رياضة

رابح سعدان للجزيرة نت: مونديال قطر سيدخل التاريخ وهذه أسباب إقصاء الجزائر

الجزائر- فتح المدرب الجزائري رابح سعدان عدة ملفات ومواضيع في حوار مع الجزيرة نت، وتوقع أن “يدخل مونديال قطر التاريخ من أوسع أبوابه”.

سعدان -المُلقب في الجزائر بـ”شيخ المدربين”- فتح قلبه وخزان ذكرياته وتجاربه للجزيرة نت، ورأى أن المنتخب الجزائري “وحده من يتحمل مسؤولية الإقصاء” من المشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة بقطر، وأرجع ذلك إلى “الأخطاء القاتلة التي ارتكبها المنتخب” في مباراة العودة أمام الكاميرون.

وبحكم أن رابح سعدان أكثر المدربين الجزائريين المشاركين في نهائيات العالم في 3 مرات سابقة (1982 و1986 و2010) عاد إلى كواليسها، وكشف عن أكثر المحطات في مشواره التدريبي التي بقيت راسخة في ذهنه وحتى التي ندم عليها.

ودافع سعدان عن مواطنه رياض محرز واصفا إياه بـ”فخر الجزائر”، كما كشف للمرة الأولى عن حقيقة المعلومات المتداولة التي تحدثت عن اعتزاله التدريب، واتهم أطرافا داخل الاتحاد الجزائري لكرة القدم بالوقوف وراءها، كما تحدث عن موقفه من تكرار إشاعات وفاته التي انتشرت على مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام المحلية في الحوار التالي:

العناوين الجانبية اخفاء
1 مونديال قطر سيكون الأفضل في التاريخ

مونديال قطر سيكون الأفضل في التاريخ

  • بحكم خبرتك الكبيرة في كأس العالم، كيف ترى استضافة قطر للمونديال كأول بلد عربي وشرق أوسطي؟ وهل ستنجح في هذا الاختبار العالمي؟

المؤكد في نهائيات كأس العالم التي ستجرى بدولة قطر من الناحية الإعلامية أن هناك ثقة خاصة وكبيرة جدا، خصوصا أنها مرتبطة بالحفاظ على سمعة كرة القدم في العالم، فكل الناس تنتظر هذا الموعد كل 4 أعوام.

قطر ما شاء الله شرّفت العرب وكل المسلمين وهي تستعد لاحتضان هذا الموعد الكروي الكبير، والأكيد أنه سيكون ناجحا، وعلى سبيل المثال فقط، رأينا وحضرنا كأس العرب، وكيف كان التنظيم جيدا، والأكيد أنه سيتحسن أكثر في المونديال، وكأس العرب كانت فقط تجربة تنظيمية من الاتحاد الدولي لكرة القدم والبلد المنظم قطر، للوقوف على أية نقص من الناحية التنظيمية لتداركه قبل عام من موعد المونديال.

وأعتقد أن مونديال قطر سيكون من أحسن نهائيات كأس العالم التي نُظمت سابقا، وقطر تمتلك كل الإمكانات التنظيمية، ومن حيث الملاعب والفنادق والتسيير، والمؤكد أن مونديال قطر سيبقى في التاريخ كأحسن نسخة من كل نهائيات كأس العالم التي جرت سابقا.

وحسب متابعتي لتحضيراتها، فأنا متأكد أن قطر ستُشرّف كل العرب والمسلمين.

  • ما توقعاتك للمنتخبات العربية والأفريقية المشاركة في مونديال قطر؟

أعتقد أن كل المنتخبات العربية المشاركة في مونديال قطر قوية، والدليل على ذلك أيضا بطولاتهم المحلية التي دخلت كلها في الاحتراف، وأحسن اللاعبين في أنديتهم يشاركون مع منتخباتهم.

كما أن المنتخبات العربية تملك لاعبين محترفين في أوروبا، تعودوا على هذه الأجواء من اللعب والضغوط المشابهة لكأس العالم، وأرى أن كل شيء متوفر لأن تنافس هذه المنتخبات العربية بقوة في كل مجموعة.

كما أنها تلعب في بلد عربي، والأكيد أن الحضور الجماهيري سيساعدها كثيرا، خاصة جماهير منتخب قطر، والمؤكد أن المنتخبات العربية لن تجد مكانا أفضل من قطر للمنافسة بقوة.

كما أن الفترة التحضيرية للمنتخبات مهمة جدا، ومن بين أهم المقاييس أنه للمرة الأولى تُجرى نهائيات كأس العالم في الشتاء، لأن الاستعداد البدني للاعبين يكون عاليا جدا، بالإضافة إلى أن الأسابيع التحضيرية التي تسبق المشاركة في المونديال مهمة جدا، وهذا دور الطاقم التقني لكل منتخب وكذلك الطبي الذي تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة حتى يدخل المنتخب بقوة وأن يكون اللاعبون في أعلى مستوى.

  • ما رؤيتك لمجموعات المنتخبات العربية والأكثر صعوبة بينها؟

في كأس العالم لا يمكن القول إن المجموعات التي تقع فيها المنتخبات العربية صعبة، لأنها في المونديال ومن أحسن المنتخبات في العالم، وعند الوصول إلى البلد المنظم يجب على الطاقم الفني واللاعبين أن يكونوا متحررين ويقتنعوا بأنهم من أحسن المنتخبات في العالم، وأن يخوضوا مبارياتهم من دون أي عقدة، وأعتقد أن هذا هو الأمر المهم.

ورأينا كيف أن منتخب غانا في مونديال 2010 وصل إلى الدور ربع النهائي، ولم يكن حينها من المنتخبات القوية، لكن حماس اللاعبين وتحفيزهم نفسيا منحاهم قوة استثنائية أوصلتهم إلى هذا الدور التاريخي.

ما أعنيه أن النقطة الأهم لكل المنتخبات العربية المشاركة هي الجانب النفسي الذي يتحقق من خلال التحضير النفسي الجيد للاعبين.

  • مثل غانا، ما المنتخبات الأقرب لتحقيق مفاجأة في مونديال قطر؟

لا يخلو المونديال دائما من المفاجآت والتقلبات الكثيرة في النتائج، ولا يمكن التنبؤ بالفرق التي ستحقق مفاجآت إلا بعد المباراتين الأولى والثانية في دور المجموعات، حيث يتم تقييم أو توقع أي مدى يمكن أن تذهب إليه هذه المنتخبات.

ويعتمد التقييم على عدة معايير؛ منها امتلاك الفريق مجموعة متكاملة دفاعيا وهجوميا مع توفر الحلول الفردية، والشيء الأهم أن تكون جاهزية كل اللاعبين في المنتخب -سواء كانوا أساسيين أو بدلاء- على أعلى مستوى، لأن البطولة تمتد لنحو شهر كامل وتحتاج بدلاء على مستوى الموجودين في الملعب لتحقيق الاستمرارية.

  • هل تؤيد تجربة تونس والمغرب اللذين يقودهما مدربان محليان في مونديال قطر أم تفضل المدرب الأجنبي؟

بالنسبة لي لا يوجد فرق بين مدرب محلي أو أجنبي، فمدرب المنتخب حسب تجاربه وخبراته، والمؤكد أن المدرب الذي شارك في العديد من بطولات كأس العالم يكون الأفضل في المونديال، لأنه يعرف جيدا كيف يحضر منتخبه نفسيا قبل 3 أسابيع من انطلاق المباريات، وكيف يُسيّر كل مباراة رسمية حسب ظروف كل مباراة.

  • من منطلق خبراتك الطويلة مدربا للجزائر، ما أسباب إقصاء الخضر من المونديال ومن يتحمل المسؤولية؟

ما حدث كان خطأ جماعيا لنا نحن الجزائريين، ولا يمكن أن نلقي اللوم على أي طرف، لدينا منتخب قوي فاز في مباراة الذهاب الفاصلة خارج الديار لكنه فرط في هذه الأفضلية وخسر مباراة العودة على ملعبه؛ لذلك لن نلوم إلا أنفسنا.

وأذكر أننا وقعنا في الخطأ نفسه في تصفيات كأس العالم 2018 لكننا لم نتعلم الدرس، وكررنا الخطأ في 2022، وهذه المرة الثانية على التوالي التي لن نشارك في نهائيات كأس العالم، والأمر صعب جدا علينا.

وأعتقد أن النتائج السلبية والخروج المبكر من كأس أمم أفريقيا 2022 أضرا المنتخب كثيرا من الناحية النفسية، وقد يكون الخروج من المونديال أحد تداعياته.

كانت ضربة كبيرة، لكن بما أنه قُضي الأمر، يجب طي هذه الصفحة وأن نراجع حساباتنا وننظر للمستقبل.

h 57585403
بلماضي يبكي بعد خسارة الجزائر أمام الكاميرون وتأهل الأخيرة لمونديال قطر (الأوروبية)
  • هل تتوقع أن ينجح المدرب جمال بلماضي في إعادة الجزائر لطريق البطولات بعد خيبة المونديال؟

المؤكد أننا (المنتخب الجزائري) طوينا الصفحة، لأننا لم نصل إلى الأهداف التي كنا نتمناها، وعلى رأسها التأهل إلى كأس العالم.

الآن، نحن أمام صفحة جديدة، وجمال بلماضي لديه الوقت الكافي كما كان عند قدومه إلى المنتخب، كي يعيد تكوين منتخب فيه تجديد، وبكل تأكيد حسب ما عاشه خلال 4 أعوام السابقة التي قضاها مع المنتخب، والمؤكد أنه سيعرف ما الأخطاء حتى يبدأ صفحة جديدة بشكل تدريجي وليس من الصفر.

وأمامه 3 أعوام، حتى يتأهل المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس أفريقيا المقبلة وأيضا نهائيات كأس العالم، نتمنى كل خير لهذا المنتخب، والمشوار طويل جدا، وما يهمنا أن يبقى الاستقرار والاستمرار، وإن شاء الله يكون الخير.

  • هل تتفق مع الآراء التي تقول إن مستوى رياض محرز مع المنتخب الجزائري أقل من مانشستر سيتي؟

(يرد وهو يضحك).. أغلب من يقول هذا الكلام لا يفهم في كرة القدم، أولا رياض محرز هو فخر الجزائر ويلعب في صفوف أحد أفضل الفرق في العالم، وترشح في العديد من المرات كأحسن لاعب في إنجلترا، وهذا ليس بالشيء القليل.

ويجب أن يفهم الناس أن اللاعب بشر لا يمكنه أن يكون في كامل لياقته البدنية والفنية في كل الأوقات، فهو يواجه ضغطا في ناديه، وضغطا كبيرا مع المنتخب تضاعفه هذه الاتهامات غير الصحيحة.

  • نعود للتاريخ قليلا وما أبرز كواليس قيادتك للخضر في نهائيات كأس العالم الثلاث؟

من أبرز الكواليس ما حدث في تصفيات مونديال 1982، إذ لم يكن الفضل في التأهل للقيادة الفنية واللاعبين فقط، بل لوزير الرياضة آنذاك جمال الدين حوحو، لأنه فرض على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تعيين حكم أوروبي في مباراتنا الأولى أمام نيجيريا في لاغوس وفزنا فيها 2-صفر، وفي ذلك الوقت الاتحاد الدولي كان يرفض تعيين حكم أوروبي لأي مباراة في أفريقيا، لكنه نجح من خلال المراسلات في تغيير موقف الفيفا.

أما في مونديال 2010، فلم يكن لدينا منتخب قوي مثل المنتخب المصري، لكن لاعبينا لم يخشوا مواجهته، وحتى تلعب في القاهرة وتحت ضغط رهيب وبحكم منحاز لهم أيضا فلم يكن الأمر سهلا على الإطلاق.

والمنتخب الجزائري تحرر أكثر بعد لعبه المباراة الفاصلة أمام مصر في أم درمان (السودان) التي لم يتوقعها المصريون، خاصة بعد خسارتنا بهدفين في القاهرة، وحضّرنا اللاعبين نفسيا، خصوصا أن الخصوم يعرفون أن الجزائريين سريعو الغضب، وقمنا بعمل كبير جدا حتى نُنسي اللاعبين ما حدث لنا في مصر، خاصة أن المباراة الفاصلة كانت بعد 5 أيام فقط عن مباراة القاهرة، ونجحنا في الفوز والتأهل للمونديال أمام المنتخب الأفضل بفضل الروح التي تميز بها الخضر في المباراة.

فرحة المدرب رابح سعدان بعد التأهل إلى مونديال 2010 في أم درمان - المصدر وسائل إعلام جزائرية
رابح سعدان محمولا على الأعناق بعد الفوز على مصر في أم درمان والتأهل لمونديال 2010 (الصحافة الجزائرية)
  • ما مدى صحة الأخبار المتداولة منذ فترة عن اعتزالك التدريب؟

“لم أعتزل ولا يحزنون”، هناك بعض التفاصيل لا أريد الخوض فيها، لكن هناك أشخاصا هداهم الله من مسؤولين وأطراف كانوا وراء هذه الإشاعات بهدف تحطيم اسمي وخبرتي، حيث كانت تأتيني عروض تدريبية عديدة لكن عبر الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وكان بعض المسؤولين فيه يتحدثون باسمي ويردون بأنني اعتزلت التدريب.

  • وما قصة الإشاعات المتكررة عن وفاتك؟

هذه الشائعة تكررت 4 مرات، كيف لمن أطلقها أن يستخف بحياة الناس ويزعم موتهم؟! وتسبب ذلك في مشاكل لي لأن لدي عائلة وأصدقاء وأحبابا في كل مكان كانوا ينزعجون ويتصلون بي في كل مرة، وحسبي الله ونعم الوكيل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى