكون الأطفال مصدراً لمتحور جديد؟
لا تزال جائحة فيروس كورونا تفاجئ العالم والعلماء بأنواع متعددة من المتحورات من وقت لآخر وتحذير كويتي يثير قلقاً، لمساعدة نفسها على البقاء ومواجهة اللقاحات التي صنعتها شركات الأدوية العالمية، حتى باتت تشكل خطورة أكثر على حياة المصابين بعد كل متحور جديد.
ولم يرحم فيروس كورونا الأطفال، حيث سجل بين دول في العالم ومجلس التعاون الخليجي آلاف الإصابات وحالات الوفاة بين صغار السن، وهو ما يهدد بأن يكون مصدراً لمتحور جديد، وفقاً لما كشفه عضو لجنة اللقاحات في وزارة الصحة الكويتية، د. خالد السعيد.
وسجلت الكويت، وفق تغريدة للسعيد، الخميس 23 سبتمبر الجاري، آلاف الإصابات والوفيات بين الأطفال، إلى جانب دخول آخرين أقسام العناية المركزة، واحتياجهم إلى تنفس صناعي.
وتظهر الأرقام التي كشف عنها المسؤول الكويتي مدى خطورة كورونا على الأطفال، تحذير كويتي يثير قلقاً تدعي وجود مناعة كافية لديهم لمواجهة الفيروس، وحماية أنفسهم من أي أعراض خطيرة له.
وإلى جانب ما كشفه عضو لجنة اللقاحات في وزارة الصحة الكويتية، سبق أن حذر طبيب سعودي من زيادة نسبة الإصابات بفيروس كورونا بين الأطفال في المملكة، مشيراً إلى أن الأبحاث جارية حول العمل على تحصين الأطفال ضد الفيروس.
وأكد الدكتور خالد غليلة، استشاري الأمراض المعدية في تصريح لقناة “الإخبارية”، في أغسطس الماضي، أن هناك احتمالاً بسيطاً لزيادة نسبة حالات الإصابات بين الأطفال، لافتاً إلى أن “الأبحاث جارٍ العمل عليها بشأن تحصين الأطفال الأقل من 12 عاماً، ومن المحتمل أن تخرج للنور خلال 6 أشهر”.
ولا تزال منظمة الصحة العالمية تحذر من “احتمال كبير” لظهور متحورات جديدة من فيروس كورونا “ربما تكون أشد خطورة”.
وسبق أن أكدت الصحة العالمية، في بيان لها في يوليو الماضي، وجود احتمال كبير لظهور وانتشار متحورات جديدة مثيرة للقلق ربما تكون أشد خطورة وحتى أكثر صعوبة في احتوائها.
تأكيدات علمية
إلى جانب تأكيدات المسؤول الكويتي حول إصابات كورونا بين الأطفال، توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال قد يصابون بفيروس “كورونا المستجد” المسبب لجائحة “كوفيد-19” لعدة أسابيع دون أن تظهر عليهم أي أعراض للإصابة بالمرض.
وتظهر الدراسة التي نشرتها دورية “جاما بيدياتريكس”، في نهاية أغسطس الماضي، وأجرتها روبرتا ديبياسي، رئيسة قسم أمراض الطفولة في المستشفى الوطني للأطفال بواشنطن، وميجان ديلاني، رئيس قسم الباثولوجي والطب المعملي بالمستشفى، العديد من الرؤى حول دور الأطفال في نقل مرض “كوفيد-19”.
واستخلصت الدراسة عدة نقاط مهمة تتعلق بـ”كوفيد-19″ في الأطفال؛ منها أن شريحة كبيرة من الأطفال المرضى لم
تظهر عليهم أعراض الإصابة بمرض “كوفيد-19” (22% من عينة الدراسة)، وأن الاعتقاد بأن الأطفال يصابون بدرجة بسيطة من المرض وأنهم سرعان ما يتعافون منه هو اعتقاد خاطئ.
وحسب الدراسة، عانى نحو 50% من الذين ظهرت عليهم الأعراض من المرض لمدة بلغت نحو ثلاثة أسابيع،
إضافة إلى أن الأطفال الذين لم تظهر عليهم الأعراض يحتضنون الفيروس مدةً طويلة، ما يجعلهم نواقل رئيسية محتملة للمرض.
كما حذر علماء من مدرستي هارفارد وماساتشوستس الطبيتين الأمريكيتين من تداعيات خطيرة لإصابة طويلة الأجل
بفيروس كورونا قد يواجهها الأطفال والمراهقون.
وتشمل أعراض الإصابة لدى الأطفال، وفق دراسة نشرت في موقع “Healio”، في يوليو الماضي، درجة الحرارة
المرتفعة، والآلام في البطن، والتقيؤ، والإسهال، والقصور في القلب، والصداع الشديد، والإرهاق. ويرى الأطباء أن أمراض الجهاز الهضمي تعتبر أقل شيوعاً عند الأطفال، لكن استبعادها بالكامل لا يمكن.
كما يظهر بعد ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة بالمرض خطر الإصابة بمتلازمة الالتهاب متعدد
الأنظمة (MIS-C)، ما يؤدي إلى تلف نظام القلب والأوعية الدموية والشريان التاجي.
متحورات جديدة
وحول إمكانية أن تكون الإصابات العديدة للأطفال مصدراً لمتحور جديد، لا يستبعد المختص في العلوم الطبية
والأحياء الدقيقة، سامي خويطر، حدوث ذلك، خاصة أن الفيروس بشكل عام تعود له آلاف الأنواع أو المتحورات المختلفة.
وحسب حديث خويطر لـ”الخليج أونلاين”، فالفيروسات بشكل عام، ومنها كورونا، تتحور بشكل طبيعي مع الوقت،
وتوجد لها طفرات عدة، ولكن لمعظمها تأثيره المحدود، ويمكن للقاحات عبر الأجساد المضادة لها مواجهتها.
ويقول خويطر: “وجود متحور جديد لكورونا بعد تسجيل إصابات عديدة بين الأطفال يحتاج إلى تأكيدات علمية بعد
إجراء فحوصات مخبرية مؤكدة تظهر احتمال رصد أي طفرات للفيروس بعد إصابات الأطفال”.
ولا يستبعد خويطر أن يشكل فيروس كورونا خطورة عالية على الأطفال عند إصابتهم، وحتى تسجيل حالات وفاة
بينهم؛ لأن هناك فئة منهم مناعتهم ضعيفة ولا تستطيع مواجهة المرض، أو التقليل من خطورته على صحة الطفل.
ولا يزال العالم والعلماء، كما يؤكد خويطر، يعد الدراسات العلمية حول فيروس كورونا بشكل عام، إضافة إلى
المتحورات الجديدة له التي تظهر بين فترة وأخرى، ومنها تأثيره على الأطفال وصغار السن.
وفي حالة اكتشاف متحور جديد لكورونا نتيجة إصابات الأطفال المتعددة في بعض الدول، وفقاً لخويطر، يمكن أن تتم
السيطرة عليها سواء من خلال اللقاحات، أو في حال توفرت مناعة جيدة لدى الطفل المصاب، إضافة إلى أن
أعراضها قد تكون بسيطة.