الاخبار العاجلةسياسة

تجسيداً للعلاقات الأخوية… السعودية ترمّم مسجد المركز الإسلامي في إندونيسيا

بعد الخسائر المادية التي وقعت جرّاء الحريق الذي نشب في مسجد المركز الإسلامي بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، في 19 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأدّى إلى انهيار قبة المسجد الضخمة، أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، عن تكفل السعودية بترميم مسجد المركز الإسلامي، جرّاء ذلك الحريق الذي أدهش الملايين حول العالم بعد تداول صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر لحظة انهيار قبّة المسجد، بعد أن تمكّنت منها النيران المشتعلة.
وأكد البيان، الصادر عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، أن إعلان ولي العهد السعودي عن تكفّل السعودية بترميم المركز الإسلامي جاء «تأكيداً لحرصه واهتمامه بالمراكز الإسلامية في الدول الشقيقة والصديقة كافة؛ لما لها من دور كبير في تربية الأجيال الناشئة، ونشر سماحة الإسلام ورسالته القائمة على السلام والاعتدال والحوار».
وكان مسجد المركز الإسلامي يخضع لعمليات تجديد تقوم بها الحكومة الإندونيسية قبيل اندلاع الحريق الهائل في أجزاء رئيسية منه، ولم تعلن السلطات الإندونيسية عن سبب الحريق في حينه، إلا أن ولي العهد السعودي أعلن لاحقاً عن تكفّل بلاده بعملية ترميم المسجد؛ في تجسيد لدور الرياض الدائم في مساعدة الدول الإسلامية نظراً لكونها دولة رئيسية في العالم الإسلامي، وفقاً لمراقبين.
ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي يتعرّض فيها مسجد المركز الإسلامي لحريق مُشابه، وسبق أن اشتعلت النيران في قبة المسجد آخِر مرة خلال عمليات التجديد في أكتوبر من عام 2002، واستغرقت عمليات إخماد الحريق 5 ساعات.
ويحظى المركز الإسلامي في جاكرتا بأهمية عالية في إندونيسيا بشكل خاص، وعموم شرق آسيا؛ نظير كونه مركزاً إسلامياً وحضارياً يُعنى بالدراسات الدينية والثقافية والحوارات والمجالس العلمية، فضلاً عن مرافقه التعليمية والتدريبية والتجارية، علاوةً على قاعة كبيرة للمؤتمرات الإسلامية التي ينظّمها المركز أو تستضيفها العاصمة جاكرتا، وفندق لسكن الضيوف.
وتولّت الحكومة السعودية مهامّ إنشاء وإدارة وتمويل عدد من المراكز الإسلامية والمعاهد والمساجد الكبرى حول العالم، تحت مظلّة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، في عدد من الدول ذات الأقلية المسلمة. وقال المسؤولون السعوديّون إن ذلك يأتي سعياً من السعودية لتوفير سبل التعلّم والتدريب، وتقديم صورة معتدلة للإسلام عن طريق الجاليات المسلمة في تلك الدول، أو في الدول الإسلامية التي تعاني من شحّ وسائل التعلم وانتشار الجماعات الإسلامية المتشدّدة، ومن أبرزها «الأرجنتين، والبوسنة والهرسك، وجيبوتي، وأوغندا، والسنغال، والكاميرون»، كما ساهمت السعودية وتبرعّت مع آخرين في إنشاء مجموعة أخرى من المراكز الإسلامية على غرار «المركز الإسلامي في جنيف، والمركز الإسلامي الثقافي في بروكسل، والمركز الإسلامي في مدريد، والمركز الإسلامي في نيويورك، والمركز الإسلامي في أستراليا، والمركز الإسلامي في مدينة زغرب بكرواتيا، والمركز الثقافي في العاصمة البريطانية لندن، والمركز الإسلامي في لشبونه بالبرتغال، والمركز الإسلامي في العاصمة النمساوية فيينا، والمركز الإسلامي في أبوجا بنيجيريا، والمركز الإسلامي الأفريقي في الخرطوم».
يُذكر أن ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، غادر في وقتٍ مبكر هذا اليوم، إندونيسيا، بعد مشاركته في قمة قادة دول مجموعة العشرين التي استضافتها مقاطعة بالي في إندونيسيا، وعلى إثر ذلك بعث برقيّةً إلى الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، شكره خلالها على حسن الضيافة، ونوّه باستضافة إندونيسيا للقمة وبالنتائج الإيجابية والقرارات الصادرة عنها، راجياً أن تساهم في تعزيز معدلات نمو الاقتصاد العالمي.

اقرأ ايضاً
تغيير القيادة العسكرية الروسية في أوكرانيا.. تمهيد للتصعيد أم اعتراف بالعجز؟

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى