حفيدة مانديلا: ما الذي يمكن أن يتعلمه تشارلز الثالث من العلاقة القوية بين أمه الملكة وجدّي؟
قالت إنديليكا مانديلا، حفيدة زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، إن جدها كان يرى في الملكة الراحلة إليزابيث الثانية صديقة حقيقية تفهمه وتستوعب نظرته للعالم.
وأوضحت مانديلا -في مقال لها بصحيفة “غارديان” (the Guardian) البريطانية- أن بعض من يتمتعون بالثراء الفاحش ولا علاقة لهم بالسياسة قد يجدون في الانعزال عن العالم والانغماس في متع الحياة فكرة مغرية.
لكن الملكة إليزابيث الثانية لم تقم بذلك، بل تسلحت برأسمالها الأخلاقي وإرث عرشها وواصلت العمل بحزم وثبات، فكانت المرسى الذي تأوي إليه بريطانيا في خضم البحار العاصفة واللحظات الصعبة، الأمر الذي تستحق عليه الثناء، وفق ما جاء في المقال.
وقالت مانديلا إن جدها الزعيم الراحل كان سيشارك بريطانيا وبقية العالم مشاعر الحزن على رحيل “إليزابيث” كما كان يناديها، لو كان على قيد الحياة.
وأشارت إلى أن البعض قد يجد في حزن الأفارقة على رحيل الملكة أمرا غريبا، نظرا لإرث الاستعمار البريطاني في أفريقيا وفي غيرها من قارات العالم، “لكنني رأيت في الملكة إليزابيث الثانية شيئا مختلفا عما كانت عليه المملكة المتحدة من قبل، كما رأيت فيها فرصة لفهم ما يمكن أن تكون عليه القيادة.”
ورأت إنديليكا مانديلا، الناشطة الحقوقية والكاتبة الصحفية، أن على الملك تشارلز الثالث الذي تولى العرش في وقت صعب على بريطانيا والعالم أن يحذو حذو والدته؛ فيكون قائدا أخلاقيا في وقت يشهد فيه العالم تحديات جمة، من بينها أزمة المناخ والركود الاقتصادي وانقسام المجتمعات الذي يغذيه تنامي التعصب والعنصرية.
وقالت إن الملك تشارلز يستطيع البناء على إرث والدته الملكة الراحلة عن طريق الاعتماد على القوة والمصداقية التي يمتلكها، ليس بصفته رئيسا لكنيسة إنجلترا فحسب، بل بصفته ملكا قضى سنوات عديدة من عمره في بناء الجسور مع زعماء دينيين ومجتمعات مختلفة في شتى أنحاء العالم.
وخلصت إلى أن العالم في أمس الحاجة إلى قائد، مثل الملك تشارلز، قادر على مد الجسور بين الدول والشعوب بطرق بناءة في وقت تتسع فيه الفجوة بين شعوب ودول العالم.