“الطاقة الذرية”: إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة طرد متطورة تحت الأرض
كشف تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم باستخدام واحدة من 3 مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة “آي آر-6” (IR-6)، التي ركبتها طهران في الآونة الأخيرة في محطة التخصيب تحت الأرض في نطنز. وتعد القيود على برنامج تخصيب اليورانيوم من أهم بنود الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
وقال التقرير السري لوكالة الطاقة الذرية إن طهران تستخدم سلسلة تضمّ ما يصل إلى 174 جهازا لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء تصل إلى 5%.
وأضاف التقرير أنه من بين سلسلتي أجهزة “آي آر-6” الأخريين في محطة نطنز تحت الأرض، كانت إحداهما تخضع للتخميل، وهي عملية تسبق التخصيب، والأخرى لم تُغذ بعد بالمادة النووية.
ويقول دبلوماسيون إن أجهزة الطرد المركزي “آي آر-6” هي أكثر الأجهزة تطورا، وهي أكثر فعالية بكثير مقارنة بالجيل الأول من أجهزة الطرد التي يسمح بها الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العالمية وتجري مفاوضات منذ أشهر لإحيائه عقب انسحاب واشنطن منه عام 2018.
وذكرت وكالة رويترز أن إيران تستخدم منذ أكثر من عام في منشأة نطنز أجهزة “آي آر-6” لبلوغ نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي نسبة قريبة من الدرجة المطلوبة لتصنيع سلاح نووي.
اشتراط رئيسي
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي -في ندوة صحفية بطهران- إنّ من غير الممكن التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي قبل حلّ الملفات العالقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل أساسي.
وأضاف رئيسي “حصلنا على التقنية النووية وليس بإمكان أحد أن يسلبنا هذا الحق على الإطلاق”، مضيفا أن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، “وهذا النوع من الأسلحة لا مكان له في إستراتيجيتنا الدفاعية”.
ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن طهران اشترطت إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 3 مواقع إيرانية تضمّ منشآت نووية، مقابل العودة لتنفيذ بنود الاتفاق النووي للعام 2015.
وأضاف المسؤول الأميركي أن واشنطن وشركاءها رفضوا هذا الطلب الإيراني.
نتنياهو ولبيد
وفي سياق متصل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو -الاثنين- إنه خرج من اجتماعه مع رئيس الوزراء يائير لبيد أكثر قلقا من ذي قبل، بشأن الحيلولة دون العودة للعمل بالاتفاق النووي مع إيران قريبا.
وأضاف نتنياهو أن لبيد ووزير دفاعه بيني غانتس “لا يفعلان شيئا حيال احتمال العودة للعمل بموجب الاتفاق النووي”.
وكان رئيس وزراء إسرائيل قد عقد جلسة خاصة مع نتنياهو عصر الاثنين، بهدف إطلاعه على آخر تحركات تل أبيب بشأن احتمال العودة للعمل بالاتفاق النووي، وعلى رأسها الاتصالات التي يقوم بها كبار المسؤولين الإسرائيليين مع الإدارة الأميركية بهذا الشأن.
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن قال في مستهل اجتماع حكومته الأحد إن إسرائيل تدير منذ عام مواجهة سياسية متعددة المنظومات، بحسب تعبيره، هدفها منع التوقيع على الاتفاق النووي الجديد مع إيران.
وأضاف لبيد أن إسرائيل لا تعارض الاتفاق مع إيران، لكن بالإمكان إجبارها على التوقيع على اتفاق أفضل بكثير بحيث يكون دون موعد انتهاء صلاحية.
يذكر أن الاتفاق النووي الإيراني ينصّ على تقليص طهران برنامجها النووي وفرض قيود مشددة عليها، مقابل إلغاء العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.