بولتون: الغرب يخوض حربا عالمية في أوكرانيا ولا يملك خطة لكسبها
بعد مرور عام على بدء “غزو” روسيا لأوكرانيا، حذر مستشار أمن قومي أميركي سابق من أن إطراء الناتو على أنه حقق انتصارات في أوكرانيا لا يزال سابقا لأوانه.
وشدد جون بولتون مدير الأمن القومي الأميركي الأسبق، في مقال له بصحيفة ديلي تلغراف (Daily Telegraph) البريطانية، في المقام الأول، على أن أميركا وحلفاءها في الناتو فشلوا في ردع الهجوم الروسي. ففي عدة مناسبات، قال الرئيس بايدن إنه لا يعتقد حقا أن الردع ممكن، بل الممكن هو فقط معاقبة روسيا على العدوان بعد وقوعه.
وعلى سبيل المثال، يقول بولتون، إنه بعد شهر من الغزو، قال بايدن: “دعونا نعيد الأمور إلى نصابها. تذكروا، إذا كنتم تتابعونني جيدا منذ البداية، فأنا لم أقل إن العقوبات ستردعه في الواقع، فالعقوبات لا تردع أبدا”.
تصريحات بايدن شجعت روسيا
وقال بولتون إن تصريحات بايدن “المتهورة”، التي كانت تقلل من احتمالات “الغزو” وتقلل من خطورة ما سيحدث بعده، شجعت روسيا على “الغزو”، وإن الفشل في ردع الكرملين كان نتيجة لما هو أكثر بكثير من تفكير بايدن الجيوستراتيجي المتقلب وتهوره في التصريحات، مشيرا إلى أن الرد غير المهتم من الناتو على الغزو الروسي الأول في عام 2014، قد أرسى الأساس لما يبدو أنه تكملة لذلك “الغزو”. ثم جاءت العقوبات الغربية الروتينية.
وأوضح أن الغرب عموما وقف مكتوف الأيدي عندما تدخلت القوات الروسية في دونباس واستولت على القرم، حيث فرض عقوبات روتينية فقط على روسيا، وبعد ذلك تمت اتفاقيات مينسك المحرجة والمنحازة لموسكو.
وتابع بأنه لسنوات عديدة لم تفعل أميركا شيئا ذا بال لتقديم أي شيء قريب من المستويات المرضية من المساعدة العسكرية والتدريب للقوات الأوكرانية. وكان قرار بايدن “الكارثي” في عام 2021 بالانسحاب من أفغانستان واجتماعه المتواضع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فيينا في يونيو/حزيران ذلك العام من العوامل المهمة أيضا.
الناتو استعد للهزيمة وليس للنصر
وأكد بولتون أن الغرب لم يكن عاجزا، وكان بإمكان الولايات المتحدة وحلفائها توفير التدريب للأوكرانيين لإظهار التصميم الغربي، وكان من الممكن فرض عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا بسبب “عدوانها” عام 2014.
واستمر بولتون يقول وبدلا من تطوير إستراتيجية للنصر ضد الروس وهزيمتهم، كان الناتو قد استقر على إستراتيجية لمساعدة حرب عصابات بعد الهزيمة، وإخراج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمسؤولين الأوكرانيين الآخرين من البلاد. وعندما، انعكست التوقعات الغربية وظهر الأداء الضعيف بشكل مذهل للقوات الروسية، ووقفت أوكرانيا على موقفها، لم يكن لدى الناتو خطة “ب”، ولم يكن جاهزا للنجاح.
وحث المسؤول الأميركي السابق الاستخبارات الغربية على تصحيح أخطائها السابقة فيما يتعلق بكل من الأسلحة القتالية الروسية والأوكرانية على وجه السرعة، “حتى لا نفاجأ بالصين والآخرين، بسبب تقليلنا من قدرات عدونا بدلا من المبالغة في تقديرها”.
وختم بأنه وبعد مرور عام تقريبا، ليس لدى الناتو إستراتيجية للنصر، مؤكدا أن الغرب في حرب عالمية في أوكرانيا.