ما قصة زلازل إثيوبيا وتداعياتها على سد النهضة؟
أديس أبابا- في شقة صغيرة بمجمع “شولا كوندومينيوم” السكني بالعاصمة أديس أبابا، كان يحيى وزوجته يتشاركان فنجان القهوة المسائية بينما طفلاهما يغطان في نوم عميق، قبل أن يشعرا باهتزاز غريب ارتجفت معه كل مقتنيات المنزل.
سريعا حمل يحيى وزوجته طفليهما وغادرا إلى الخارج بعدما أيقنا أن هذا الاهتزاز ليس أمرا طبيعيا، وبضع دقائق كانت كافية لتحول ساحة المجمع السكني إلى خلية نحل من السكان الذين غادروا شققهم تاركين خلفهم كل شيء.
هذا المشهد لم يكن استثناء في هذا المجمع، فقد شمل مجمعات سكنية عديدة بعدما امتدت الهزات الأرضية لتضرب أجزاء واسعة من أديس أبابا، مسببة الذعر بين السكان الذين أخلوا منازلهم بدافع القلق.
وضع مستقر
لاحقا، أعلن الناطق باسم الحكومة الإثيوبية أن زلزالا بقوة 4.9 درجات على مقياس ريختر ضرب منطقة أواش فنتالي الجبلية بإقليم عفر شرقي إثيوبيا، وأن الهزات الناجمة عن الزلزال امتدت إلى عدد من المدن من بينها أديس أبابا.
وأشار إلى أن الوضع في العاصمة مستقر ولا يتوقع حدوث تبعات خطيرة، حاثا السكان على الهدوء واتباع إرشادات السلامة وتوجيهات الاختصاصيين.
هذا الزلزال الذي وقع في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري يُعدّ الأول من نوعه الذي يشعر به سكان أديس أبابا، لكنه كان بداية لسلسة زلازل امتدت ارتداداتها إلى العاصمة ومناطق بإقليمي أوروميا وأمهرة بشمال ووسط إثيوبيا، كان آخرها زلزالا وقع في الـ16 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
تقع منطقة أواش فنتالي على بعد 229 كيلومترا من أديس أبابا وهي جزء من الصدع الأفريقي العظيم الذي يُعدّ أحد أضخم التصدعات الجيولوجية في أفريقيا بسبب الحراك التكتوني ووجود الينابيع الحارة والأنشطة البركانية.
منطقة آمنة
أشارت جامعة سامرا بإقليم عفر -في تقرير لها- إلى أن منطقة أواش فنتالي شهدت وقوع 6 زلازل منذ سبتمبر/أيلول الماضي بلغت قوتها بين 4.5 و4.9 درجات على مقياس ريختر، امتدت بعضها إلى مناطق خارج الإقليم من بينها العاصمة أديس أبابا.
وحسب التقرير نفسه، لم تسجل خسائر بشرية جراء الزلازل، لكنها تسببت في تصدع 4 منازل قريبة من هذه المنطقة، فضلا عن تشققات أرضية. وأكد أنها عرضة لمزيد من الهزات الأرضية نظرا لوجودها في وادي الصدع الأفريقي، وأن الجامعة تقوم بالمراقبة الميدانية للمنطقة وتجري المزيد من الدراسات لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الزلازل المتكررة.
وعن تداعيات هذه الزلازل المتكررة على سد النهضة، أوضح إجازا تيسفاي، المدير العام للمعهد الجيولوجي الإثيوبي، أن موقع السد يقع على بُعد مسافة كبيرة من منطقة الصدع الأفريقي تضمن عدم وجود مخاطر زلزالية كبيرة في المنطقة التي يوجد فيها السد.
وأوضح أن الدراسات التي أجريت قبل بنائه أخذت بالاعتبار جميع الأخطار البيئية المحتملة كاحتمالات وقوع الزلازل، مشيرا إلى أنها أكدت أن السد مقام على أرض مستقرة وفي منطقة آمنة من الناحية الجيولوجية، وليس هناك أي خطر يهدد سلامته نتيجة أي زلازل في المنطقة.