أحلام محمد بن سلمان في حرب اليمن تتحول إلى مخاوف
بعد أيام قليلة سيطفئ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شمعة سادس سنة من عمر التدخل العسكري في اليمن
والذي كان من المفترض ألّا يطول عن ساعات أو أيام كما صرّح قبل بدء العمليات، بل إن أحلام بن سلمان تحولت
إلى مخاوف بعد استهداف الداخل السعودي.
ففي السادس والعشرين من شهر أيار \مارس عام 2015 انطلقت اولى غارات التحالف العربي بقيادة السعودية
لقصف معاقل الحوثي و “إعادة الاستقرار” لليمن على حد تعبيرهم.
بدأ التحالف بتسع دول عربية و افريقية وهي بالاضافة للسعودية : الامارات وقطر والبحرين والسودان ومصر
والمغرب والاردن والسنغال. حتى أن السعودية وجهت دعوة للباكستان للمشاركة في العمليات لكن البرلمان
الباكستاني صوت على حفظ الحياد مما يجري في المستنقع اليمني من حروب وكالات.
والان، وبرغم مليارات الدولارات التي انفقت، والاف الطلعات الجوية وأطنان القذائف و تحمّس القيادة السعودية
للحرب في اليمن، فلم يتبقى في التحالف العربي “لدعم الشرعية” في اليمن سوى السعودية القائد والامارات.
خلافات وانسحابات
فمع مرور الوقت، وازدياد النفقات والتكاليف، لم تلح في الافق أي انتصارات عسكرية ولم يحقق التحالف الاهداف
المرجوة منه. بل تساقطت بقية الدول من عنقود التحالف واحدة تلو الاخرى ليتركوا بن سلمان وحيدا تعصف به
العاصفة التي بدأها “بحزم”.
وحتى الامارات التي ثابرت على بقائها في اليمن يبدو أنها تعمل بخطة مستقلة وأهداف بعيدة عن تطلعات الحليف
السعودي.
على سبيل المثال، شبت خلافات بين أعضاء التحالف ووكلائة في عدة مدن ومناطق كعدن وشبوة وسقطرى وغيرها.
كما ازدادت حدة التوترات في تموز/يوليو 2019، حينما أعلنت الإمارات انسحابها من اليمن إثر اتفاقية تم التوصل
إليها مع الحوثيين كانت تنصّ على تحييد المصالح الاماراتية ووكلائها من الاستهداف في عمليات الحوثي، مقابل أن
تقوم الإمارات بالمثل.
من جهة أخرى، فالإمارات لم تخلي الساحة للسعوديين على الاطلاق؛ لكنها أصبحت تعتمد على حوالى مئتي ألف
جندي تابع للمجلس الانتقالي الجنوبي ووكلاء آخرين في الساحل الغربي للقيام بحماية المصالح الإماراتية وتأمين
خطوط الملاحة البحرية، في البحر الأحمر وخليج عدن.
وبالتالي، وبعد أن ادارت الدول ظهرها لبن سلمان ومخططاته، لم يجد الاخير مخرجا الا في استخدام المرتزقة
والجماعات الوهابية التي تدين بولائها للتاج السعودي.
السيطرة على جزيرة العرب وأحلام ولي العهد
قبل كل شيء، من المهم أن نستذكر الماضي حين أراد الملك عبد العزيز آل سعود، المسلّح بالحركة الوهابية في
نجد أن يبسط نفوذه على اليمن أيضاً ليكمل سيطرته على جزيرة العرب كلها. وأسفرت نتيجة الصراع الطويل
بين السعودية (الوهابية) واليمن (الزيدية) عن نجاح الملك عبدالعزيز، المتفوّق عسكرياً، في انتزاع مناطق عسير
ونجران وجيزان (وسكانها مزيجٌ من الشيعة الاسماعيلية والزيدية) من اليمن وضمّها إلى مملكته.
اليوم يأمل ولي العهد السعودي أن تنصره سواعد التكفيريين كما نصرت جدّه. لكن أرض المعركة لها كلامٌ اخر
وصواريخ الحوثي ومسيراته حولت أحلام السعودية إلى مخاوف. ونقلت أرض المعركة الى الباحة الخلفية للقصر
السعودي.