واصلت حركة طالبان تقدمها الميداني وتحذير أممي من كارثة خطيرة تترصد أفغانستان
واصلت حركة طالبان تقدمها الميداني في صراعها مع القوات الحكومية، إذ أعلنت الجمعة سيطرتها على مركز ولاية غربي أفغانستان، وتزامن ذلك مع جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، حذر فيها من كارثة خطيرة تترصد البلاد.
وحذرت تصريحات المتحدثين في الجلسة من مواجهة البلاد الأسوأ في ظل تصاعد العمليات والهجمات هناك.
وحث جيفري ديلورينتيس نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي حركة طالبان على وقف هجومها بصفة فورية، والسعي إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة.
وقال ديلورينتيس إن حركة طالبان ستكون معزولة ومنبوذة دوليا إذا اختارت مسار الاستيلاء العسكري.
وأضاف ديلورينتيس “يجب أن تسمع حركة طالبان من المجتمع الدولي أننا لن نقبل استيلاء عسكريا على أفغانستان أو عودة إمارتها الإسلامية، وستكون حركة طالبان معزولة ومنبوذة دوليا إذا اختاروا هذا المسار الذي من شأنه بالتأكيد دفع البلاد لمزيد من العنف والدمار”.
وتابع “نحث حركة طالبان على الوقف الفوري لهجومها، والسعي إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة، والوفاء بالتزاماتها لحماية البنية التحتية لأفغانستان وشعبها، خاصة النساء والفتيات والفئات السكانية الضعيفة الأخرى”.
الموقف الروسي
من جهته، قال المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبنزيا إن “عدم إحراز تقدم على مسار المفاوضات بشأن أفغانستان يزيد احتمالات انزلاق البلاد إلى حرب أهلية كاملة وطويلة الأمد”.
وأضاف نيبنزيا أن “الهدف هو إطلاق مفاوضات موضوعية، وأن روسيا ستواصل العمل مع الجانبين لتحقيق ذلك”.
وأكد “من الواضح أنه لا يوجد حل عسكري في أفغانستان، ولكن في الوضع الحالي -وبالنظر إلى عدم إحراز تقدم على مسار المفاوضات- فإن احتمالات انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية كاملة وطويلة الأمد واقع صارخ للأسف”.
وتابع “أهم هدف اليوم هو إطلاق مفاوضات موضوعية بسرعة. لقد فعلت روسيا الكثير لبدء عملية المصالحة الوطنية واستعادة الحوار الأفغاني المباشر ونواصل العمل مع كلا الجانبين”.
وفي مداخلتها خلال أعمال الجلسة، قالت المبعوثة الأممية ديبورا لايونز إن الأوضاع في البلاد “تمر الآن بمرحلة تحول خطيرة”، ودعت المجتمع الدولي إلى “منع انزلاق أفغانستان إلى كارثة خطيرة”.
وأضافت لايونز أن “الأوضاع في أفغانستان تشبه إلى حد كبير ما حدث في سوريا (في إشارة إلى الحرب التي اندلعت منذ 2011 بعد تصدي النظام لمعارضيه الذين طالبوا بإسقاطه) وسراييفو (في إشارة إلى الحرب الطاحنة التي شهدتها البوسنة والهرسك بداية تسعينيات القرن الماضي)”.
وقالت المسؤولة الأممية إن “الكارثة التي تشهدها أفغانستان ستكون لها عواقب تتجاوز حدود البلاد”، معتبرة أن
“قصف حركة طالبان أودى بحياة أكبر عدد من المدنيين في الفترة الماضية”، واتهمت الحركة بأنها “تحاول السيطرة على المراكز الإقليمية في البلاد بقوة السلاح”.
وأكدت أن الهجوم الذي استهدف قندهار منذ التاسع من يوليو/تموز الماضي أدى إلى مقتل 460 مدنيا، وأن 104
مدنيين قتلوا، وأصيب 403 آخرون منذ 28 من الشهر نفسه.
وقالت “يجب أن تتوقف فورا الهجمات التي تستهدف المدن في أفغانستان، ونخشى أن تتضاعف أعداد اللاجئين
والمهاجرين، ويسقط المزيد من الضحايا نتيجة الصراع هناك”.
موقف الحكومة
بدوره، قال ممثل أفغانستان في الأمم المتحدة غلام كزيكزاي إن الأوضاع في البلاد تدهورت بشكل كبير بسبب
الهجمات التي تشنها طالبان، متهما الحركة بالتنصل من الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مفاوضات الدوحة.
وأضاف ممثل أفغانستان -خلال الجلسة- أن هجوم حركة طالبان الحالي غير مسبوق منذ 30 عاما من الصراع، وأن
الحركة أصبحت أكثر عنفا، وتعامل المدنيين بمزيد من التطرف.
وقال إن سقوط 10 معابر حدودية بيد طالبان أدى إلى تعليق التجارة وارتفاع الأسعار، كما اتهم الحركة بأنها تقاتل من
أجل السلطة؛ مما حوّل البلد لملاذ للإرهاب.
وحث المسؤول الأفغاني باكستان على المساعدة في إزالة ملاذات طالبان وخطوط إمدادها، وإنشاء آلية مشتركة للمراقبة ومكافحة الإرهاب.
واعتبر أنه يجب على مجلس الأمن أن يتصرف ويمنع حدوث الكارثة في البلاد، وأن يجبر طالبان على إنهاء العنف
في البلاد
تقدم ميداني لطالبان
ميدانيا، قال متحدث باسم الشرطة في إقليم نمروز الحدودي مع إيران وباكستان إن العاصمة زرنج سقطت في أيدي
طالبان بسبب نقص التعزيزات من الحكومة.
وقال مصدر محلي إن طالبان سيطرت على مكتب حاكم الإقليم في المدينة ومقر الشرطة ومعسكر بالقرب من الحدود مع إيران.
من جهته، أعلن المتحدث الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد سيطرة الحركة على ولاية نمروز، كأول ولاية تسيطر
عليها الحركة كاملة.
وقال ذبيح الله في تغريدة “خلال عملية الفتح الجهادية، أصبحت ولاية نمروز أول محافظة يسيطر عليها المجاهدون”.
وأضاف ذبيح الله” تم اليوم وسط المحافظة إبراء ذمة المسؤول الإقليمي وقائد الشرطة ودائرة المخابرات وكافة
منتسبيها من العدو المرتزق”، مؤكدا خضوعها للسيطرة الكاملة للحركة.
اغتيال مسؤول كبير
وفي كابل، غرد القائم بالأعمال الأميركي روس ويلسون بالقول إنه يشعر بالحزن والاستياء لمقتل رئيس مكتب
الدعاية والإعلام في الإقليم داوا خان مينابال، وأضاف أنه كان يقدم معلومات صحيحة لجميع الأفغان.
وتعليقا على مقتل مينابال، قال البيت الأبيض الجمعة إن التصرفات الأخيرة للحركة لن تساعدها في كسب شرعية دولية.
من جهتها، نصحت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها في أفغانستان بمغادرة البلاد بسبب تدهور الوضع الأمني.
وقالت الوزارة -في منشور على موقع الحكومة البريطانية- إنها تنصح “بعدم السفر إلى أفغانستان، وتنصح كل
البريطانيين هناك بمغادرة البلاد فورا”
.المصدر :مواقع اخبارية