الاخبار العاجلةسياسة

فصيل عراقي متهم باختطافها.. ماذا كانت الباحثة الإسرائيلية تسوركوف تفعل في العراق؟

نشرت صحف إسرائيلية مؤخرا تقارير ومقالات تحليلية تسلط الضوء على قضية المواطنة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، التي اختفى أثرها في العراق منذ نحو أربعة أشهر، واتهمت السلطات الإسرائيلية فصيلا عراقيا مسلحا مواليا لإيران بالمسؤولية عن اختطافها.

وكانت السلطات العراقية قد أعلنت في 7 يوليو/تموز الجاري أنها فتحت تحقيقا بشأن اختطاف باحثة إسرائيلية روسية اختفت قبل أشهر في البلاد، وأكد متحدث باسم الحكومة العراقية لوكالة رويترز أن الحكومة تنتظر نتائج التحقيق، وليس لديها تعليق آخر.

فمن إليزابيث تسوركوف، وماذا كانت تفعل في العراق قبل اختفائها؟

باحثة أم عميلة مخابرات؟

يؤكد تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” أن تسوركوف (36 عاما)، الإسرائيلية المولودة في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، دخلت العراق بجواز سفرها الروسي لأغراض البحث في ديسمبر/كانون الأول 2022، لكن الصحيفة لا تقدم أي معلومات عن طبيعة البحث الذي كانت تسوركوف تقوم به في العراق أو موضوعه.

ويبرز تقرير الصحيفة أنه بالرغم من أن إسرائيل تصنف إيران والعراق وسوريا ولبنان دولا “معادية” تخوض حربا مع إسرائيل ولا تربطها بها علاقات دبلوماسية، فإن بعض الإسرائيليين يزورون تلك البلدان أحيانًا مستخدمين جوازات سفر أجنبية.

وتعترف الصحيفة -في تقريرها الذي نشر بعنوان “ماذا كانت الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف تفعل في العراق، البلد العدو؟”، بأن من يغامرون بدخول تلك البلدان هم في الغالب صحفيون ورجال أعمال، ولا يشتهر إقدام الأكاديميين -من أمثال تسوركوف- على القيام بتلك الرحلات.

وتشير إلى أن إيران والعراق ولبنان تحظر دخول الإسرائيليين إلى أراضيها، وأن مواطني هذه البلدان ممن يتعاملون مع الإسرائيليين قد يتعرضون للملاحقة القضائية، فيما يحظر لبنان دخول الرعايا الأجانب الذين سبق أن زاروا إسرائيل إلى أراضيه.

ورغم إدراكها خطورة سفرها إلى بلد يحظر دخول الإسرائيليين، فإن المخاطرة بالسفر إلى العراق كانت مبررة بالنسبة لها وفق أساف ديفيد، أحد مؤسسي “منتدى التفكير الإقليمي” التابع لمعهد فان لير بالقدس المحتلة، الذي عملت فيه الباحثة الإسرائيلية تسوركوف أكثر من عقد من الزمان.

وتنقل الصحيفة عن ديفيد قوله إن تسوركوف كانت تسافر إلى بلدان تدرك أن السفر إليها يشكل خطرا بالنسبة لإسرائيلية مثلها، لكنها كانت مؤمنة بأن ذلك جزء من مقتضيات العمل الذي يتعين على الباحث الجاد القيام به؛ بأن يكون في الميدان وينقل وجهات نظر الناس هناك.

وفيما تؤكد الرواية الرسمية ووسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية على أن المواطنة الإسرائيلية ذات الأصل الروسي كانت في العراق لأغراض بحثية، تلتزم السلطات العراقية الصمت بشأن أسباب وجودها في البلد، فيما يشير بيان صادر عن كتائب حزب الله العراقية إلى أنها قدمت إلى العراق في مهمة أمنية.

وفي تصريح له بهذا الشأن، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي لقناة تلفزيونية عراقية مقربة من الحشد الشعبي “بما أن هذه القضية على هذا المستوى ومتداخلة، بالتالي لا يوجد أي تصريح رسمي بهذا الخصوص إلى أن تكمل الحكومة العراقية تحقيقاتها الرسمية وتصل إلى نتائج”.

وأضاف “بعد ذلك إن شاء الله ستكون هناك بيانات أو مواقف رسمية من قبل الحكومة العراقية”.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حمّل كتائب حزب الله العراقية المسؤولية عن هذه القضية، قائلا إن “إليزابيث تسوركوف، المواطنة الإسرائيلية الروسية التي اختفت قبل بضعة أشهر في العراق، محتجزة لدى مليشيا كتائب حزب الله الشيعية”.

وكتائب حزب الله هي واحدة من أبرز فصائل الحشد الشعبي.

وفي أول تعليق لها على القضية، قالت كتائب حزب الله العراقية إن “اعتراف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بوجود عنصر أمني إسرائيلي في العراق هو مؤشر خطير للغاية، يجب الوقوف عنده والتعامل معه بدقة وحزم”.

ومن دون أن يذكر اسم تسوركوف، تابع البيان “بدورنا في كتائب حزب الله سنبذل جهداً مضاعفاً للوقوف على مصير (الأسير أو الأسرى) الصهاينة في العراق، خدمة للصالح العام ولمعرفة المزيد عن نوايا تلك العصابة الإجرامية ومن يقوم بتسهيل تحركاتها في بلد يحظر ويجرم التعامل معها”.

ثغرات

ويقول تقرير نشره موقع “يديعوت أحرنوت” (Yedioth Ahronoth) الإسرائيلي إن هناك العديد من الثغرات في قضية اختطاف الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف في العراق تثير أسئلة كثيرة حول القضية.

كما يشير التقرير، الذي ركز على الأماكن التي كانت تتردد عليها تسوركوف قبل اختفائها منذ 4 أشهر في بغداد، إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تطلب المساعدة من وزارة الخارجية الروسية في جهودها للإفراج عن تسوركوف، كما لم يتواصل أقاربها مع السفارة الروسية للمساعدة بهذا الشأن.

فيما نقل تقرير آخر نشرته صحيفة هآرتس، عن موقع “أمواج” الإلكتروني الذي قال إنه معروف بمصادره الجيدة في كل من العراق وإيران، قوله إن الاستخبارات العراقية حذرت في أوائل عام 2022 -خلال حكم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي- كلا من الولايات المتحدة وروسيا من مخاطر وجود تسوركوف في بغداد.

وفي أواخر مارس/آذار 2023، قبل أسابيع من إعلان اختطاف تسوركوف، ذكرت حسابات عراقية في منصة تليغرام أن السلطات العراقية اعتقلت مواطنا إيرانيا على خلفية دوره في اختطاف مواطنة تحمل الجنسيتين الروسية والأميركية، يهودية الديانة في حي الكرادة ببغداد، وفق تقرير هآرتس المذكور آنفا.

ووفق هآرتس أيضا، فإن خبر اختفاء تسوركوف، التي تحمل الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، أثار موجة من التضامن معها من قِبلِ صحفيين ونشطاء فلسطينيين في الخليل وغزة، نظرا لما عرفوه عنها من تضامن مع شعوب الشرق الأوسط.

ووفقا لبعض الصحفيين الذين التقوها، فقد ركّزت تسوركوف في بحثها خلال وجودها ببغداد على فصائل موالية لإيران وعلى التيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر.

وتقول تسوركوف في صفحاتها الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي إنها تتحدّث الإنجليزية والعبرية والروسية والعربية، وتعمل زميلة في معهد نيولاينز للإستراتيجية والسياسة (the Newlines Institute for Strategy and Policy)، وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي، وهو مؤسسة إسرائيلية فلسطينية مقرّها القدس المحتلة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى