انفجارات البيجر تجر تايوان إلى السياسة في الشرق الأوسط
يقول تقرير نشرته الجزيرة الإنجليزية إن تفجيرات أجهزة الاستدعاء “البيجر” في لبنان أمس جلبت تداعيات الحرب في غزة إلى الباب الأمامي لتايوان، بعد تردد أن هذه الأجهزة تم تصنيعها باستخدام العلامة التجارية لشركة تايوانية.
وأورد التقرير الذي كتبته الصحفية المتعاونة إيرين هالي والصحفي بالجزيرة الإنجليزية أليستر ماكريدي نفي شركة التكنولوجيا التايوانية غولد أبولو تصنيع وبيع هذه الأجهزة المتفجرة المستخدمة في الهجوم على أعضاء حزب الله في لبنان.
اقرأ أيضا
list of 2 items
كتاب إسرائيليون: تفجيرات البيجر مكسب تكتيكي أم خطر إستراتيجي؟
تايمز أوف إسرائيل: ليس لدى إسرائيل خيارات جيدة بلبنان ما دامت في غزة
end of list
ونقل عن وزارة الشؤون الاقتصادية التايوانية قولها إنه ليس لديها سجل للصادرات المباشرة للأجهزة إلى لبنان وإن أجهزة الاستدعاء ربما تم تعديلها بعد التصنيع. ولم ترد وزارة الخارجية التايوانية على الفور على طلب للتعليق.
وقال التقرير إن محللين في تايوان أعربوا عن شكوكهم في أن الحكومة التايوانية أو شركة غولد أبولو كانت ستشارك عن طيب خاطر في الهجوم الواضح، الذي تقول السلطات اللبنانية إنه أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 2700 آخرين.
يلفت الانتباه
ومع ذلك، يقول التقرير، فإن الحادث يلفت الانتباه غير المرغوب فيه إلى تايوان وصناعتها للتكنولوجيا المشهورة عالميا، والتي تنتج حصة الأسد من أشباه الموصلات المستخدمة لتشغيل جميع الأجهزة الإلكترونية تقريبا في جميع أنحاء العالم.
وقال جي تشيرن ليو، الأستاذ بجامعة تايوان الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، إنه صدم من الأخبار وإن الناس في جزيرة تايوان قلقون، مضيفا أنه على الرغم من أن تايوان قريبة جدا من الولايات المتحدة من جميع الجوانب، فإن مشاركة أي شركة في تايوان في مؤامرة مميتة مثل هذه، أمر مستحيل ولا يمكن تصوره.
وقال ياشي تشيانغ أستاذ قانون التكنولوجيا في جامعة تايوان الوطنية في حين أنه من غير المرجح أن تكون تايوان متورطة بشكل مباشر، فإن الحادث يثير تساؤلات غير مريحة لصناعة التكنولوجيا بالبلاد في المستقبل، نظرا لأهميتها بالنسبة لسلاسل التوريد العالمية، وهذا الحادث سيكون درسا ضخما وحاسما للصناعة.
لا علاقة لهم بالسياسة
وأضاف تشيانغ أن أصحاب صناعة التكنولوجيا التايوانية اعتادوا الاعتقاد بأنهم مصنعون للأجهزة فقط، ولا علاقة لهم بالسياسة، فهم يقومون بأعمالهم الخاصة، وليس أكثر من ذلك.
وذكر التقرير أن تايوان عادة ما تحافظ على بعدها عن الصراعات العالمية والخلافات الجيوسياسية إلا في الحالات التي تشمل الصين، التي تدعي حكومتها في بكين أن الجزيرة تتمتع بالحكم الذاتي كمقاطعة تابعة لها.
ومنذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول، التزمت تايبيه الصمت إلى حد كبير بشأن عدد القتلى الفلسطينيين، على الرغم من أنها أدانت هجوم طوفان الأقصى.
وليست لتايوان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل التي مثل معظم الدول لا تعترف رسميا بتايبيه، لكن تربطهما علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة.
حول الأمن؟
وفي حين أن تايبيه هي واحدة من أكثر الحكومات عزلة دبلوماسيا في العالم مع 12 حليفا رسميا فقط، فإنها تفوق ثقلها في التأثير العالمي، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى صناعة التكنولوجيا القوية.
والجزيرة هي موطن لشركة “تي إس إم سي”، التي تصنع حوالي 90% من رقائق أشباه الموصلات الأكثر تقدما في العالم، والتي تشكل العمود الفقري لاقتصاد تايوان الذي يهيمن عليه التصدير.
وفي تايوان، حيث اعتاد الجمهور تهديدات الصين “بإعادة توحيد” الجزيرة بالقوة إذا لزم الأمر، أثار هجوم الثلاثاء أيضا تساؤلات حول أمنها.
وتساءل بعض مستخدمي الإنترنت التايوانيين عما إذا كان يمكن استخدام أجهزة الاستدعاء في هجوم مماثل من قبل شركات التكنولوجيا الصينية في المستقبل.
وكتب أحد المستخدمين “ما يجب أن نقلق بشأنه هو أن الجانب الآخر من مضيق تايوان سيتبع نفس النمط ويهاجمنا”، ورد عليه آخر بأن تايوان تريد فقط بيع المصنوعات و”العبث هو شأن الشرق الأوسط”.