فيضانات باكستان.. مشاهد من الكارثة
تشهد باكستان فيضانات عارمة تسببت في مقتل وإصابة أكثر من ألف شخص، بحسب آخر حصيلة للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث اليوم الأحد؛ مما دعا الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد، واستدعاء الجيش للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإغاثة.
وتقول السلطات الباكستانية إن الفيضانات طالت أكثر من 33 مليون شخص (15% تقريبا من عدد السكان) ونحو نصف مساحة البلاد، ودمرت نحو مليون مسكن أو ألحقت بها أضرارًا جسيمة، كما تسببت في إتلاف أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، ونفوق ما يزيد على 800 ألف حيوان، وتدمير أكثر من 3400 كيلومتر من الطرق، وجرف 149 جسرًا.
وأجبرت الفيضانات الناتجة عن الأمطار الموسمية الكثيفة مواطنين في شمال غربي البلاد على مغادرة منازلهم، بعد أن تجاوزت مياه الأنهار في محافظة خيبر بختونخوا ضفافها وفاضت في كل مكان؛ مما تسبب في فيضان عارم، كما تضررت محافظة سنده (جنوب شرق) إلى حدٍ كبير بالفيضانات، وأدى ذلك إلى فرار الآلاف من منازلهم.
وأظهرت لقطات فيديو لحظة انهيار فندق “هانيمون” في وادي سوات (شمالي باكستان) بمياه نهر سوات جراء الفيضانات العارمة التي اجتاحت المنطقة.
وناشد الرئيس الباكستاني عارف علوي أبناء شعبه في الداخل والخارج والمجتمع الدولي من أجل دعم ضحايا الفيضانات الذين أصبحوا في أمس الحاجة إلى الإنقاذ والإغاثة وإعادة التأهيل، بعدما أدت الأمطار والفيضانات غير المسبوقة إلى إزهاق الأرواح وتدمير سبل معيشة السكان في مناطق البلاد المختلفة.
وبعد زيارة إلى جنوب البلاد، وبالتحديد إقليم السند الذي بلغ معدل متوسط هطول الأمطار فيه في أغسطس/آب الجاري 8 أضعاف هطولها كل عام؛ قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن “حجم الكارثة أكبر مما كان متوقعا”.
وبحسب وكالة الأمم المتحدة للإغاثة من الكوارث، فإن ما لا يقل عن 184 ألف شخص نزحوا إلى مخيمات الإغاثة.
ويعد إقليما بلوشستان والسند في جنوب البلاد وغربها أكثر المناطق تضررا، لكن كل أنحاء باكستان تقريبا عانت من فيضانات هذا العام، التي عدّها مسؤولون باكستانيون أشبه بالفيضانات التي ضربت البلاد عام 2010، وخلفت أكثر من ألفي شخص، وكان نحو خُمس سكان البلاد محاصرين بالمياه.
الجدير بالذكر أن معدل هطول الأمطار هذا العام زاد على نسبته المعتادة 5 أضعاف مما هو معهود خلال فترة الأمطار الموسمية كل عام.