مجتمعميديا

العثور على مقبرة جماعية تضم رفات 215 طفلا من السكان الأصليين في كندا

عُثر على مقبرة جماعية في كندا تحتوي على رفات 215 طفلا، في مدرسة داخلية أقامها المستعمرون البريطانيون لجمع السكان الأصليين من الهنود وتغيير هويتهم.

وكان أطفال السكان الأصليين يدرسون في مدرسة، كاملوبس إنديان ريزيدنشيال، وهي مدرسة داخلية في مقاطعة بريتيش كولومبيا، وتم إغلاقها نهائيا عام 1978.

وأعلنت روزان كازيمير، رئيسة مجموعة الأمة الأولى (تيكاملوبس شوسواب)، عن اكتشاف المقبرة الجماعية يوم الخميس.

وتمثل مجموعة الأمة الأولى إحدى أكبر المجموعات العرقية المتبقية من أمة شوسواب الهندية القديمة، التي كانت تستوطن بريتيش كولومبيا قبل استعمارها.

وقد دعا السكان الأصليون في كندا حكومة بلادهم إلى الكشف عن سجلات الحضور في المدارس الداخلية للمساعدة في تحديد هوية الموتى في القبور التي لا تحمل شواهد.

وكانت مجموعة الأمة الأولى (تيكاملوبس شوسواب) قد أعلنت في مايو/أيار الماضي عن اكتشاف 215 قبرا بدون شواهد بالقرب من مدرسة، كاملوبس إنديان ريزيدنشيال، وهي مدرسة داخلية في مقاطعة بريتيش كولومبيا، وتم إغلاقها نهائيا عام 1978.

وتمثل مجموعة الأمة الأولى إحدى أكبر المجموعات العرقية المتبقية من أمة شوسواب الهندية القديمة، التي كانت تستوطن بريتيش كولومبيا قبل استعمارها.

ماذا فعل ماكدونالد؟

وكان ماكدونالد رئيسا لوزراء كندا لمدة 19 عاما في الستينيات والتسعينيات من القرن التاسع عشر وهو معروف بسياساته الخاصة ببناء الأمة، لكنه وضع أيضا نظام المدارس الداخلية.

فعلى مدار ما يزيد عن قرن وتحديدا بين عامي 1863 و1996 انتزع النظام بالقوة ما لا يقل عن 150 ألف طفل من
أبناء السكان الأصليين من منازلهم وأرسلهم إلى مدارس داخلية تمولها الدولة حيث تعرض العديد من الأطفال للعنف
الجسدي ومات بعضهم، ومنعوا من التحدث بلغتهم أو ممارسة ثقافتهم

وكانت الحكومة الفيدرالية قد أقرت بحدوث انتهاكات لطلاب تلك المدارس في عام 1998.

كشف النقاب

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تم كشف النقاب عن أسماء 2800 طفل توفوا في تلك المدارس الداخلية عندما
كشف المركز الوطني للحقيقة والمصالحة، بالشراكة مع شبكة تلفزيون السكان الأصليين، عن سجل تذكاري وطني،
وكتبت جميع الأسماء البالغ عددها 2800 على لفيفة حمراء بلغ طولها 50 مترا.

وكانت الحكومة الكندية قد أقامت 130 مدرسة داخلية في عدد من المناطق النائية لاستقطاب السكان الأصليين في
البلاد ودمجهم في المجتمع.

ولكن الآلاف من هؤلاء الأشخاص قالوا إنهم تعرضوا لإيذاء جسدي وجنسي على مدى عقود من الزمان.

وكان دوام التلاميذ في المدارس إجباريا، وجرى انتزاع الأطفال من أسرهم، كما منعوا من التحدث بلغة السكان الأصليين في كندا.

كما روى أولئك الذين أُلحقوا بها ذكرياتهم عن تعرضهم للضرب عندما كانوا يتكلمون لغاتهم الأصلية وفقدانهم الصلة بآبائهم وثقافتهم.

ومنذ عام 2007 توصلت الحكومة الكندية لتسويات مع الآلاف من الناجين الأحياء، ودفعت أكثر 2.3 مليار دولار
تعويضات، فيما تعتبر أكبر تسوية دعاوى جماعية في التاريخ الكندي.

وكان 15 ألف مواطن كندي من هؤلاء المتضررين قد رفعوا دعاوى قضائية ضد الجهتين المسؤولتين عن تلك
المدارس في كندا وهما الحكومة والكنيسة.

وفي عام 2008 وجه رئيس الوزراء الكندي آنذاك ستيفن هاربر اعتذارا باسم الشعب الكندي، بينما عبر البابا بنديكت
في السنة التي تلتها عن أسف الكنيسة “بسبب سلوك بعض أعضائها”.

وتقول جماعات الدفاع عن السكان الأصليين إن هذا النظام هو من بين الأسباب لظاهرة إدمان الكحول والمخدرات بين السكان الأصليين.

وأطلق تقرير حكومي في عام 2015 على هذه الممارسة “إبادة ثقافية”.

وفي عام 2017 طالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بالاعتذار بسبب دور
الكنيسة الكاثوليكية في نظام المدارس الداخلية. وكانت لجنة “الحقيقة والمصالحة” في كندا قد طالبت باعتذار البابا كجزء من عملية لمداواة الناجين.

وفي السنوات الأخيرة، جعلت الحكومة الكندية المصالحة مع السكان الأصليين على رأس أولوياتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى