الاخبار العاجلةسياسة

فايننشال تايمز: باكستان تغرق في فراغ السلطة وضربة تاريخية للمؤسسة العسكرية

قال تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن نجاح الموالين لحزب “حركة إنصاف” الباكستاني بقيادة رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان فاجأ الأحزاب السياسية الأخرى، ووجه ضربة تاريخية للنفوذ السياسي للجيش وهدد بمزيد من عدم الاستقرار في البلاد.

ونقل التقرير عن مراقبين أن ظهور حزب “حركة إنصاف” كأكبر حزب يوم الخميس يمثل رفضا نادرا “لتلاعب” الجيش القوي منذ فترة طويلة بالانتخابات في باكستان، مع تراجع الناخبين عن المحاولات العلنية المتزايدة لسحق حزب خان ومنعه من العودة إلى منصبه.

اقتراب موعد حاسم لمفاوضات مع صندوق النقد

وأضاف التقرير أن فراغ السلطة الناتج عن ذلك سيترك البلاد أقل قدرة على الحكم مع اقترابها من موعد نهائي حاسم لخطة إنقاذ جديدة لصندوق النقد الدولي.

ونسب إلى إليزابيث ثريلكيلد، الزميلة الأولى في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن قولها إنه “من المرجح أن يستغرق حل تداعيات هذه الانتخابات أسابيع.. مع نفاد الوقت لباكستان للعودة إلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”.

وقال محللون، وفقا للتقرير، إنهم يتوقعون أن يواصل الجيش الضغط من أجل النتيجة المفضلة، مع بدء خصوم خان محادثات الائتلاف بسرعة.

حزبا الرابطة والشعب

وأعلن حزب الرابطة الإسلامية الباكستاني المؤلف من رئيس الوزراء السابق نواز شريف الفائز بـ 75 مقعدا من جملة عدد مقاعد البرلمان البالغة 265، أنه سيشكل حكومة.

وبدأ حزب نواز شريف مفاوضات مع حزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء المقتولة بينظير بوتو، لإحياء الائتلاف الحاكم الذي خدم لفترة وجيزة بعد الإطاحة بخان كرئيس للوزراء.

وقال محللون إن شريف وبوتو زرداري يبدو أن لديهما أفضل فرصة لتشكيل حكومة ائتلافية. واستفاد شريف على وجه الخصوص قبل الانتخابات من قرارات قضائية متعددة ألغت حظرا مدى الحياة على توليه المنصب بعد إدانته بالفساد عام 2018.

محاولة لوقف المد الشعبوي

وقال خورام حسين، كاتب عمود مقيم في كراتشي، إن ما يراه هو هيكل السلطة المشترك لباكستان، ليس فقط الجيش ولكن القضاء وجميع الأحزاب السياسية الرئيسية، في محاولة لوقف المد الشعبوي المتمثل في حزب “حركة إنصاف”.

اقرأ ايضاً
حميدتي: ما يحدث في دارفور من تخريب ليس بعيدا عما يحدث في الخرطوم

وقلل حزب “حركة إنصاف” من احتمال تشكيل ائتلاف بنفسه، وتعهد بدلا من ذلك بإلغاء النتائج المتنازع عليها في المحكمة وإثبات أغلبيته. وكان هذا الحزب قد فاز بـ 101 من المقاعد.

وزعم الحزب أن لديه أدلة على تزوير واسع النطاق للأصوات سلبه الفوز بحوالي 70 مقعدا إضافيا، مع عملية الفرز التي شابتها التأخيرات، وانقطاع شبكة الهاتف المحمول وغيرها من المخالفات المزعومة، وأطلق طعون قانونية وحث على الاحتجاجات خارج مراكز الفرز، في حين دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيقات في التدخل المزعوم.

إخراج خان من السجن أولوية لحزبه

وستكون إحدى أولويات “حركة إنصاف” إخراج زعيمه، الذي تعتبر جاذبيته الشخصية أكبر فائز في الحزب، من السجن.

وقال محامون إنهم يتوقعون إلغاء هذه القضايا في محاكم عليا، لكن الحزب يدعي أن خان يواجه 200 تهمة أخرى، مما يجعل الإفراج السريع يبدو غير مرجح.

وقال التقرير إن باكستان، على الأقل، في وضع غير مستقر إلى حد ما، وتواجه أزمة اقتصادية خطيرة للغاية، إذ يبلغ معدل التضخم نحو 30%، والاحتياطيات الأجنبية آخذة في الانخفاض، وتحتاج إلى حلول سريعة، وبالتالي إلى حكومة مستقرة وقوية يمكنها الذهاب إلى صندوق النقد الدولي والتفاوض معه، وتنفيذ مختلف الإصلاحات الاقتصادية التي سيطلبها بلا شك.

وستتعرض البلاد إلى خطر التخلف عن السداد إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى