أوكرانيا.. روسيا تقتحم آخر مدينة في لوغانسك وكندا تنشر سفينتين حربيتين وواشنطن تفرض عقوبات على 500 مسؤول روسي
نقلت وكالة تاس عن مصدر عسكري روسي قوله إن القوات الروسية اقتحمت مدينة ليسيتشانسك آخر مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في مقاطعة لوغانسك، في حين يواصل قادة مجموعة السبع مناقشة مسار وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.
ووفق المصدر العسكري الروسي، فإن عملية اقتحام مدينة ليسيتشانسك تتم من 5 محاور، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية تقوم بتصفية من سماهم المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون في صفوفها تجنبا لوقوعهم في الأسر.
وقال حاكم لوغانسك إن عمليات الإجلاء من ليسيتشانسك تزداد صعوبة كل يوم، وإنهم يحاولون إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.
من جهته، أفاد مراسل الجزيرة بأن مدينة ليسيتشانسك تتعرض لقصف مدفعي شديد لليوم الثالث على التوالي، وأن القتال بين القوات الأوكرانية والروسية يتركز الآن على أكثر من محور في عدة بلدات جنوب المدينة.
وفي تطور آخر، قال الجيش الأوكراني إن قواته تتقدم في ضواحي خيرسون الشمالية والغربية وتسيطر على مساحات جديدة كانت تحت سيطرة القوات الروسية.
وأكد رئيس الإدارة الإقليمية العسكرية في مدينة كريفي ريه أن القوات الروسية تراجعت إلى بلدة أولجينو في مقاطعة خيرسون، لكنه أقر بأن القوات الروسية كثفت قصفها للبلدات الواقعة على خط التماس في خيرسون، مما أدى إلى محو قرى بأكملها.
قصف على أوديسا
وعلى صعيد آخر، قالت القيادة الجنوبية العسكرية الأوكرانية اليوم الاثنين إن مقاطعة أوديسا في جنوبي أوكرانيا تعرضت لقصف صاروخي تسبب في سقوط 6 ضحايا، بينهم طفل، في حين لا يزال الصراع في أوكرانيا يهيمن على جدول أعمال اليوم الثاني لقمة مجموعة السبع التي تستمر لمدة 3 أيام.
وذكرت القيادة الجنوبية العسكرية الأوكرانية أن الصواريخ أطلقت من قاذفات روسية من طراز “تو-22” (T-22) الإستراتيجية، واستهدفت مناطق سكنية للمدنيين وتسببت في تدمير العديد من المباني السكنية ومزارع في مساحة تبلغ 500 متر مربع، في حين يكافح رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق.
وسجلت أوكرانيا زيادة في الهجمات الصاروخية الروسية بأنحاء البلاد خلال أمس الأحد، مع استهداف عدد من المناطق البعيدة عن خط المواجهة، من منطقة لفيف بغرب أوكرانيا إلى خميلنيتسكي وجيتومير وتشيرنيهيف وكييف.
في هذه الأثناء، أطلقت روسيا مشروعا لبناء أكثر من 100 شقة لإعادة إعمار مدينة ماريوبول بعد الدمار الذي لحق بها جراء الحرب.
وتسببت الحرب في ماريوبول بنزوح أكثر من نصف سكانها، كما ألحقت أضرارا كبيرة ببنيتها التحتية.
وكانت استخبارات الجيش البريطاني قد قالت إن الجيش الروسي يسعى لاستعادة الزخم بمحور إيزيوم مع تركيز القصف على مدينتي ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك شرقي أوكرانيا.
وأشارت الاستخبارات البريطانية في تقريرها اليوم الاثنين إلى أنه خلال الأسابيع المقبلة فإن روسيا قد تعتمد بشكل متزايد على قوات احتياط.
ولفتت إلى أن قوات الاحتياط هذه تتألف من مجموعة من المتطوعين الذين يعملون بدوام جزئي وينتشرون كوحدات كاملة مخصصة للمهام الأمنية في المناطق الخلفية.
واعتبرت الاستخبارات البريطانية أنه على الرغم من النقص المستمر في عدد جنود الاحتياط فإن القيادة الروسية لا تزال مترددة في اللجوء إلى التعبئة العامة.
نظام للدفاع الصاروخي لأوكرانيا
من ناحية أخرى، قال مصدر مطلع لرويترز أمس الأحد إنه من المرجح أن تعلن الولايات المتحدة هذا الأسبوع شراء نظام دفاع صاروخي أرض-جو متقدم متوسط إلى طويل المدى لأوكرانيا.
وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن تعلن واشنطن أيضا تقديم مساعدات أمنية أخرى لأوكرانيا بما في ذلك ذخيرة مدفعية إضافية وأجهزة رادار لرصد قذائف المدفعية، لتلبية الاحتياجات التي قال الجيش الأوكراني إنه يريدها.
ووافق الرئيس جو بايدن في يونيو/حزيران الجاري على تقديم 700 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، من بينها أنظمة صواريخ متطورة يمكنها إصابة أهداف بعيدة المدى بدقة.
وقال يوري ساك مستشار وزير الدفاع الأوكراني للجزيرة إن أوكرانيا تحتاج وفي أقرب وقت ممكن إلى الحصول على أنظمة دفاع جوي وأنظمة مضادة للصواريخ فعالة وحديثة بالنظر لكثافة الهجمات الصاروخية الروسية عليها.
وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن واشنطن تعتزم كذلك فرض عقوبات جديدة على روسيا تستهدف سلاسل التوريد الدفاعي.
وأضاف أن العقوبات الجديدة ستشمل شركات عسكرية روسية وهيئات البحوث وعشرات الأفراد والكيانات الروسية الدفاعية، مشيرا إلى أن حوالي 500 مسؤول “يهددون سيادة أوكرانيا” سيتعرضون لهذه العقوبات.
كندا تنشر سفينتين حربيتين في بحر البلطيق
من جهتها، أعلنت كندا اليوم الاثنين نشر سفينتين حربيتين في بحر البلطيق وشمال الأطلسي لتنضما إلى فرقاطتين سبق إرسالهما الى المنطقة لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي ردا على الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقالت البحرية الكندية في بيان إن السفينتين الكنديتين “كينغستون” و”سمرسايد” التابعتين لجلالة الملكة أبحرتا في مهمة لمدة 4 أشهر في إطار “إجراءات الردع في وسط وشرق أوروبا” التي بدأت عام 2014 بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم.
ومن المقرر أن تعود سفينتا “هاليفاكس” و”مونتريال” إلى الميناء في يوليو/تموز المقبل بعد مشاركتهما في عملية “ري أشورنس” التي تعد حاليا أكبر انتشار عسكري لكندا في الخارج.
وتشمل المهمة أيضا نحو 700 جندي كندي في لاتفيا يتمتعون بقدرات الحرب الإلكترونية والمدفعية، بالإضافة إلى العديد من الطائرات العسكرية.
قمة مجموعة السبع في ألمانيا
سياسيا، لا يزال الصراع في أوكرانيا يهيمن على جدول أعمال اليوم الثاني لقمة مجموعة السبع التي تستمر لـ3 أيام في جنوبي ألمانيا اليوم الاثنين، حيث من المقرر أن ينضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المحادثات عبر رابط فيديو.
وتوافد زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة أمس الأحد إلى فندق قصر إلماو البافاري بهدف زيادة الضغط بشكل مشترك على روسيا ودفعها لسحب قواتها من أوكرانيا وتخفيف التأثير السلبي للحرب.
واستغل قادة دول مجموعة السبع بالفعل القمة كمنبر للإعلان عن فرض حظر على واردات الذهب الروسية ومبادرة بنية تحتية مشتركة لمواجهة التأثير الصيني في الدول ذات الدخل المتوسط، كما تُجرى محادثات حول وضع سقف محتمل لأسعار النفط.
وشاركت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل في مناقشات أمس الأحد.
ومن المقرر أن ينضم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المجموعة عبر رابط فيديو، لمناقشة أزمة الغذاء التي نتجت عن الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي دخلت الآن شهرها الخامس.
كما من المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة في اجتماع زعماء دول مجموعة السبع عبر رابط فيديو في وقت لاحق اليوم.