تغيير طاقم حراسة بن سلمان بعد لقائه مع انتوني بلينكن
استناداً لما نقلته واشتطن بوست، فقد تم تغيير طاقم حراسة بن سلمان بالكامل بعد لقائه مع وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن، ولكن ما هو السبب وما هي تفاصيل ذلك الاجتماع، وما هي خطط أمريكا ضد السعودية؟ كل هذا فيما يلي
بعد تدهور العلاقات السعودية الامريكية في الخريف الماضي، اصبحت أمريكا تهدد السعودية، حيث هدد الرئيس بايدن بفرض عقوبات على المملكة لقرارها خفض إنتاج النفط وسط ارتفاع أسعار الطاقة والانتخابات التي تقترب بسرعة في الولايات المتحدة.
في العلن، كان رد السعودية على أمريكا مؤدباً و من خلال البيانات الدبلوماسية. لكن في السر، هدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتغيير العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية التي دامت عقودًا وفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على الولايات المتحدة إذا ردت على تخفيضات النفط، وفقًا لوثيقة سرية حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست.
وزعم ولي العهد أنه “لن يتعامل مع الإدارة الأمريكية بعد الآن”، كما جاء في الوثيقة، ووعد “بعواقب اقتصادية كبيرة لواشنطن”.
ان خوف أمريكا من السعودية ادى الى عدم فرض بايدن اي عقوبات على المملكة حتى بعد مرور ثمانية أشهر، واستمر ولي العهد السعودي في التواصل مع كبار المسؤولين الأمريكيين، كما فعل مع وزير الخارجية أنطوني بلينكين في مدينة جدة الساحلية السعودية هذا الأسبوع.
من غير الواضح ما إذا كان تهديد ولي العهد قد تم نقله مباشرة إلى المسؤولين الأمريكيين أو تم اعتراضه من خلال التنصت الإلكتروني، لكن فورة غضبه الدراماتيكية تكشف التوتر في قلب علاقة قائمة منذ فترة طويلة على النفط مقابل الأمن ولكنها تتطور بسرعة مع اهتمام الصين المتزايد.
تم توزيع وثيقة المخابرات الأمريكية على منصة الرسائل Discord كجزء من تسرب واسع النطاق لمواد أمنية وطنية شديدة الحساسية.
في حين قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي “لسنا على علم بمثل هذه التهديدات من قبل السعودية”.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسألة استخباراتية: “بشكل عام، غالبًا ما تمثل مثل هذه الوثائق لقطة واحدة من لحظة من الزمن ولا يمكن أن تقدم الصورة الكاملة”.
وأضاف المسؤول: “تواصل الولايات المتحدة التعاون مع المملكة العربية السعودية، وهي شريك مهم في المنطقة، لتعزيز مصالحنا المشتركة ورؤيتنا المشتركة لمنطقة أكثر أمنًا واستقرارًا وازدهارمترابط مع العالم”.
ذلك في حين لم ترد السفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق على هذا الموضوع.
الولايات المتحدة تمتنع وهي راغبة
بايدن، الذي تعهد بجعل المملكة العربية السعودية منبوذة كمرشح رئاسي، نادراً ما يتواصل مع ولي العهد، لكن كبار مساعدي الرئيس أعادوا بناء العلاقات معه تدريجياً على أمل أن يتمكن البلدان من العمل معاً في القضايا الملحة، بما في ذلك قضية طال انتظارها. مث اتفاق السلام في اليمن، ووقف مستمر لإطلاق النار في السودان، وتحديات مكافحة الإرهاب والخلافات المستمرة حول إمدادات النفط.
أدى تحسن العلاقة إلى خيبة أمل المدافعين عن حقوق الإنسان الذين كانوا يأملون في انفصال أكثر حدة مع المملكة في ضوء دور ولي العهد في انتهاكات حقوق الانسان في السعودية وخارجها.
يقول المسؤولون الأمريكيون إن العلاقة بين السعودية وأمريكا اليوم مهمة للغاية بحيث لا يمكن السماح لها بالضعف نظرًا لنفوذ الرياض الاقتصادي والسياسي ومغازلة بكين لشركاء الولايات المتحدة التقليديين في الشرق الأوسط.
وقال بلينكين في مؤتمر صحفي مشترك في الرياض يوم الخميس: “معًا، يمكننا تحقيق تقدم حقيقي لجميع أفراد شعبنا، ليس فقط لمواجهة التحديات أو الأزمات الحالية، ولكن لرسم رؤية إيجابية لمستقبلنا المشترك”.
سبب تغيير طاقم حراسة بن سلمان
قال مسؤولون أمريكيون إن بلينكين التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لمدة ساعة و 40 دقيقة يوم الثلاثاء خلال هذه الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام. أجرى الطرفان محادثة “صريحة ومفتوحة” تضمنت جهود الولايات المتحدة للتوسط في التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والصراع في اليمن، وحقوق الإنسان والحرب في السودان.
ولكن الغريب كان انه تم تغيير طاقم حراسة بن سلمان بعد رحيل انتوني بلينكن على الفور، وهو الأمر الذي تسبب في تحليلات خطيرة تنذر الى تدهور العلاقة الى درجة اصبح فيها خطورة على حياة الأمير نفسه. وقدد اشار البعض ان بن سلمان يأخذ حذره قبل ان يعيد التاريخ نفسه و يحدث معه تماماً كما حصل مع الملك فيصل رحمه اللة.
حيث قتل الملك فيصل على يد احد افراد العائلة المالكة بعد ان هدد الولايات المتحدة بقطع النفط عنها. وقد كشف فيما بعد ان الشخص الذي اطلق النار على الملك فيصل قد فعل ذلك بأمر من الخابرات الامريكية.
وقد حدث ذلك بعد رحيل المبعوث الامريكي من السعودية، وبعد ان فشل في جعل الملك فيصل يتنازل عن مطالبه بشأن القضية الفلسطينية وتهديده بشأن قطع النفط عن الولايات الامريكية.
العلاقة السعودية الصينية
بعد الاجتماع، بدا أن الخلافات لا تزال قائمة حول طموحات المملكة العربية السعودية لتوليد الطاقة النووية.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أنه بينما ترحب الرياض بدعم الولايات المتحدة في بناء برنامجها النووي السلمي، هناك آخرون يقدمون عطاءات، وهو تذكير غير مباشر بأن المملكة يمكن أن تعمق تعاونها مع الصين بشأن المبادرة.
من ناحية اخرى قال ديفيد أوتاوي، الباحث الخليجي في مركز ويلسون، إن زيادة الاجتماعات كانت بمثابة ثقل موازن للعلاقات الشخصية الفاترة بين بايدن وبن سلمان، مشيرًا إلى أن الزعيمين لم يتحدثا منذ اجتماعهما في الرياض في يوليو الماضي.
قالت أوتاوي: “قررت إدارة بايدن أن عليها العمل مع محمد بن سلمان حتى لو كان بايدن لا يتحدث معه، وذلك لتأمين مصالحها والوصول الى حل فيما يتعلق بـ اتفاقية النفط بين السعودية وأمريكا.
سعت الدولة الغنية بالنفط إلى تقديم نفسها كلاعب عالمي غير مرتبط بواشنطن. في الأشهر الأخيرة، كانت الرياض في حالة تمزق دبلوماسي، حيث أنهت الأعمال العدائية في اليمن، واستعادت العلاقات مع إيران، ودعت الرئيس السوري بشار الأسد للعودة إلى جامعة الدول العربية بعد أكثر من عقد من الحظر، وإنهاء التوترات الإقليمية مع قطر.
تأتي التغييرات الدراماتيكية في السياسة الخارجية السعودية في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن للحصول على مساعدة السعودية في بعض الأمور الإقليمية.
قبل أيام من وصول بلينكين، أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستعمل على تعميق تخفيضات إنتاج النفط في يوليو لرفع الأسعار – وهي خطوة عارضتها إدارة بايدن.
المصدر: رأي الخليج + واشينغتون بوست