مؤتمر بحثي عن تحديات الهشاشة والتنافس الدولي في أفريقيا
أديس أبابا- افتتح مركز الجزيرة للدراسات، بالتعاون مع معهد الشؤون الخارجية في إثيوبيا، مؤتمرا بحثيّا، اليوم في العاصمة أديس أبابا، تحت عنوان “أفريقيا.. تحديات الهشاشة وفرص الاستفادة من التنافس الدولي”، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء المتخصصين في الشؤون الأفريقية.
ويناقش المؤتمر، الذي يستمر على مدى يومين، عددا من التحديات الداخلية المزمنة والطارئة التي تواجه دول القارة، خاصة التنافس الدولي على مواردها وثرواتها، ويبحث عن أنجع السبل لمواجهتها والحد من مخاطرها وتداعياتها، كما يتحدث عن أمن القارة الإقليمي والأزمات التي تعاني منها، كالأزمات الحدودية وعبء الديون، والإرهاب والقرصنة، والأخطار التي تهدد البيئة والنظم الصحية.
كما يتناول المؤتمر قضايا تتعلق بالنظر إلى أفريقيا ضمن سياق المجتمع المحيط بها، كأثر العولمة عليها والحروب العابرة للحدود، والبنية التحتية التكنولوجية، ومن جانب آخر يتحدث عن الجهات الفاعلة فيها، من جيوش ومؤسسات سياسية ومنظمات أفريقية وإقليمية، مضيفا لذلك مقارنة بين هدوء الجنوب العالمي واشتعال شماله، عارضا بعض تجارب الدول الجنوب الأفريقية الناجحة.
أهمية التعاون
وفي حفل افتتاح المؤتمر، أكد مدير إدارة البحوث بمركز الجزيرة للدراسات عز الدين عبد المولى أهمية التعاون بين مؤسسات البحث وصناعة الفكر في أفريقيا، مشيرا إلى أن التعاون المؤسسي يُمكّن المؤسسات من تجاوز العقبات المالية والتنظيمية، ويسهم في تطوير الأفكار وتبادل الخبرات.
ونبه إلى التحديات الكبرى التي تواجه القارة الأفريقية، والتي تحتاج، حسب رأيه، إلى تعاون بين مختلف المؤسسات، للوصول إلى رؤى أفريقية تسهم في تنمية القارة ومواجهة الصراعات الدولية على مواردها.
مساحة للحوار
من جهته، أشار المدير التنفيذي لمعهد الشؤون الخارجية في إثيوبيا جعفر بدرو إلى أهمية هذه الشراكة في خلق مساحة للحوار البنّاء بشأن القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن “تصاعد التنافس بين القوى العالمية أدى إلى ما يُعرف بعصر الأزمات المتعددة، مما زاد من تعقيد الأوضاع في القارة”، وشدد المتدخل ذاته على أهمية التفكير بطرق جديدة لحماية مصالح أفريقيا في ظل هذا التنافس الدولي المتزايد.
كما دعا ممثل وزارة الخارجية الإثيوبية ريتا أليمو إلى تعزيز التعاون بين القارة الأفريقية ودول الشرق الأوسط، وذلك بهدف تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك، مشددا على أهمية توحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه القارتين، مثل الصراعات والفقر والتغير المناخي.
وأكد أن أفريقيا تمتلك إمكانات هائلة للنمو، وأنها بحاجة إلى شراكات إستراتيجية مع دول الشرق الأوسط لتنويع اقتصاداتها وبناء بنية تحتية متطورة.