من فاتي إلى تشواميني وجوهرة بايرن ميونخ.. 6 نجوم شبان تحت المجهر في مونديال قطر
في الوقت الذي ينتظر فيه عشاق كرة القدم حول العالم رؤية الأسماء التقليدية من اللاعبين خلال مونديال قطر، على غرار ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وكيليان مبابي وغيرهم، فإن نجوما آخرين سيظهرون للمرة الأولى في الحدث الكبير ويتطلعون إلى ترك بصمتهم في البطولة الأبرز عالميا.
بطولات كأس العالم كانت على مر التاريخ مناسبة مثالية لبروز أسماء شهيرة لم تكن معروفة من قبل، لكنها أصبحت حديث العالم بفضل ظهورها مع منتخبات بلادها، وبالطبع على رأسهم الأسطورة البرازيلية بيليه.
لم يكن بيليه قد أكمل الـ18 من عمره حين خطف الأضواء في مونديال 1958 وأسهم في قيادة البرازيل إلى لقبها الأول بتسجيله هدف المباراة الوحيد في ربع النهائي أمام ويلز، ثم ثلاثية في شباك فرنسا في نصف النهائي (5-2)، قبل أن يتألق في النهائي أمام السويد (5-2) مسجلا هدفين.
في هذه السطور، نسلط الضوء على 6 لاعبين شبان يُنتظر تألقهم في مونديال قطر:
1. غافي (إسبانيا، 18 عاما)
بعدما فرض نفسه أبرز الركائز في عملية بناء نادي برشلونة بقيادة المدرب تشافي هرنانديز، يستعد غافي ليكون مايسترو خط وسط منتخب إسبانيا رغم أعوامه الـ18.
هذا الفتى، الذي صعد وهو محرج إلى خشبة مسرح شاتليه يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في باريس خلال حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية لتسلم جائزة كوبا لأفضل لاعب شاب في العالم، هو نفسه الذي أذهل مدربه الأول منذ 12 عاما.
من ملاعب قاحلة ومغبرة في الأندلس إلى عظمة ملعب “كامب نو” في برشلونة، والعشب المتقن بأكاديمية لا ماسيا، والعرس الكروي العالمي، لا شيء يمكن أن يقاوم الصعود الصاروخي لغافي.
لخّص مدرب إسبانيا لويس إنريكي في يونيو/حزيران ما يمر به لاعبه الشاب بعدما دفعه لحرق المراحل في “لا روخا” قائلا: “لا أحد يمكن أن يقول إنه لا يعشق غافي”.
2. فينيسيوس جونيور (البرازيل، 22 عاما)
رغم أعوامه الـ22، فرض فينيسيوس جونيور نفسه أحد أخطر المهاجمين في أوروبا، ولعب دورا أساسيا في قيادة فريقه ريال مدريد الإسباني لإحراز ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
مجموع الأهداف الـ22 التي سجلها الموسم الماضي لا يجاريه فيها في النادي الملكي سوى الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة، وحتى أنه كان أكثر تأثيرا من الأخير في نهائي دوري الأبطال بتسجيله هدف الفوز أمام ليفربول الإنجليزي. وبذلك، استحق البرازيلي البالغ 22 عاما نيل جائزة أفضل لاعب شاب في المسابقة القارية الأم.
ويواصل البرازيلي تألقه هذا الموسم بتسجيله 10 أهداف مع 5 تمريرات حاسمة في 21 مباراة، مما يجعله مرشحا ليكون أبرز نجوم الشبان في المونديال القطري في حال حصل على فرصته ضمن منتخب يعج بالمواهب الهجومية.
3. أوريليان تشواميني (فرنسا، 22 عاما)
لعبت الموهبة دورا مفصليا في عملية نقل أوريليان تشواميني من فريق مغمور في ضواحي بوردو إلى النادي الأكبر جيروندان دو بوردو في سن الـ11 عاما.
كانت مجرد نقطة انطلاق في رحلة لا تصدق وصلت به، بعد سنوات، إلى خط وسط “الديوك” وريال مدريد.
فوجئ العالم عندما قرر البرازيلي كاسيميرو ترك ريال مدريد الصيف المنصرم والبحث عن مغامرة جديدة مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، لينهي بالتالي ما اعتبر أفضل ثلاثي وسط في أوروبا (كاسيميرو- الكرواتي لوكا مودريتش- الألماني توني كروس).
لكن المدرّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي كان يعلم بأنه يملك البديل المناسب في شخص تشواميني الذي سرعان ما سد الفراغ بوعيه التكتيكي، ودهائه الفني وغريزته في التموضع الصحيح داخل الملعب.
وبغياب نغولي كانتي وبول بوغبا عن المنتخب الفرنسي بسبب الإصابة، سيحظى ابن الـ22 عاما فرصة إثبات نفسه أكثر فأكثر مع “الديوك”، على أمل قيادتهم للاحتفاظ باللقب العالمي.
4. جمال موسيالا (ألمانيا، 19 عاما)
إضافة إلى كونها مرشحة دائمة للفوز باللقب العالمي الذي أحرزته 4 مرات آخرها عام 2014، دائما ما تقدم ألمانيا النجوم الشبان لخلافة المخضرمين، وهذه حال جمال موسيالا في نسخة قطر 2022.
بأهدافه الـ12 وتمريراته العشر الحاسمة في 22 مباراة خاضها مع فريقه بايرن ميونخ في جميع المسابقات هذا الموسم، سيكون موسيالا، المولود لأب نيجيري وأم بولندية، من أبرز نجوم “دي مانشافت” رغم أعوامه الـ19.
“نحن على مسار جيد”، هذا ما قاله موسيالا بعد التعادل مع إنجلترا 1-1 في سبتمبر/أيلول الماضي، مضيفا أن “المباراة أمام إنجلترا في دوري الأمم الأوروبية أظهرت التطور الذي حققناه. أعتقد أننا سنكون جاهزين.. لن يكون من السهل الفوز علينا في قطر”.
5. جود بيلينغهام (إنجلترا، 19 عاما)
بعمر الـ19 فقط، أظهر جود بيلينغهام حجم النضج الذي يتمتع به رغم صغر سنه، وذلك حين لعب دور المنقذ بقلبه تخلف إنجلترا أمام ألمانيا في دوري الأمم الأوروبية بهدفين نظيفين إلى تقدم 3-2 في مدى 12 دقيقة.
فقد بدأ الهجمة التي قلص منها لوك شو النتيجة إلى 1-2، ثم حصل على ركلة الجزاء التي ترجمها بنجاح هدافه هاري كين ليتقدم المنتخب الإنجليزي 3-2، قبل أن يدرك كاي هافريتز التعادل في وقت متأخر.
أشاد به مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت بالقول: “أعتقد أن أهم شيء هو أن لديه عقلية عالية المستوى للمنافسة”.
كان نجم نادي دورتموند الألماني، بيلينغهام، أحد أفراد منتخب إنجلترا الذي وصل إلى أول نهائي كبير في إحدى البطولات منذ 55 عاما، وتحديدا في كأس أوروبا 2021، لكنه أمضى القليل من الوقت على أرض الملعب.
تعرض ساوثغيت للانتقاد بشأن عناده والولاء للاعبين الذين قدموا له في الماضي، لكنه قد يعتمد مقاربة مختلفة في قطر من خلال منح بيلينغهام فرصة التألق دوليا، بعدما أبدع مع دورتموند بتسجيله 9 أهداف مع 3 تمريرات حاسمة في 22 مباراة خاضها هذا الموسم.
6. أنسو فاتي (إسبانيا، 20 عاما)
حتى اللحظة الأخيرة قبل إعلان قائمة منتخب إسبانيا لمونديال قطر، لم يكن أنسو فاتي نجم برشلونة واثقا من المشاركة، بعدما غاب عن المباريات الأخيرة لأبطال العالم في نسخة 2010.
لكن المدرب لويس إنريكي منح الثقة للاعب الشاب، الذي عانى كثرة الإصابات التي أبعدته لفترات طويلة خلال الموسمين الأخيرين، وتراجع مستواه نسبيا في الموسم الحالي مع برشلونة، ولم يعد لاعبا أساسيا.
كان فاتي يمثل علامة استفهام بالنسبة لإنريكي في تشكيلته النهائية، إذ إن مهاجم برشلونة يسعى لاستعادة أفضل مستوياته بعد خضوعه لـ4 جراحات لعلاج إصابة في الركبة تعرض لها عام 2020.
وقبل أيام من انطلاق مونديال قطر، قال إنريكي: “أراه يتحسن، إنه أفضل بكثير من آخر مرة جاء فيها. سأكون ممتنا إذا توقفنا عن الإشارة إلى أنسو باعتباره اللاعب العائد من الإصابة”.
وأضاف: “أخبرته بالفعل. اللاعبون المحترفون يصابون ويتعافون. يجب عليك أن تستعيد أفضل مستوياتك. بمتابعة التدريبات، لديه المقومات”.
وشارك فاتي (20 عاما) في مباراته الدولية الأولى عام 2020 عندما كان عمره 17 عاما، وأصبح في ثاني مبارياته أصغر لاعب يهز الشباك لإسبانيا، محطما الرقم القياسي الذي سجله خوان إرازكين عام 1925.
وخلال المباراة الودية لمنتخب إسبانيا قبل التوجه إلى الدوحة، شارك فاتي أساسيا أمام الأردن وسجل الهدف الافتتاحي في فوز إسبانيا (3-1)، وهو مؤشر على أن نجم برشلونة سيكون له دور في المونديال، وقد يشهد أفضل مستوياته على الإطلاق.