تركيا توافق على انضمام السويد الى حلف الناتو قبل 2024
فيينا، 10 يوليو 2023 – وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين على إحالة طلب انضمام السويد الى حلف الناتو إلى البرلمان، مما يبدو أنه ينهي أشهرًا من الدراما حول قضية أثقلت التوتر في الكتلة في ظل الحرب التي تجتاح أوكرانيا.
جاء قرار موافقة انضمام السويد الى حلف الناتو بعد أسابيع من المفاوضات بين تركيا والسويد وفنلندا، التي قدمت جميعها طلبات الانضمام إلى الناتو ردًا على غزو روسيا لأوكرانيا. وكانت تركيا قد عرقلت الطلبات في البداية، مشيرة إلى مخاوف بشأن دعم البلدان المزعوم للمتمردين الأكراد وفرض حظر على توريد الأسلحة إلى أنقرة.
ومع ذلك، توصلت الدول الثلاث إلى اختراق يوم السبت، حيث وافقت السويد وفنلندا على سلسلة من التنازلات لصالح تركيا، بما في ذلك رفع حظر توريد الأسلحة ومكافحة المتمردين الأكراد.
في بيان، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إنه يرحب بقرار أردوغان بإحالة طلب السويد إلى البرلمان. وقال: “إنه يوم جيد لفنلندا والسويد والناتو. إنه يظهر أنه يمكننا التغلب على الخلافات والتوصل إلى توافق بشأن قضايا هامة”.
قرار تركيا برفع الفيتو هو انتصار كبير للسويد وفنلندا، التي كانتا تسعيان للانضمام إلى الناتو منذ سنوات. وهو أيضًا يمثل دعمًا هامًا لحلف الناتو، الذي كان يسعى لتعزيز قدراته الدفاعية عقب غزو روسيا لأوكرانيا.
من غير الواضح كم من الوقت سيستغرق لاعتماد طلب الانضمام للسويد من قبل البرلمان التركي. ومع ذلك، صرح ستولتنبرغ بأنه يتوقع أن يتم الانتهاء من العملية “بأسرع وقت ممكن”.
عندما تكون السويد عضوًا في الناتو، ستكون مشمولة بالمادة 5 في اتفاقية الدفاع الجماعي للحلف، التي تنص على أن هجومًا على أحد الأعضاء يعتبر هجومًا على الجميع. وهذا يعني أنه إذا هاجمت روسيا السويد، سيتم الرد عليها برد عسكري من جميع أعضاء الناتو.
قرار تركيا برفع الفيتو هو تطور هام في الحرب المستمرة في أوكرانيا. إنه يظهر أن حتى الدول ذات الخلافات العميقة يمكنها إيجاد نقاط مشتركة عندما يواجهون تهديدًا مشتركًا. كما يرسل رسالة قوية إلى روسيا بأن عدوانها لن يبقى دون رد.
ماذا يعني انضمام السويد الى حلف الناتو؟
إضافة السويد وفنلندا إلى حلف الناتو ستعزز بشكل كبير الجبهة الشمالية للحلف. حيث تمتلك كلتا الدولتين قوات عسكرية قوية وتقعان في مواقع استراتيجية مهمة. ستؤدي انضمامهما أيضًا إلى زيادة الوجود العسكري لحلف الناتو في بحر البلطيق، وهو ممر شحن حيوي.
توسعة حلف الناتو من المرجح أن يُنظَر إليها على أنها تحريض من قبل روسيا. ومع ذلك، فإنها أيضًا خطوة ضرورية لردع المزيد من العدوان الروسي. إن لدى الحلف مسؤولية حماية أعضائه، وإضافة السويد وفنلندا ستجعل من الصعب على روسيا الهجوم على أيٍّ من هذه الدول.
ماذا يعني هذا بالنسبة للسويد وفنلندا؟
الانضمام إلى حلف الناتو سيوفر للسويد وفنلندا ضمانًا قويًا للأمن. فمادة 5 في اتفاقية الدفاع الجماعي للحلف تعني أنه في حال تعرض أيٍّ من البلدين لهجوم، فإن جميع أعضاء الناتو سيتدخلون للدفاع عنه. وهذا سيمنح السويد وفنلندا الاطمئنان الذي يحتاجون إليه في منطقة متقلبة.
إن الانضمام إلى حلف الناتو سيمنح السويد وفنلندا دورًا أكبر في عملية صنع القرار في الحلف. فكلا البلدين يشاركان بالفعل بنشاط في عمليات الناتو، ولكن كأعضاء سيكون لهما دور أكثر رسمية في تشكيل مستقبل الحلف.
قرار السويد وفنلندا بالانضمام إلى حلف الناتو هو تطور جيوسياسي مهم. وسيكون له تأثير كبير على المشهد الأمني في أوروبا، ومن المرجح أن يكون مصدرًا للتوتر بين روسيا والغرب في السنوات المقبلة.
ماذا بعد انضمام السويد الى حلف الناتو؟
إضافة السويد وفنلندا إلى حلف الناتو ستعزز بشكل كبير الجبهة الشمالية للحلف. حيث تمتلك كلتا الدولتين قوات عسكرية قوية وتقعان في مواقع استراتيجية مهمة. ستؤدي انضمامهما أيضًا إلى زيادة الوجود العسكري لحلف الناتو في بحر البلطيق، وهو ممر شحن حيوي.
بمجرد تصديق طلب انضمام السويد الى حلف الناتو من قبل البرلمان التركي، سيتعين بعد ذلك تصديقه من قبل برلمانات جميع الدول الأعضاء في حلف الناتو الـ30. من المتوقع أن يستغرق هذا العملية عدة أشهر.
بمجرد أن تصبح السويد عضوًا في حلف الناتو، ستتمكن من المشاركة في جميع جوانب نشاطات الحلف، بما في ذلك التمارين والعمليات العسكرية المشتركة. ستتمكن أيضًا من الوصول إلى موارد الاستخبارات والتخطيط الخاصة بالناتو.
إضافة السويد وفنلندا إلى حلف الناتو هي انتصار هام للحلف. ستعزز من قدرات الدفاع لحلف الناتو في منطقة بحر البلطيق وسترسل رسالة قوية إلى روسيا بأن عدوانها لن يمر دون رد.
مستقبل الناتو
قرار السويد وفنلندا بالانضمام إلى حلف الناتو هو إشارة إلى أن الحلف يتكيف مع التغيرات في المشهد الأمني في أوروبا. الحلف الآن أقوى من أي وقت مضى، وهو في وضع أفضل لردع والدفاع ضد أي تهديدات.
ومع ذلك، فإن مستقبل حلف الناتو ليس خاليًا من التحديات. يواجه الحلف منافسة متزايدة من الصين، ويواجه أيضًا تحديات داخلية بسبب الخلافات حول قضايا مثل الأسلحة النووية وتوزيع الأعباء.
على الرغم من هذه التحديات، يظل حلف الناتو مؤسسة أمنية حيوية لأوروبا. ساعد الحلف في الحفاظ على السلام في أوروبا لأكثر من 70 عامًا، ومن المرجح أن يستمر في أداء دور رئيسي في الأمن الأوروبي لسنوات عديدة قادمة.
وفي النهاية فان قرار تركيا برفع الفيتو عن طلب الانضمام للسويد إلى حلف الناتو هو انتصار كبير لكلا البلدين. سيعزز من قدرات الدفاع لحلف الناتو في منطقة بحر البلطيق وسيوجه رسالة قوية إلى روسيا بأن عدوانها لن يمر دون رد. إضافة السويد وفنلندا إلى حلف الناتو هي تطور جيوسياسي هام، ومن المرجح أن يكون لها تأثير كبير على المشهد الأمني في أوروبا في السنوات المقبلة.
المصدر: الجزيرة + رأي الخليج