رائف بدوي قد يكون بعد خاشقجي.. محامي بدوي يطالب بالضغط دوليا للإفراج عنه
دعا الفريق القانوني الدولي للمدون السعودي رائف بدوي، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للتدخل من أجل إطلاق
سراح موكلهم المحتجز في السجون السعودية منذ 9 سنوات.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إنه في أعقاب إصدار إدارة بايدن لتقرير استخباراتي دامغ يربط مباشرة ولي العهد
السعودي محمد بن سلمان بالقتل الوحشي وتقطيع أوصال الصحفي جمال خاشقجي، تكثف السلطات السعودية
اضطهادها للسجناء السياسيين مع الإفلات من العقاب.
وفي مقال رأي كتبه المستشار القانوني الدولي لعائلة رائف بدوي، ورئيس مركز “راؤول والنبرغ لحقوق الإنسان”
إروين كوتلر، وعضو الفريق القانوني لبدوي، براندون سيلفر، بصحيفة “واشنطن بوست”، أكدا أن بدوي يتعرض
للاضطهاد بسبب آرائه وأن محاكمته الصورية ومعاملته غير العادلة تجلب العار للمملكة.
واعتقل بدوي البالغ من العمر 37 عاما في يونيو/حزيران 2012 من قبل السلطات السعودية، وحكم عليه بالسجن
10 أعوام وألف جلدة، علما بأنه لم ينتقد القيادة أو ولي العهد السعودي الحالي محمد بن سلمان، وفقا لفريقه القانوني.
وكان بدوي من دعاة التعددية الدينية واحترام الأقليات والتطبيع مع إسرائيل، إذ تعرض للاضطهاد بسبب الترويج
السلمي لآرائه.
وأسس رائف بدوي الشبكة الليبرالية السعودية واشتهر كمدون على الصعيد الدولي بعد حصوله جوائز عدة منها جائزة
منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة، وجائزة “بين بينتر”، وجائزة الصحافة الفرنسية الألمانية، وجائزة “ون
هيومانتي” وغيرها من الأوسمة.
كما أن شقيقته سمر بدوي معتقله أيضا لدى السلطات السعودية، وهي الحائزة على جائزة عليا من وزارة الخارجية
الأمريكية عام 2012 خلال إدارة باراك أوباما.
تلطيخ السمعة واللامبالاة
وبينما ألغت السلطات السعودية الحالية عقوبة الجلد، أشار الفريق القانون في الصحيفة الأمريكية إلى أن بدوي يخضع
للتحقيق بتهمة تحريض الرأي العام والإضرار بسمعة المملكة، لكن سجنه الجائر هو ما يلطخ سمعة السعودية، وفق
موقع “الحرة”.
وفي الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن إلى توسيع اتفاقيات السلام الإقليمية وتقليص انتهاكات المملكة لحقوق الإنسان
فإن قضية رائف بدوي العادلة تمثل فرصة لتحقيق كلا الهدفين بشكل هادف، حيث يجب أن تكون الدعوة نيابة عنه
مسألة مبدأ وسياسة للرئيس بايدن.
وأوضح الفريق أن “استمرار اللامبالاة أو التساهل في المعاملة الوحشية التي تلقاها بدوي قد يكون له تأثير
مضاعف”، مردفا: “كان تقاعس المجتمع الدولي (…) هو الذي مهد الطريق لمقتل خاشقجي”.
وقال الفريق القانوني للمدون السعودي: “في حين أن الصمت يمكن أن يكون قاتلا، فإن الضغط العام المتضافر يساعد
في تأمين الحرية للسجناء السياسيين، كما رأينا مع الإفراج الأخير عن الناشطة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول”.
وأشار الفريق إلى أن الضغوطات يجب أن تكون للإفراج عن جميع المعتقلين في السجون السعودية ومنهم وليد أبو
الخير، صهر رائف بدوي، المسجون لمدة 15 عاما لمجرد أنه عمل كمحامي لبدوي، وفقا لما ذكره الفريق القانوني.
يشار إلى أن حكما صدر بحق رائف في 2014 بالسجن عشر سنوات ودفع غرامة قدرها مليون ريـال (267 ألف
دولار) وألف جلدة بعد أن طعن الادعاء على حكم أخف بالسجن سبع سنوات و600 جلدة، إذ اعتبره حكماً مخففاً.
وتسبب تنفيذ حكم الجلد عليه علنا في 2015 في إثارة انتقادات دولية.