لاجئون: احتجزنا في سفينة ونحن مرعوبون من العودة إليها
“نحن طالبي اللجوء نشعر بأننا جزء من لعبة قاسية يلعبها الوزراء البريطانيون دون أي اعتبار لظروفنا ولا للرأي العام”. هكذا قدمت صحيفة “غارديان” البريطانية لرسالة بعثها كاتبان من طالبي اللجوء الذين كانت وزارة الداخلية البريطانية قد احتجزتهم في سفينة يطلق عليها “بيبي ستوكهولم”.
وتنقل الرسالة، التي اطلعت عليها الكاتبة بالصحيفة سونيا لامبرت من خلال مجلس اللاجئين في بريطانيا، أن عدد من هم مهددون بالاحتجاز من جديد في هذه السفينة يبلغ 39 لاجئا من دول عدة.
ونسبت لامبرت لمسؤولين بمجلس اللاجئين في بريطانيا قولهم إن اثنين من المعنيين بالحجز -اشترطا عدم ذكر اسميهما- هما اللذان كتبا هذه الرسالة.
وحدد الكاتبان ما يريدان للعالم أن يعرفه بالقول “الرسالة التي نود أن يعرفها الناس هي: لقد سئمنا من معاملتنا بهذه الطريقة.. لا يمكننا تحمل مثل هذه الظروف، كلنا ضحايا لعبة بين السياسيين”.
وعرف الكاتبان طبيعة المجموعة المهددة بالحجز بالقول “نحن أناس هاربون من التعذيب والاضطهاد والسجن، وقد اضطررنا إلى مغادرة منازلنا ووظائفنا وعائلاتنا، وكنا نأمل أن نجد الأمان في المملكة المتحدة”.
وأضافا أنه عندما قيل لهما في المرة الأولى أنه سيتم نقلهما إلى بيبي ستوكهولم شعرا بالقلق “لأسباب ليس أقلها أنه تم تحذيرنا من خطورة الأمر”.
ومع ذلك، تضيف الرسالة أن اللاجئين التزموا بالقانون وآثروا احترام قرار السلطات، لكنهم وجدوا أنفسهم يعاملون كمجرمين ويخضعون لإجراءات أمنية مشددة على متن السفينة.
وذكر الكاتبان أن الخوف دبّ في مجموعتهم خصوصا عندما مرض أحدهم وتم اكتشاف أن لديهم مرضا معديا، ليتم بعد ذلك إخراجهم من المركب ووضعهم في فندق قديم ومهجور.
ولمزيد من التوضيح، يقول اللاجئان “نحن في فندق منعزل يقدم لنا طعاما متواضعا ولا نملك أي حقوق أساسية، ليس لدينا تصريح عمل أو فرصة لاتخاذ خياراتنا بأنفسنا. علينا أن ننتظر وقتا طويلا حتى يتم اتخاذ قرار بشأن قضايانا، أحيانا 3 أو 4 سنوات. فلِمَ هذه العملية؟”.
وللإجابة عن هذا التساؤل، يقول اللاجئان إن الأمر كله مجرد استعراض سياسي، إذ إن السلطات تقول إنها تريد تقليل تكلفة نظام اللجوء، “لكن هذه السفنية والطريقة التي تم التعامل بها معنا لا بد أنها كلفت ثروة، إذ يوجد حاليًا 39 طالب لجوء هنا، ويوجد 20 موظفًا لـ39 شخصًا، رغم أننا عندما كنا في الفندق، قبل نقلِنا إلى بيبي ستوكهولم، لم يكن هناك سوى نحو 10 موظفين لتولي أمور 300 طالب لجوء، فكيف إذن يمكن القول إن الأمر يتعلق بتخفيض النفقات”.
وشددا على أن الجمهور البريطاني بحاجة إلى أن يطلب من الحكومة خطة واضحة حول كيفية التعامل مع طالبي اللجوء، ويجب على الحكومة نشر هذه الخطة مع الأرقام، حسب رأيهما.
وشبه الكاتبان ما حصل لمجوعتهما بأنه كان “طُعمًا في فخ، ونشعر كما لو أننا مطاردون من قبل وزارة الداخلية، في حين أن كل ما نريده الآن هو نظام يعاملنا بإنصاف، ومقابلة سريعة، ومستقبل مستقر”.
وطالبا في الأخير الجميع بإيصال صوت هذه المجموعة التي هددت وزارة الداخلية البريطانية بأنهم إن لم يعودوا إلى بيبي ستوكهولم، فسيتوقف عنهم الدعم وسيبقون دون مأوى، مما يعني أنه ليس أمامهم إلا العودة لتلك السفينة أو مواجهة التشرد، وهو ما يمكن أن يتم خلال أسبوع أو 10 أيام، حسب ما نقله الكاتبان عن أحد المسؤولين الأمنيين.