صحيفة روسية: حوار بوتين وكارلسون قد يغير موقف الرأي العام الأميركي
أكد تقرير نشرته صحيفة إزفيستيا الروسية أن الصحفي الأميركي تاكر كارلسون اعترف -بعد المقابلة التي جمعته مع فلاديمير بوتين– بأنه صدم من حقيقة رغبة الرئيس الروسي في التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا.
وأضاف التقرير أن فلاديمير بوتين أوضح خلال المحادثة بأن موسكو لن تتخذ الخطوة الأولى نحو الحوار بعد توقف المفاوضات في إسطنبول في مارس/آذار 2022.
ووفقا للخبراء، قد تغير المقابلة وجهات النظر حول الحرب، بحيث سوف يحصل الرأي العام الأميركي على نسخة مختلفة عن تفاصيل ما يجري.
وقد ذكر كارلسون أن معظم المواطنين الأميركيين يجهلون ما يحدث في روسيا وأوكرانيا، لذلك من المفترض أن تساعد المقابلة في الإجابة عن جميع الأسئلة. وقد حقق اللقاء بالفعل أكثر من 100 مليون مشاهدة، وأثار توترا كبيرا في المجتمع الأميركي، بحسب الصحيفة الروسية.
60 سؤالا
وزادت إزفيستيا أنه خلال المقابلة -التي دامت أكثر من ساعتين- أجاب الرئيس الروسي على نحو 60 سؤالا، معظمها يتعلق بأوكرانيا والعلاقات مع الغرب. وقدم بوتين للمرة الأولى بالنسبة لجمهور غربي تفصيلا للسياق التاريخي برمته معللا كلامه بأرشيفات ومستندات.
وتابعت الصحيفة أن روسيا اقترحت في العديد من المناسبات البحث عن حل للمشاكل في أوكرانيا بالوسائل السلمية، وكان الدافع وراء بدء الحرب هو الفشل في تنفيذ اتفاقيات مينسك، التي تم التوقيع عليها بعد أحداث عام 2014 في إطار خطة التسوية السلمية في دونباس.
وخلال اللقاء كرر فلاديمير بوتين موقفه الذي سبق وصرح به في العديد من المناسبات قائلا “روسيا لم تبدأ الحرب في عام 2022، وهدفها هو إنهاء الحرب التي بدأتها أوكرانيا في عام 2014”. لكنه برغم ذلك عبر عن استعداد بلاده لحل الأزمة سلميا، وهو ما اعتبره كارلسون أمرا مفاجئا.
حل الصراع
وبخصوص سؤال عن السبب الذي يجعل بوتين لا يتصل بنظيره الأميركي جو بايدن لحل الصراع الأوكراني قال بوتين إنه ليس لديه ما يتحدث عنه مع الرئيس الأميركي في الوقت الحالي، لأنه بمجرد توقف الولايات المتحدة عن توريد الأسلحة إلى كييف، سينتهي الصراع في غضون أسابيع قليلة.
ووفقا للمحلل السياسي والمستشار السابق للكونغرس الأميركي جيمس غاتراس، فإن المقابلة قد تجبر أعضاء الكونغرس على التفكير في مدى صحة توريد الأسلحة وتخصيص التمويل لأوكرانيا.
وأوضحت إزفيستيا أنه في الوقت الحالي، يحاول حلف شمال الأطلسي تخويف أعضائه بتهديد روسي وهمي، وهو التهديد الذي قد يتصاعد إلى حرب عالمية، فقط من أجل افتكاك المزيد من الأموال من دافعي الضرائب من أجل المواجهة مع روسيا في مسرح العمليات العسكرية الأوكرانية. والغرض من هذه الترهيبات هو إضعاف روسيا قدر الإمكان، بحسب بوتين.
ومع ذلك، يرى بوتين أن الغرب يخاف من الصين القوية اقتصاديا أكثر بكثير من خوفه من روسيا، لأن الصين تتمتع بإمكانات هائلة، وهي اليوم أول اقتصاد في العالم من حيث القوة الشرائية.