انقطاع مفاجئ في الكهرباء يشُل الحياة العامة.. ومؤسسات الدولة تكافح لإعادة الأوضاع لطبيعتها
◄ “تنظيم الخدمات”: “عطل فني” في الخطين الرئيسي والاحتياطي وراء الانقطاع
◄ “نماء”: لا صحة لشائعات “الهجوم السيبراني” أو انفجار بمحطة توليد أو انخفاض مستوى الغاز
◄ رئيس “خدمات الشورى”: نطالب بـ”توضيح مُقنع” حول أسباب انقطاع الكهرباء.. وسنتخذ الإجراءات المناسبة
◄ “التربية”: تعليق الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة المتأثرة بانقطاع الكهرباء
الرؤية- مريم البادية- العمانية
عاشت مُعظم المحافظات أمس ساعاتٍ عصيبة إثر الانقطاع المفاجئ في التيار الكهربائي في أغلب ولايات ومحافظات السلطنة، وأقرت هيئة تنظيم الخدمات العامة- في عدة بيانات- بتعرض أجزاء من الشبكة الرئيسية للكهرباء في سلطنة عُمان لبعض الانقطاعات.
وأوضحت الهيئة أنه يجري التعامل معها من قِبل الشركة العُمانية لنقل الكهرباء، كما تتواصل الجهود لإعادة التيار الكهربائي تدريجيًّا.
وكشفت مجموعة نماء أن الانقطاعَ ناتجٌ عن “عطلٍ فني” في أحد خطوط النقل الخاصة بالشبكة الرئيسية، مؤكدةً أن العمل جارٍ على استعادة التيار الكهربائي وفق خطط استمرارية الأعمال وإدارة المخاطر في المجموعة.
وأكد المهندس حسن بن علي العجمي مدير الجاهزية التجارية بالمجموعة أن العمل جارٍ على وضع استراتيجية واضحة في إدارة المخاطر وتقصي أسبابها، لتلافي هذا النوع من الأعطال في الفترة المقبلة. وقال إن هذه الخطط عبارة عن إنشاء خطوط نقل بديلة أو شبكات بديلة توضع وفق استراتيجيات معينة.
وأكد العجمي ما تم تداوله من شائعات وأخبار مختلفة مفبركة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة حول أسباب انقطاع الكهرباء منها: انفجار محطة توليد أو انخفاض في مستوى الغاز أو هجوم سيبراني أو شائعة انقطاع التيار الكهربائي عن محافظة ظفار، جميعها غير صحيحة، داعيًا إلى متابعة القنوات الرسمية من أجل التحقق من الأخبار لتفادي الشائعات.
وأصدرت هيئة تنظيم الخدمات العامة- حتى مثول الجريدة للطبع- 8 بيانات حول أسباب انقطاع التيار الكهربائي والعودة التدريجية له؛ حيث قالت في البيان الأول إن أجزاءً من الشبكة الرئيسية للكهرباء في سلطنة عمان تواجه بعض الانقطاعات، وأنه يجري التعامل معها من قِبل الشركة العُمانية لنقل الكهرباء، وإعادة التيار الكهربائي تدريجيًّا.
وفي البيان الثاني، قالت الهيئة إن أكثر المحافظات تأثرًا بالانقطاع المفاجئ في الكهرباء هي مسقط وأجزاء من جنوب الباطنة وشمال الشرقية وجنوب الشرقية والداخلية، وأن عودة التيار الكهربائي ستكون تدريجية إلى جميع أجزاء الشبكة خلال 4 ساعات.
وفي البيان الثالث، أكدت الهيئة بدء العودة التدريجية للتيار الكهربائي في كل من محافظة مسقط وأجزاء من ولاية السيب، بينما عاد التيار في محافظة الداخلية في أجزاء من سمائل وإزكي ونزوى، وفي محافظتي شمال وجنوب الباطنة عاد التيار في أجزاء من ولايتي السويق وبركاء، مع استكمال إرجاع الخدمة إلى باقي المناطق المتأثرة.
وذكر البيان الرابع استمرار العودة التدريجية للتيار في كل من محافظة مسقط في أجزاء من مناطق: المعبيلة، وسور آل حديد، والخوض، ومرتفعات المطار والعذيبة والرسيل. وعودتها في محافظة شمال الشرقية في أجزاء من سناو والمضيبي والقابل. بينما في محافظة الداخلية عادت الكهرباء في أجزاء من ولاية أدم، مؤكدة استكمال إرجاع الخدمة في باقي المناطق المتأثرة تباعًا.
وتضمن البيان الخامس عودة الكهرباء في أجزاء من مناطق: الموالح وغلا والمسفاة ومرتفعات غلا ومدينة السلطان قابوس بمحافظة مسقط. وفي محافظة الداخلية عادت الكهرباء في كل من نزوى (%100) وأدم (%100) وإزكي (%100) وأجزاء من بهلاء. وفي محافظة جنوب الباطنة عادت في نخل (%100) وبركاء (%100) وأجزاء من الرستاق. وفي محافظة شمال الشرقية عادت في سمد الشأن (%100) وسناو (%100).
وتضمن البيان السادس العودة التدريجية للتيار في أجزاء من وادي اللوامي ووادي البحائص ودارسيت وبيت الفلج ومنطقة المطار القديم ومطرح والقرم بمحافظة مسقط، مع مواصلة استكمال إرجاع الخدمة إلى باقي المناطق المتأثرة تباعًا.
أما في البيان السابع، فقد أعلنت الهيئة أنه تمت إعادة أجزاء كبيرة من التيار الكهربائي للشبكة الرئيسية، وأن العمل مستمرٌ لإرجاع التيار الكهربائي لباقي المناطق المتأثرة. وأضافت الهيئة أنه ضمان استقرار الشبكة الكهربائية أثناء عملية إرجاع التيار، فإن شركات الكهرباء تعمل على ربط الأحمال الكهربائية بشكل تدريجي، والذي قد يتطلب مزيدًا من الوقت.
وفي البيان الثامن، قالت الهيئة: “تشير المعلومات الأولية المتوفرة لدى الهيئة من خلال متابعة حادثة انقطاع الكهرباء بأن تسلسل الأحداث بدأ من خلال عطل فني في خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت (الخط الرئيسي والخط الاحتياطي) والذي يربط بين محطة عبري ومحطة نهيدة الرئيسيتين، وقد نتج عن هذا الحادث سلسلة من الانقطاعات المتتالية في أجزاء واسعة من شبكة نقل الكهرباء وحطات التوليد”.
من جهته، تحدث سعادة الدكتور حمود بن أحمد اليحيائي ممثل ولاية ضنك بمحافظة الظاهرة ورئيس لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية بمجلس الشورى في تصريحات لـ”الرؤية”- حول انقطاع الكهرباء، وقال إن اللجنة سبق لها دراسة ملف خدمة الكهرباء من كافة الجوانب، خاصة شمولية الخدمة والتسعيرة، كما استضافت المعنيين بهذا القطاع، ورفعت ما انتهت إليه إلى مكتب مجلس الشورى لاتخاذ اللازم وفق المعتاد. وأكد أن ما انتهى إليه المجلس بهذا الخصوص رُفع إلى مجلس الوزراء في حينه، حيث أخذت الحكومة بمجمل الاقتراحات المرفوعة. وذكر اليحيائي أن اللجنة تتابع ما ستسفر عنه نتائج البحث عن السبب الحقيقي الذي أدى إلى هذا الانقطاع وطريقة التعامل معه و”التوضيح المُقنع” لحدوثه، وكذلك الآلية التي اتبعتها الجهات المعنية لإعادة الخدمة، ومدى وجود استراتيجية أو خطة واضحة للتعامل مع مثل هذه الانقطاعات. وأكد اليحيائي أن هذا الموضوع سيكون على طاولة اللجنة لبحثه بعد وضوح الصورة وفقاً للآليات المتبعة في المجلس، وذلك بهدف الوقوف على الأسباب وطرق المعالجة ومدى ضمان عدم تكراره بهذا المستوى الواسع.
إلى ذلك، أكد مركز إدارة الحالات الطارئة بوزارة الصحة أن المؤسسات الصحية في المحافظات المتأثرة بانقطاع الكهرباء لم تتأثر، وتعمل بكفاءتها الاعتيادية بفضل وجود المولّدات الاحتياطية. وأكد الدكتور راشد بن حمد البادي مدير المركز- في تصريح لوكالة الأنباء العمانية- تفعيل اللجان الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة والكوارث الصحية في المحافظات؛ للتأكد من استدامة الخدمات الصحية.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة التربية والتعليم تعليق الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة المتأثرة بانقطاع التيار الكهربائي، داعيةً إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الطلبة وممتلكات المدارس والتأكد من إغلاق مصادر التيارات الكهربائية، بحسب بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس.