الاخبار العاجلةسياسة

اتهم شقيقته بطعن مجندة.. الاحتلال يعتقل عائلة أسير فلسطيني أثناء زيارته

نابلس- لا شيء سوى القلق والخوف يلف نسرين الطيطي وعائلتها بمخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، شرق نابلس منذ ظهر أمس الأحد، بعد أن اعتقل الاحتلال الإسرائيلي شقيقتها أسيل الطيطي (21 عاما) ووالدتها ختام وشقيقها محمود، وادعى أن أسيل طعنت مجندة إسرائيلية خلال زيارتها لشقيقها الأسير سبع في سجن ريمون الصحراوي بالداخل الفلسطيني المحتل.

وكانت سلطات الاحتلال قد ألغت وبشكل مفاجئ زيارة الأسرى أمس، مدعية أن فتاة فلسطينية نفذت عملية طعن وأصابت مجندة بجروح طفيفة، خلال زيارتها لشقيقها الأسير، ونشرت صورة لأداة العملية وكانت “جزءا من مقص” عليه آثار دماء.

وفي منزل العائلة بمخيم بلاطة، التقت الجزيرة نت نسرين وشقيقها الأصغر علي، وقد بدا عليهما حالة من الخوف والترقب لمصير مجهول لعائلتهم، وتقول -وهي تقلب صور شقيقتها أسيل على هاتفها الخاص- إن والدتها وشقيقها محمود وشقيقتهم الأصغر أسيل كانوا بزيارة لشقيقهم الأسير بسجن ريمون الإسرائيلي أمس.

وأنها -تتابع نسرين القول- ظلت على اتصال بهم حتى قبيل الحدث بدقائق، وأكد شقيقها محمود أنهم ينتظرون بساحة السجن، وبعدها انقطع الاتصال بعائلتها.

وبعد دقائق “سمعتُ من وسائل الاعلام أن أسيل -وقبيل موعد الزيارة- طعنت مجندة إسرائيلية واحتجزت هي وأمي وشقيقي محمود، في حين عزلت سلطات السجن شقيقي الأسير سبع وحولته للتحقيق”.

عاطف دغلس- اهالي الاسرى خلال زيارة ابنائهم يتم تفتيشهم عند عدة حواجز ونقاط تفتيش مختلفة- الضفة الغربية-طولكرم- حاجز الطيبة خلال زيارة سابقة لذوي الأسرى- الجزيرة نت5
أهالي الأسرى خلال الزيارة يفتشون عند حواجز ونقاط مختلفة (الجزيرة)

تلفيق وادعاء إسرائيلي.. وهذه الشواهد

وبالنفي القاطع أجابت نسرين أن تكون أسيل قد طعنت أحدا، وأنهم يتعاملون مع “ادعاء” مصدره الاحتلال فقط، لكنها لم تخف بالوقت نفسه مضايقات سلطات السجون لذوي الأسرى أثناء زيارتهم لأبنائهم، لا سيما عمليات التفتيش المهين وسط ضغط واستفزاز كبيرين وخاصة تجاه النساء.

ولم تستبعد نسرين فعل شقيقتها فحسب، بل رفضته أيضا، وقالت إن أسيل كانت بمنزلها قبل ساعات من الزيارة ولم تتصرف بغرابة أو تثير شكا، بل كانت فرحة جدا بزيارتها “الأولى” لشقيقها الأسير، بعد 6 شهور من اعتقاله، وتواصلت معه وسألته ماذا تحضر معها له “والتقطت صورا لها مع أطفالي”.

والأهم من ذلك -تردف نسرين- ألا شيء يستدعي هذا التصرف، وقالت “بعد أسبوع يُفرج عن شقيقي الأسير سبع، وهي مثابرة وطموحة وتعيد للمرة الثالثة دراستها للثانوية العامة لرفع معدلها للالتحاق بالدراسة الجامعية التي تتمنى”.

حتى داخل غرفة أسيل في الطابق الثاني من المنزل، لم تعثر العائلة على أي شيء قد يؤكد صحة ادعاء احتلال بشكل أو بآخر.

وفوق ذلك كله، تساءلت نسرين وعائلتها بشيء من الدهشة والاستغراب، حول كيفية تمكن شقيقتهم من المرور عبر عدة حواجز عسكرية ومراحل تفتيش مختلفة يمر بها ذوو الأسرى وهي تحمل بيدها أداة حادة نفذت بها عملية الطعن.

وتوضح نسرين -والتي مرت بتجربة التفتيش خلال زياراتها السابقة ولسنوات طويلة لأشقائها الأسرى- أن ذوي أي أسير يمرون عبر حاجز عسكري قبل الدخول إلى إسرائيل، ويخضعون لفحص إلكتروني دقيق عبر “المعاطات” (بوابات الكترونية) وعند صولهم للسجن يمرون بحاجز آخر بعد أن يضعوا كل أمتعتهم وأغراضهم الشخصية بصناديق خاصة جانبا ويفحصون عبر آلة إلكترونية.

وتضيف أنه يتم تفتيش الأهالي بعد ذلك بأداة تشبه العصا الإلكترونية والمخصصة لكشف المعادن، ومن ثم يدخل الأهل لغرف التفتيش اليدوي، وهناك تتعرض النساء تحديدا “للعنف والاستفزاز” من المجندات بطريقة تفتيشهن المذلة ومحاولات إرهابهن بالتفتيش العاري وبإدخال سجانين جنود لغرف التفتيش “وقد اعتقلت وأنا ابنة 15 عاما لليلة واحدة وحرمت الزيارة بعد رفضي خلع الحجاب أمام الجنود وطريقة التفتيش المهينة”.

عاطف دغلس- صورة الاسيرة اسيل طيطي عبر هاتف شقيقتها نسرين- الضفة الغربية- نابلس- مخيم بلاطة- الجزيرة نت2
الأسيرة أسيل عبر هاتف شقيقتها نسرين (الجزيرة)

الأم مريضة

وعن وضع العائلة، يقول علي إنهم قلقون جدا على والدتهم (56 عاما) وإنهم يتوقعون “استشهادها” داخل السجن كونها لم تعتد الحبس مطلقا وتعاني أمراضا مزمنة كالضغط والديسك والتهاب الفقرات، بينما أصيب والده اليوم بتجلط متأثرا بهول الحدث، فزوجته وأبنائه الثلاثة رهن الاعتقال.

أما معاناة العائلة مع الاحتلال فهي أزلية، فقد سُجن والد أسيل وشقيقها الأكبر صالح والأصغر منه 7 مرات عدة وقضوا بالسجن سنوات، وأصيب شقيقهم الثالث محمود بجراح برصاص الاحتلال بفخذه مما تسبب له في إعاقة دائمة.

عاطف دغلس- خلال زيارة سابقة لشاب رفقة طفل اسير - الضفة الغربية- طولكرم- حاجز الطيبة-الجزيرة نت7
أهالي الأسرى يعانون أشد المعاناة عند زيارتهم لذويهم (الجزيرة)

عقاب جماعي

وباستغراب شديد، عبر عما جرى عاهد أبو بكر والذي كان بزيارة لوالده رفقة عائلة الطيطي وذوي أسرى آخرين، وقال للجزيرة نت “خلال الدقائق الأولى من الزيارة أطلقت صفارات الإنذار وداهم السجانون غرف الزيارة وأبلغونا أن “عملية طعن” قد وقعت وأن الزيارة انتهت، ثم منعوا مواصلة الزيارة وإدخال مستلزمات الأسرى من كتب وأموال وأغراض شخصية، واحتجزوهم داخل ساحة السجن”.

وتساءل أبو بكر: كيف يحدث هذا والأسيرة مرت -ككل الأهالي- بمراحل تفتيش دقيقة ومكثفة؟

ويضيف: شاهدت من عائلة الأسيرة الطيطي (أمها وشقيقها) وقد كانا بحالة توتر وقلق شديد على أسيل التي اعتقلها الجنود واقتادوها للتحقيق، وخلال ذلك “احتجزونا لعدة ساعات، ومن ثم اعتقلوا والدة الأسيرة وشقيقها”.

وعندما رفض أهالي الأسرى مغادرة السجن قبل إتمام الزيارة تم قمعهم عبر “وحدات خاصة وملثمة” وأخرجوهم بالقوة إلى الحافلات.

وفور عملية الطعن بريمون، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية أبلغتهم بإلغاء برنامج الزيارات لليوم الاثنين لجميع مدن الضفة الغربية.

ومنع الزيارات غيض من فيض مما قد يتعرض له أهالي الأسرى من تنكيل خلال الزيارة، فضلا عن عقاب كبير قد يلحق بذوي الأسير والأسير نفسه.

ويقول رئيس اللجنة العليا لأهالي الأسرى بنابلس مظفر ذوقان -والذي التقت به الجزيرة نت داخل منزل عائلة الطيطي- إنهم شرعوا وعبر الجهات الحقوقية المختصة بمتابعة قضيتها.

ويضيف “زيف ادعاءات الاحتلال وتلفيق التهم بالطعن يحدث داخل السجون وخارجها، فكيف يحدث ذلك في ظل التفتيش الدقيق؟” وكل ذلك سيصب في “عقاب جماعي” لعائلة الطيطي وأهالي الأسرى عموما.

ووسط توقعات بتحقيقات قاسية وحكم قاسٍ إن ثبت الاتهام، لم يتمكن محامي نادي الأسير -وفق مسؤولة الإعلام والعلاقات العامة بالنادي أماني سراحنة- من زيارة الأسيرة أسيل، وبالتالي لا معلومات لديهم عنها أو حول التحقيق معها.

كما جرى تحويل شقيقها الأسير سبع للتحقيق، في حين تخوَّفت عائلة الطيطي من أن يستمر منع الزيارات بسبب الأعياد اليهودية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى