مقال بواشنطن بوست: التسريبات رسمت صورة قاتمة لحرب أوكرانيا.. لكن الوضع تغير لحد ما
في مقال للكاتب الأميركي ديفيد إغناشيوس يقول إن تسريبات البنتاغون رسمت صورة قاتمة لوضع أوكرانيا في الحرب الجارية بينها وبين روسيا، لكن بعد مرور ما يقرب من شهرين، يمكن القول إن الوضع تغيّر، وإن لم يكن التغيير كبيرا.
وأوضح إغناشيوس -في المقال الذي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post)- أن أهم ما تغيّر مقارنة بالتقييم الذي تضمنته الوثائق المسربة هو ثبوت فشل الهجوم الروسي الشتوي، وصمود الأوكرانيين في الحرب بباخموت، حيث تجنبوا هزيمة رمزية، رغم سيطرة روسيا على 70-80% من المدينة.
إرادة الأوكرانيين للفوز عامل حاسم
واستمر يقول عن باخموت إن الأمل ليس إستراتيجية، لكن إرادة أوكرانيا للفوز وتصميمها على طرد الروس من أراضيها بأي ثمن، قد تكون العامل الأهم في الموسم الحاسم المقبل. وأورد مثالا على ذلك أن الأميركيين كانوا يقولون منذ شهور بالأهمية العسكرية لتراجع القوات الأوكرانية إلى مناطق مرتفعة غربي باخموت للدفاع عن المدينة بسهولة أكبر، لكن الأوكرانيين اختاروا الوقوف والقتال مدعومين بالأمل -كما في الأيام الأولى من الحرب- أكثر من المنطق العسكري.
وأورد الكاتب تصريحا ليفغيني بريغوجين، الأوليغارشي الروسي الذي يسيطر على مليشيا مجموعة فاغنر، قال فيه -عبر تليغرام أول أمس الجمعة- إن باخموت مفيدة للغاية لهم، لأنهم يقومون بطحن الجيش الأوكراني هناك وكبح حركته، “لكن اختراقا روسيا هناك لا يزال غير مرجح جدا”.
تزايد المعارضة الداخلية ضد بوتين
وأضاف أن روسيا تواصل إطعام المطحنة في باخموت، لكن مسؤولا أميركيا حذر من أن بعض أعضاء الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين يعرفون أن هذه الحملة التي طال أمدها حماقة وأن مقاومة بوتين داخل روسيا تتزايد ببطء.
ونسب إلى بريغوجين قوله إن عديدا من أولئك الذين دعموا “العملية الخاصة” بالأمس أصبحوا الآن في شك أو ضد ما يحدث بشكل قاطع.
وقال الكاتب إن أحد الأدلة على هذه المعارضة الداخلية مكالمة هاتفية تم تسريبها الشهر الماضي، شجب فيها اثنان من الروس البارزين قادة البلاد ووصفاهم بـ”الصراصير الغبية” الذين “يجرون بلادهم إلى أسفل” و”يدمرون مستقبلها”. ووفقا لتاتيانا ستانوفايا من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، فإن “الغضب واليأس” منتشران بشكل متزايد بين النخبة الروسية.
غضب ويأس
ومن العلامات القوية على ازدياد هذا الغضب واليأس انشقاق غليب كاراكولوف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو عضو في حرس قصر الكرملين التابع للرئيس الروسي -معروف باسم خدمة الحماية الفدرالية- وقوله إن بوتين أصبح مجرم حرب. وقال كاراكولوف بعد فراره إلى تركيا من كازاخستان، حيث كان يرافق بوتين في رحلة، إن “الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب والتوقف عن الصمت”. وحتى انشقاقه، كان كاراكولوف مسؤولا عن أمن اتصالات بوتين وقام بأكثر من 180 رحلة معه.
وختم إغناشيوس مقاله بأن الأوكرانيين حققوا معجزات قتالية من قبل، ويتشارك المسؤولون الأميركيون الأمل في حدوث ذلك مرة أخرى، وينسب إلى أحد كبار مسؤولي البنتاغون القول إن الأوكرانيين، بناء على التدريبات والأعمال العسكرية، لديهم فرصة للنجاح.