يشهد معدل الفائدة في تركيا -خلال السنوات الأخيرة تقلبات مستمرة صعودا وهبوطا، وفي مسار معركة الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان مع أسعار الفائدة؛ أعلن البنك المركزي التركي إبقاء معدل الفائدة عند 19%.
ويرفض أردوغان علنا أسعار الفائدة المرتفعة لاعتقاده أنها تزيد التضخم، وسبق له أن وصفها بأنها “أم وأب كل الشرور”
ويهدف أردوغان إلى خفض معدل التضخم السنوي إلى أقل من 10% بحلول نهاية العام المقبل 2022، وإلى 5%
بحلول الانتخابات المقبلة المقرّر إجراؤها عام 2023
صعود وهبوط
وفي السبعينيات من القرن الماضي، كانت أرقام الفائدة الرسمية الصادرة عن البنك المركزي بمتوسط 10%، وفي
الثمانينيات ارتفعت تدريجيا لتصل إلى 50%، وفي التسعينيات وصلت إلى أعلى نسبها رسميا عند 60%، وعند
استلام حزب العدالة والتنمية الحكم بحلول عام 2003 كانت نسب الفائدة 50%.
وفور تسلمه السلطة، بدأ أردوغان -بطرق مختلفة- محاولات لخفض نسب الفائدة، وقد حافظ على معدلها بمتوسط
25% حتى عام 2008، ولاحقا إلى متوسط 15% حتى عام 2012، في حين نجح لأول مرة في إنزال سعر الفائدة
لخانة الآحاد عام 2014 بفائدة 9%، وإلى 7.8% عام 2017، وهي أفضل سنوات الأداء والاستقرار الاقتصادي لحكومات العدالة والتنمية.
الصراعات
وبحسب الكاتب الصحفي التركي إسماعيل كايا، فإنه مع تصاعد الاضطرابات في المنطقة، وزيادة تأثيرات الأزمة
السورية على الداخل التركي وتعاظم الخلافات والصراعات في المنطقة والتي انخرطت فيها تركيا، ومع حدوث
محاولة الانقلاب عام 2016؛ عاد الاقتصاد التركي ليواجه تحديات غير مسبوقة أعادت الاضطراب بشكل كبير إلى
أسعار الفائدة والتضخم وتحول منحنى الانخفاض -الذي انتهجه أردوغان على مدار 15 عاما- إلى التذبذب بقوة.
وذكر أنه بعد ذلك اضطر أردوغان إلى رفع الفائدة مجددا إلى قرابة 25% للسيطرة على الانخفاض الحاد جدا في
أسعار صرف الليرة التركية.
وخلال تولي صهره بيرات البيرق وزارة الخزانة والمالية؛ أُجبر البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة لمستويات
جديدة غير مسبوقة، فبعد أن وصل سعر الفائدة في تركيا إلى 25% تمكن من خفض هذه النسبة إلى أقل من 10%
مجددا.
وقد رفع البنك المركزي -في مارس/آذار الماضي من العام الجاري 2021- سعر الفائدة فوق التوقعات بمقدار 200
نقطة أساس، من 17% إلى 19%، أعقب ذلك إعفاء الرئيس أردوغان لناجي أغبال من رئاسة البنك المركزي بعد
أقل من 5 أشهر على تعيينه في هذا المنصب، وعين محله الاقتصادي والسياسي شهاب كافجي أوغلو ليكون رابع
محافظ للبنك المركزي منذ يوليو/تموز 2019.
وأبقى البنك المركزي التركي -قبل أيام- سعر الفائدة الرئيسي عند 19%، وأشار في بيان إلى أنه يقترب من خفض
يُتوقع أن يكون في وقت لاحق من العام.
في حين قالت لجنة السياسة بالبنك -في بيان عقب اجتماعها الشهري- “سيستمر تحديد سعر السياسة عند مستوى أعلى من التضخم.
المصدر: مواقع اخبار