بالفيديو.. تفاصيل أول عملية اقتحام للكونغرس الأمريكي منذ 1814
علق الكونغرس الأمريكي جلسة المصادقة على على فوز الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، نحو 6 ساعات،
إثر اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب مبنى الكونغرس.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام الكونغرس، منذ أن أحرق البريطانيون مبنى الكابيتول بعد معركة بلادينسبيرغ عام 1814، خلال الحرب بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
كان ترامب قد حرض أنصاره على اقتحام الكونغرس، خلال كلمة له بالتزامن مع جلسة المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية، وتأكيد اسم الرئيس الفائز ونائبه.
ودعا ترامب أنصاره للتوجه صوب الكونغرس، للتعبير عن غضبهم بشأن عملية التصويت، والضغط على المسؤولين المنتخبين لرفض النتائج، وحثهم على “القتال”.
ومع تدفق الآلاف من أنصار ترامب على ساحات الكونغرس، أسقط المحتجون الحواجز، واشتبكوا مع الشرطة،
إلى أن تم اقتحام المبنى، وتعليق الجلسة، ولم يتمكن الكونغرس من فرز سوى 12 من أصوات المجمع الانتخابي البالغة 538.
قنابل أنبوبية
وقال مسؤول بالحزب الجمهوري، إنه عثر على قنبلة أنبوبية داخل مقر الحزب وبالتحديد كانت على الأرض إلى جانب حائط المقر.
وقال مصدر ديمقراطي، إن مقر الحزب الديمقراطي تم إخلاؤه بعد الاشتباه بطرد في مكان قريب، مشيرا إلى أن المبنى تم إخلاؤه استباقيا قبل المظاهرات.
وقال مسؤول فيدرالي، إنه عثر على ما يشتبه بأنهما قنبلتان أنبوبيتان، إحداها في المجمع الذي يضم مبنى الكونغرس، وتم التعامل معهما من قبل عناصر الأمن، مؤكدا على أنهما جهازا تفجير حقيقيان، وتم تفجيرهما بصورة آمنة.
محاولة انقلابية
ووصف حاكم ولاية بنسلفانيا الأمريكية، توم وولف، اقتحام أنصار ترامب الكونغرس، بأنها “محاولة انقلابية”، مضيفا، “ما رأيناه اليوم ليست ديمقراطية، بل محاولة انقلابية”.
ومن جانبه، دعا نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، إلى وقف “العنف والدمار في مبنى الكونغرس”، وأكد أنه
سيتم محاسبة المتورطين أمام القانون.
وأعلنت الشرطة تأمين مبنى الكونغرس بعد الساعة الخامسة والنصف مساء، واستأنف الأعضاء الاجتماع بعد
قليل من الساعة الثامنة مساء لمواصلة عملية التصديق على نتائج الانتخابات.
وقال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي لدى استئناف الجلسة: “أقول لأولئك الذين أشاعوا الفوضى في مبنى الكونغرس اليوم، أنتم لم تفوزوا”.
وقال ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ: “سنؤكد الفائز بانتخابات 2020″، ووصف اعتداء
أنصار ترامب بأنه “تمرد فاشل”.
حظر تجول
وأظهرت لقطات مصورة أنصار ترامب يحطمون نوافذ والشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع داخل المبنى.
وقالت شرطة واشنطن إن امرأة توفيت بعد إصابتها بالرصاص أثناء الفوضى. وأمرت رئيسة بلدية واشنطن،
موريل باوزر، بحظر التجول في أنحاء المدينة اعتبارا من السادسة مساء.
وأعلن البيت الأبيض أن ترامب أمر بإرسال قوات الحرس الوطني إلى مبنى الكونغرس، حيث تم نشر قوات
الحرس الوطني وضباط مكتب التحقيقات الاتحادي وجهاز الخدمة السرية لمساعدة شرطة الكونغرس، ودفعت
القوات والشرطة المحتجين بعيدا عن المبنى بعد بدء حظر التجول.
وكانت لبنتاغون قد رفضت في وقت سابق طلبا من مسؤولي العاصمة واشنطن لنشر الحرس الوطني في مبنى الكونغرس.
وكانت الصحيفة قد ذكرت في وقت سابق أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي قد طلبت من الحرس الوطني “تطهير وتأمين” مبنى الكابيتول.
وقال بايدن، الذي من المقرر أن يتولى السلطة في 20 من يناير/ كانون الثاني، إن أنشطة المحتجين تصل إلى حد التحريض على التمرد.
وأضاف أن اقتحام المتظاهرين لمبنى الكونغرس، وتحطيمهم النوافذ، واحتلالهم المكاتب، وتهديدهم سلامة المسؤولين المنتخبين، “هذا ليس احتجاجا، هذا تمرد”.
وقال بايدن متحدثا من ويلمنجتون في ولاية ديلاوير، إن الديمقراطية الأمريكية تتعرض لهجوم غير مسبوق، داعيا ترامب إلى “التدخل”، ومطالبة أنصاره بإنهاء “حصار” مبنى الكونغرس.
وعلى إثر عملية الاقتحام، استقال مسؤولان بإدارة ترامب من منصبيهما، احتجاجا على أحداث اقتحام الكونغرس،
فيما يبحث آخرون الخطوة ذاتها.
وأعلنت ستيفاني غريشام، كبيرة موظفي عقيلة الرئيس الأمريكي ميلانيا ترامب، استقالتها بعد اقتحام الكونغرس.
كذلك أعلنت سارة ماثيوز، نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض استقالتها، وقالت في بيان إن “الولايات المتحدة تستحق انتقالا سلميا للسلطة”.
يأتي ذلك فيما أفادت شبكة “سي إن إن” بأن مسؤولين آخرين يبحثون تقديم استقالاتهم ومنهم مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين ونائبه مات بوتينغر، ونائب كبير موظفي البيت الأبيض كريس ليدل.