اقتصادسياسة

بعد 16 عاماً على حكم محمد بن راشد لدبي.. كيف تغيرت الإمارات خلالها؟

16 عاماً مضت على تولي حكم محمد بن راشد لدبي خلفاً لأخيه الأكبر الشيخ مكتوم بن راشد الذي توفي في 4 يناير 2006.

الشيخ محمد بن راشد، البالغ من العمر 73 عاماً، اشتهر عالمياً بأنه صاحب خطة تحول دبي إلى مركز تجاري وسياحي عالمي رغم افتقارها إلى النفط، فكيف نجح في ذلك؟

من هو محمد بن راشد؟

ولد الشيخ محمد بن راشد عام 1949 في دبي، وهو الابن الثالث من بين أربعة أبناء للشيخ راشد آل مكتوم الذي حكم دبي 32 عاماً منذ عام 1958، والذي كان شريك حاكم أبوظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قيام الاتحاد عام 1971.

بعد أن أنهى دراسته الثانوية عام 1965 انتقل الشيخ محمد إلى بريطانيا لدراسة الإنجليزية في كامبريدج، ثم تلقى تدريباً 6 أشهر في المدرسة العسكرية البريطانية.

وفي عام 1968 وعقب عودته إلى دبي رافق الشيخ محمد والده للقاء حاكم أبوظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث اتفقوا على إبرام وحدة أدت إلى تأسيس اتحاد الإمارات.

الامارات

وبعد حصول الإمارات على استقلالها عن بريطانيا عام 1971، تم تسمية الشيخ محمد وزيراً للدفاع، وهو المنصب
الذي يتولاه حتى الآن.

وبعد وفاة والده الشيخ راشد، أصبح شقيقه الأكبر الشيخ مكتوم بن راشد حاكماً لإمارة دبي، فأصدر مرسوماً أميرياً
بتعيينه ولياً للعهد في إمارة دبي.

وبدأت حكم محمد بن راشد لدبي ولاية العهد إذ أطلق الشيخ محمد العديد من المبادرات والمشاريع الريادية التي
ساهمت في تطوير دبي وازدهار مستقبلها؛ كمهرجان دبي للتسوق، وحكومة دبي الإلكترونيّة، ومدينة دبي للإنترنت، ومدينة دبي للإعلام، بالإضافة إلى إشرافه بشكل مباشر على مراحل تنفيذ المشاريع السياحية والإنشائية
الضخمة مثل مشروع جزيرة النخلة، وفندق برج العرب، وبرج خليفة، والتي نقلت مدينة دبي إلى مصاف المدن
العالمية وجعلتها واحدة من أفضل الوجهات السياحية المرغوبة في العالم.

الامارات

وفي 4 يناير عام 2006 تولَّى الشيخ حكم محمد بن راشد لدبي عقب وفاة أخيه، كما اختاره أعضاء المجلس الأعلى
للإمارات العربية المتحدة نائباً لرئيس الدولة، ثم رشَّحه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لمنصب رئيس الوزراء الذي ما يزال يشغله حتى اليوم.

حكمه لدبي

مع توليه حكم دبي ورئاسة الوزراء اهتم محمد بن راشد بإجراء إصلاحات رئيسيّة على مستوى الإمارة والدولة للوصول إلى أداء حكومي متميّز وتنفيذ مشاريع تنمية وبنى تحتيّة قوية بهدف تحقيق ازدهار اقتصادي
واجتماعي، خصوصاً في ظل عدم وجود ثروة نفطية في دبي، ما جعلها تعتمد بشكل كامل على القطاعات غير النفطية.

كما يعرف عنه جولاته الميدانية المستمرة والمفاجئة إلى مختلف مؤسسات الدولة، وبلقائه المباشر للمسؤولين في
الميدان، وإصدار أوامره لهم بتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين في جميع مناطق الدولة.

وبسبب الجهود التي بذلتها الحكومة حققت دولة الإمارات المراكز الأولى عالمياً في 110 مؤشرات، وتصدرت عربياً
في 473 مؤشراً، ودخلت نادي العشرة الكبار في 327 مؤشراً عالمياً.

كان العام 2008 فارقاً في حكم محمد بن راشد، حيث افتتح أطول مبنى في العالم؛ وهو برج خليفة، وأكبر مركز
تجاري في العالم من حيث المساحة؛ وهو مركز دبي التجاري، فضلاً عن مترو دبي.

الامارات

وعلى الرغم من ذلك فقد اعتمدت مشروعات بن زايد الكبرى على الاستدانة، وكانت الأزمة المالية العالمية في عام
2009 قد أدت إلى انهيار السوق العقارية في دبي، وأصبحت الشركات المرتبطة بالدولة على شفا الإفلاس، لولا تدخل حكومة أبوظبي لدعم دبي مالياً.

وفي عهده أطلقت الإمارات عام 2021 أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، وأرسلت أول رائد فضاء إماراتي للفضاء، كما نجحت دبي في استضافة معرض إكسبو الدولي الأكبر عالمياً عام 2021، كما منح إقامات ذهبية منذ
العام 2019 للمواهب والمستثمرين وأصحاب القدرات من مختلف جنسيات العالم، كما أصبحت أول حكومة لاورقية في العالم عام 2021.

حبه للخيول والشعر

يعرف الشيخ محمد بحبه للخيول وتعلقه بها، ويعتبر من الفرسان المتميزين عالمياً، وفاز بالعديد من منافسات سباقات
التَّحمل الدولية، وكان دائم الحضور لسباقات الخيول المحلية والعالمية.

كما أسس فريق “جودلفين” عام 1992، وهو واحد من أفضل الفرق في سباقات الخيل العالمية، وأطلق  كأس دبي
العالمي أغلى سباق للخيل في العالم عام 1996.

قاد الشيخ محمد فريق الإمارات للفوز ببطولة الأمم الأوروبية للخيول عام 1999 في إسبانيا والبرتغال، كما فاز
ببطولة كأس العالم للقدرة في عام 2012، وتوج بطلاً لسباق الديربي الإنجليزي الكلاسيكي في عام 2018 وهو الحدث الأشهر والأعرق في سباقات الخيول الكلاسيكية بالعالم.

كما يعرف عن حاكم دبي حبه للشعر والأدب، وله العديد من المؤلفات في السياسة والتاريخ، ويعتبر واحداً من أفضل
ناظمي الشعر النبطي.

انتقادات

لكن رغم التطور الكبير الذي شهدته دبي في عهده، فإن جماعات حقوقية، خصوصاً المعنية بحقوق الإنسان،
وجهت انتقادات بانتهاك حقوق العمال في الإمارة، حيث يعاني العمال المهاجرون من أجور منخفضة، وشكا العديد منهم من التعرض للاستغلال على الرغم من القوانين التي تضمن سلامة العاملين.

وكشفت جماعات حقوقية ومقابلات أجرتها وكالة “أستوشييد برس”، العام الماضي، مع أكثر من 20 عاملاً في
معرض إكسبو 2020 الذي تستضيفه دبي، عن تعرض عدد كبير من العمال لانتهاكات مست حقوقهم الأساسية، سواء المرتبطة بنظام الكفيل الذي يقيّدهم، أو حتى تلك المتعلقة بظروف العمل والأجر والغذاء.

فمن أبرز الانتهاكات التي حدثت لهم مصادرة أصحاب العمل جوازات سفرهم، ولم تُستوف وعود الأجور، ويعيش
العمال في أماكن مزدحمة وغير صحية، ويعانون من سوء مستوى الغذاء أو ارتفاع أسعاره، إضافة إلى أن ساعات العمل الأسبوعية تصل إلى 70 ساعةً أسبوعياً، ويعمل هؤلاء أحياناً في حرارة حارقة.

وفي عام 2017 ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “دبي والإمارات العربية المتحدة اكتسبت بصورةٍ أوسع سمعةً
سيئة بسبب استغلال العمال المهاجرين، الذين يُشكِّلون أكثر من 80% من سكان البلاد؛ وبهذا المقياس فإنَّ ذلك يُعَد
أكبر تركُّز للمهاجرين في العالم”، مشيرة إلى أن “منظمات حقوق الإنسان رصدت انتهاكات حقوق العمال المنتشرة في الإمارات”.

يرد حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، على هذه الانتقادات بالقول إن بلاده “تضع جميع خبراتها البشرية والفنية
لمساعدة الأشقاء والأصدقاء والإسهام في أي مشروع أو خطة يكون محورها الإنسان وإسعاده”، ويشدد في أكثر من
لقاء على أن التنمية الحقيقية تكون في “الإنسان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى