غوتيريش يحذر: العالم على بعد خطوة من “الإبادة النووية” وبوتين وبايدن يعلّقان
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين من أن العالم على بعد “خطوة واحدة غير محسوبة” قد تؤدي إلى “الإبادة النووية”، في وقت يواجه فيه تهديدا “لا مثيل له منذ ذروة الحرب الباردة”.
وقال غوتيريش في مستهل مؤتمر للدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، “حالفنا الحظ بشكل استثنائي حتى الآن. لكن الحظ ليس إستراتيجية ولا يقي من التوترات الجيوسياسية التي تتفاقم إلى حد نزاع نووي”.
وحذّر الأمين العام من تزايد مخاطر الانتشار النووي على خلفية أزمات الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية، والحرب الروسية الأوكرانية.
وزاد: ينتشر الآن نحو 13 ألف سلاح نووي في الترسانات العسكرية حول العالم. وأكد أن العالم بحاجة إلى معاهدة عدم انتشار السلاح النووي الآن أكثر من أي وقت مضى.
لا منتصر في الحرب النووية
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين أنه لا يمكن أن يكون هناك “رابحون” في حرب نووية لا ينبغي “إطلاق العنان لها أبدًا”.
وفي كلمة ألقاها خلال المؤتمر العاشر للبحث في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الذي افتُتح في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، شدّد على أن روسيا بقيت وفيّة لـ”نصّ وروح” المعاهدة.
وقال “لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية، ولا ينبغي إطلاق العنان لها أبدًا”.
وتدهورت العلاقات بين روسيا والغرب منذ أن أرسل بوتين قواته إلى أوكرانيا لإطلاق عملية عسكرية بها يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
وانتقدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اليوم الاثنين روسيا لتصريحاتها “غير المسؤولة والخطيرة” بشأن احتمال نشر أسلحة نووية.
ومنذ بدء التدخل الروسي في أوكرانيا، أطلق بوتين تهديدات مبطّنة تشير إلى احتمال نشر روسيا الأسلحة النووية التكتيكية، التي يعتبر الجيش الروسي أنه قد يستخدمها لإجبار الخصم على التراجع.
دعوة بايدن
من جانبه، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الاثنين روسيا والصين للمشاركة في المحادثات الرامية للحد من انتشار الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن على موسكو تحديدا التحلي بالمسؤولية بعد عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأميركي في بيان إن إدارته مستعدة “للتفاوض سريعا” على بديل لمعاهدة “نيو ستارت” (New START) التي تضع حدا للقوة النووية العابرة للقارات في الولايات المتحدة وروسيا والتي ستنقضي مهلتها عام 2026.
وأفاد بايدن “على روسيا أن تظهر أنها مستعدة لاستئناف العمل على ضبط انتشار الأسلحة النووية”.
وتابع “لكن التفاوض يحتاج إلى شريك يمتلك الرغبة ويعمل بحسن نية. حطّم العدوان الروسي الوحشي وغير المبرر في أوكرانيا السلام في أوروبا ويمثّل اعتداء على مبادئ النظام الدولية الأساسية”، وفق تعبيره.
وفي معرض حديثه عن الصين التي تعزز ترسانتها النووية الأصغر بكثير، قال بايدن إن الدولة الشيوعية لديها واجب على اعتبار أنها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، يملي عليها “الانخراط في محادثات تخفض خطر أي خطوات غير محسوبة، والتعامل مع الديناميكية العسكرية المزعزعة للاستقرار”.
وتابع “لن تستفيد أي من دولنا أو العالم من مقاومة المشاركة الجوهرية في ضبط الأسلحة والانتشار النووي”.
وتهدف معاهدة “عدم انتشار الأسلحة النووية” إلى تعزيز التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بهدف نزع السلاح النووي من كل أرجاء العالم.
ومنذ دخول المعاهدة حيّز التنفيذ عام 1970 تعقد كل 5 سنوات مؤتمرات لمراجعة تطبيقها.