الاخبار العاجلةسياسة

بعد تصعيد حوثي ضد أبوظبي.. ما وراء زيارة السيسي إلى الإمارات؟

تأتي زيارة السيسي إلى الإمارات، الأربعاء، إلى الإمارات في ظروف استثنائية؛ بعد نحو أسبوع على هجمات مليشيا الحوثي التي استهدفت العاصمة أبوظبي.

وشارك السيسي في اجتماع رباعي جمعه مع محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومحمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي، إضافة إلى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى.

وبحسب بيان الرئاسة زيارة السيسي إلى الإمارات خلال المباحثات الرباعية “تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، وسبل تعزيز التنسيق والتعاون بين الأشقاء لدفع آليات العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة”.

وأكد بن زايد خلال اللقاء إشادته بموقف مصر تجاه الهجمات الحوثية على المواقع والمنشآت المدنية في دولة الإمارات.

من جانبه، أكد السيسي “إدانة مصر لأي عمل إرهابي تقترفه مليشيا الحوثي لاستهداف أمن دولة الإمارات وسلامتها واستقرارها ومواطنيها، ودعمها كل ما تتخذه الإمارات من إجراءات للتعامل مع أي عمل إرهابي يستهدفها في إطار موقف مصر الراسخ من دعم أمن واستقرار الإمارات العربية المتحدة والارتباط الوثيق بين الأمن القومي المصري وأمن الإمارات”.

وشدد الجانبان على ضرورة “مواصلة العمل معاً من أجل التصدي للتدخلات الإقليمية ومحاولات بث الفرقة والتقسيم بين دول المنطقة، والتعاون كونهما جبهة واحدة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية وعلى رأسها الإرهاب والدول الداعمة له”.

رسالة ودلالات

واعتبر خبراء أن زيارة السيسي إلى الإمارات هي رسالة لها دلالتها الخاصة بأن أمن البلدين واحد، “مع التأكيد على وحدة الصف العربي في ظل ما تعرضت له الإمارات من عدوان مليشيا الحوثي”.

وحول ذلك اعتبر وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، أن “زيارة الرئيس السيسي للإمارات هي أكبر دليل على مدى الأخوة بين البلدين”، مشيراً إلى أن “زيارة السيسي إلى الإمارات تأتي للتأكيد على وقوف مصر بجانب الإمارات بعد تعرضها لحادث غاشم من جماعة الحوثي الإرهابية”.

وأضاف وزير الخارجية المصري الأسبق لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية أن “مصر لا تألو جهداً في التأكيد على أن أمن الخليج العربي جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، وتؤكد هذه الزيارة أن ما تعرضت له الإمارات لا يمثل حدثاً عابراً، وإنما هو تهديد للأمن القومي العربي”.

وأشار إلى أن من “أهم الموضوعات التي ستتم مناقشتها بين السيسي وبن زايد، تسارع الأحداث على الحدود
الأوكرانية الروسية، إلى جانب التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية خلال الفترة المقبلة ودعم المسار الديمقراطي”.

أحداث متسارعة

من جانبه اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي، أن “زيارة السيسي للإمارات تحمل أجندة
مفتوحة، حيث تأتي في ظل أحداث متسارعة في المنطقة والعالم”، مشيراً إلى أنها “تحمل رسالة ردع لمن هم خلف الاعتداء الإرهابي الأخير على الإمارات”.

اقرأ ايضاً
اختراق شركة آبل من قبل قراصنة روس.. هل تنفذ الشركة مطالبهم؟

وأضاف هريدي للصحيفة الإماراتية أن “مصر تعلم من خلال رأس الدولة أنها يداً بيد مع الإمارات ولا يكتفي الرئيس
المصري بالحديث الهاتفي، وإنما يذهب بنفسه؛ في رسالة واضحة للجميع أن الأمن الإماراتي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري”.

ويقول المحلل السياسي جابر باقر: إن “من أبرز دلالات أهمية زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى
الإمارات في هذا الوقت، تزامنها مع عمليات إطلاق الصواريخ التي قامت بها مليشيات الحوثي على العاصمة أبوظبي
ودبي، كما تعد الزيارة نوعاً من أنواع الدعم المصري للإمارات أو رسالة موجهة للمليشيات الحوثية بأن مصر ستقف
مع دولة الإمارات في الدفاع عنها”.

ويشير، في حديثه ، إلى أن “مشاركة ملك البحرين في الاجتماع الرباعي قد تأتي أهميتها من أن مملكة البحرين تقع
في دائرة الاستهداف الحوثي مستقبلاً”.

وحول طبيعة الدعم الذي يمكن أن تقدمه مصر للإمارات يعتقد باقر أنه “قد يكون دعماً لوجستياً أكثر مما
هو عسكري، مثل الدعم الفني والدعم بخبراء عسكريين وغيرها”.

ويضيف في حديثه أن “إرسال مصر جنودها إلى خارج البلاد يعد أمراً بعيداً، لأن ذلك متعلق بمجلس النواب
المصري وكذلك موافقة هذا القرار مع قوانين الدستور المصري، لذلك قد تكون هذه الخطوة صعبة”.

الجانب الاستراتيجي

بدوره أكد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي “أهمية الزيارة التي يقوم بها السيسي إلى الإمارات؛ كونها تأتي في
إطار تأكيد الدعم العربي لدولة الإمارات وحرص مصر على تعزيز التلاحم العربي في مواجهة الإرهاب الحوثي”.

وجدد “العسومي”، في بيان له الأربعاء 26 يناير، “التأكيد على دعم البرلمان العربي للإمارات وتضامنه الكامل
معها، وفي كل الإجراءات التي ستتخذها في إطار حقها للرد على الاعتداء الحوثي الغادر على أراضيها، والذي
يتنافى مع جميع الأعراف والقوانين الدولية والقيم الإنسانية”.

وأشار رئيس البرلمان العربي إلى “إدانته الكاملة لأي عمل إرهابي تقترفه مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من
إيران لاستهداف أمن واستقرار وسلامة دولة الإمارات العربية المتحدة ومواطنيها”، مشدداً على أن “أمن الإمارات
واستقرارها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي”

ودعا المجتمع الدولي إلى “اتخاذ موقف صارم ضد مليشيات الحوثي وتصنيفها كجماعة إرهابية تضر بالأمن والسلم
الدوليين”، مشدداً على “ضرورة أن يضطلع بدوره ومسؤولياته في هذا الصدد”.

ويؤكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة المصرية، في تصريح صحفي، أن “الجانب الأمني
والاستراتيجي للزيارة لا يقل أهمية عن الجانب السياسي، حيث تحرص مصر دائماً على الحفاظ على أمن الإمارات
القومي، وكل دول الخليج العربي، لأن المنطقة العربية تشترك في المصير الأمني والسياسي”.

ويلفت الخبير السياسي إلى أن “مصر تنقل تأييدها الكامل للإمارات في كافة الخطوات التي ستتخذها الثانية في الفترة
المقبلة لحماية نفسها من الاعتداءات الحوثية وكل أشكال الإرهاب المحتمل”

المصدر:مواقع اخبارية+راي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى