ضغوط سعودية وأميركية خلف تمثيل مصر في القمة الخليجية.. والسيسي غاضب
أوفد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي وزير خارجيته، سامح شكري لتمثيل مصر في القمة الخليجية بالعلا السعودية يوم الثلاثاء، والتي شهدت توقيع اتفاق مبدئي لحل الأزمة بين قطر وكل من السعودية والإمارات
ومصر والبحرين.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية لموقع “العربي الجديد” إن السيسي حسم أمره بعدم المشاركة، منذ صباح
الاثنين، “نظراً لعدم استجابة قطر للمطالب المصرية، التي على رأسها وقف ما تزعم القاهرة أنه هجوم
إعلامي ممنهج عليها من الدوحة، ودعم الإخوان التي تصنفها كجماعة إرهابية محظورة”.
وأضافت، أن السيسي غاضب بشدة نظراً لشعوره بقطع السعودية شوطاً نحو المصالحة التامة، دون الأخذ في
الاعتبار مطالباته، وأن إرسال ممثل لمصر كان أمراً مشكوكاً فيه حتى ساعة مبكرة من يوم الثلاثاء، ولكن
الضغوط السعودية والأميركية دفعته لإرسال ممثل رفيع المستوى ليشهد توقيع الاتفاق.
وذكرت المصادر أن معظم بنود الاتفاق ستعلق على مفاوضات جديدة من المقرر إجراؤها بواسطة لجان
مشتركة حول عدد من الملفات.
وشددت على أن الأولوية العاجلة المهمة بالنسبة لمصر، هي المضي قدماً في عودة الرحلات الجوية المباشرة
بين القاهرة والدوحة، التي أدى توقفها لخسائر كبيرة لقطاع الطيران، وبعدها تنشيط التعاون في المجالات
الاقتصادية وجذب الاستثمارات، لكن الملفات ذات الصلة بالسياسة والإعلام مرجأة لأجل غير مسمّى.
وكشفت مصادر مصرية صدور تعليمات من المخابرات العامة لجميع وسائل الإعلام بشن هجوم على قطر والمصالحة، في إطار إعراب السيسي عن عدم رضاه عن الصيغة التي سيخرج بها الاتفاق المبدئي، والذي
يحقق مكاسب أكبر لقطر.
وفي الثامن من كانون الأول، وبعد أربعة أيام من الصمت على التصريحات السعودية والقطرية والكويتية عن
تقدم المفاوضات، قالت القاهرة إنها تأمل في أن تسفر “المساعي المشكورة من دولة الكويت” عن حل شامل
يعالج الأزمة الخليجية.
وقبل هذا البيان بأيام معدودة، تلقى السيسي اتصالاً من ترامب، بالتزامن مع اتصالات واسعة شاركت فيها
واشنطن لدفع عملية المصالحة لإنهاء الأزمة الخليجية، واستطلاع مدى إمكانية مشاركة مصر في المصالحة
مع قطر.