التايمز: دليل مبسط لتاريخ التوترات بين الصين وتايوان
نشرت صحيفة التايمز (The Times) البريطانية نبذة عن تاريخ التوترات بين الصين وتايوان على خلفية الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة يوم الاثنين الماضي بالرغم من تحذيرات بكين المتكررة التي وصفتها بأنها ستكون تهديدا لسيادتها.
أما عن كيف أصبح حكم تايوان منفصلا، فقد ذكرت الصحيفة أنه في نهاية الحرب الأهلية الصينية، عندما اجتاح شيوعيو ماو تسي تونغ الحزب القومي الصيني (الكومينتانغ)، وهو الحزب الحاكم في تايوان -معاد للشيوعية ويدعو للوحدة الصينية- الذي كان يترأسه شيانغ كاي شيك، فر القادة المهزومون إلى تايوان آخر الأراضي المتبقية تحت سيطرتهم.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 1949 أعلن ماو تأسيس الجمهورية الشعبية. ولكن عندما كان يستعد لغزو تايوان في العام التالي اندلعت الحرب الكورية وتحول بدلا من ذلك للدفاع عن حليفه الشيوعي في الشمال الشرقي.
واحتفظ الكومينتانغ باسم جمهورية الصين، التي لا تزال الهوية الرسمية لتايوان، وهو ما اعترفت به الولايات المتحدة على أنها الحكومة الوطنية حتى عام 1979. ثم حولت واشنطن الاعتراف بها إلى بكين عام 1979، قاطعة بذلك العلاقات رسميا مع “جمهورية الصين” (ROC)، على الرغم من أنها تحتفظ بمكتب تمثيلي هناك.
ولفتت الصحيفة إلى محاولة بكين وتايبيه وواشنطن لعقود الإبقاء على الوضع الراهن في مضيق تايوان، مع امتناع الصين عن مهاجمة تايوان وعدم إعلان استقلالها. وفي عام 2015، عقد الرئيس الصيني شي ورئيس تايوان آنذاك ما بينغ جيو، اجتماعا تاريخيا في سنغافورة.
لكن انتخاب تساي إنغ ون في عام 2016 أثار غضب بكين لأنها تأتي من الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يعارض التوحيد وتوضح أنها تفضل إعلان الاستقلال، على الرغم من أنها لم تفعل ذلك. وبعد أن تولت منصبها، رفضت تساي الاعتراف بمبدأ الصين الواحدة الذي تطالب بكين بموجبه بالسيادة على الجزيرة.
وأضافت الصحيفة أنه منذ ذلك الحين سعت بكين إلى معاقبة الجزيرة من خلال استمالة حلفاء تايوان وعزل الجزيرة دوليا. وفي سبتمبر/أيلول 2020 بدأت بكين في تحليق الطائرات الحربية بشكل روتيني إلى منقطة تحديد الدفاع الجوي بالجزيرة، وهي خطوة تهدف إلى ممارسة ضغوط عسكرية على حكومة تساي.
وعن الاعتراف بتايوان، أشارت التايمز إلى أن 13 دولة فقط تعترف بها رسميا هي بليز وغواتيمالا وهاييتي وهندوراس وجزر مارشال وناورو وبالاو وباراغواي و”سانت كيتس ونيفيس” وسانت لوسي وسانت فينسنت والغرينادين وتوفالو والفاتيكان.
لكن تايوان تقيم علاقات غير رسمية مع عشرات الدول، وأكبر حليف لها هي الولايات المتحدة، التي عززت دعمها في مواجهة تهديدات بكين المتزايدة، وتعمل العديد من الدول الأوروبية على تعزيز العلاقات.
وفي إشارة إلى مدى أهمية استقلال تايوان، ألمحت الصحيفة إلى أن إدارة تساي ليس لديها أي خطة لإعلان الاستقلال، ولا تشجع الولايات المتحدة الفكرة لأنها حتما ستغضب بكين وربما تشعل الحرب.
وهناك أيضا حجة قوية في تايوان مفادها أنه لا توجد حاجة لإعلان الاستقلال لأن الجزيرة في الواقع ذات سيادة بالفعل، حتى لو لم يعترف بها. وسواء أكان استقلالا أم لا، فإن أكثر ما يريده 23 مليون شخص في تايوان هو الحصول على اعتراف أكبر بين الهيئات الدولية في الوقت الحالي.