الهند.. حزب مودي يأمر المسؤولين بالحذر الشديد في الحديث عن الدين وسط غضب متصاعد بالعالم الإسلامي

تواصلت الإدانات للتصريحات المسيئة للرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- إذ أعلنت إندونيسيا أكبر دولة إسلامية استدعاء السفير الهندي لديها لإبلاغه احتجاجها على التعليقات التي صدرت عن مسؤولَين بالحزب الحاكم في الهند، فيما طالب الحزب زعماءه بتوخي “الحذر الشديد” عند الحديث عن الدين في المنتديات العامة.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية توكو فايزاسيا لوكالة الصحافة الفرنسية أنه تم استدعاء السفير الهندي لدى جاكرتا، مانوج كومار بهارتي أمس الاثنين، وسُلّم شكوى حكومية بشأن الخطاب المعادي للمسلمين.

وأصدرت الوزارة بيانا على تويتر الاثنين تدين فيه بشدة “التعليقات المسيئة غير المقبولة” التي أدلى بها “سياسيان هنديان” بشأن الرسول الكريم.

وقال العضو البارز في مجلس العلماء الإندونيسي، سودارنوتو عبد الحكيم في بيان صدر الاثنين، إن التصريحات “غير المسؤولة والفظة أضرت بمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم”. وأضاف أنها تعارض قرار مكافحة الإسلاموفوبيا الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في مارس/آذار الماضي.

من جهة أخرى، أعرب رئيس وزراء باكستان شهباز شريف -عبر تغريدة على تويتر- عن انزعاجه من تصاعد العنف الطائفي والكراهية ضد المسلمين في الهند.

وتأتي هذه الإدانات في سياق غضبة رسمية وشعبية في العالم الإسلامي، حيث طالبت دول عديدة الحكومة الهندية بالاعتذار واستدعت السفراء الهنود لديها للاحتجاج رسميا على تلك التصريحات.

وقالت منظمة التعاون الإسلامي -المؤلفة من 57 دولة- إن هذه الإساءات تأتي “في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين بها والتضييق عليهم، خاصة في ضوء مجموعة من القرارات بمنع الحجاب في المؤسسات التعليمية في عدد من الولايات الهندية وعمليات هدم لممتلكات المسلمين، إضافة إلى تزايد أعمال العنف ضدهم”.

مقاطعة البضائع الهندية

وعلى المستوى الشعبي، عاد وسم “مقاطعة المنتجات الهندية” ليتصدر الوسوم الصاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في دول الخليج، حيث طالب ناشطون بالمقاطعة نصرة للرسول الكريم.

ففي الكويت، أعلنت جمعية الجهراء مقاطعة المنتجات الهندية في الأسواق المركزية والفروع، كما أزالت جمعية العارضية التعاونية البضائع الهندية من رفوف متاجرها ونشرت مقطع فيديو يظهر لافتات تقول “تم رفع المنتجات الهندية”.

وكتبت الصحفية القطرية ابتسام آل سعد على تويتر “سوف أساهم في مقاطعة المنتجات الهندية وأردد إلا رسول الله يا مودي أنت وغيرك من حشرات السياسة”.

من جهة أخرى، ناشد مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية الأمة الإسلامية -أفرادا وجماعات ومؤسسات وحكومات- أن يهبوا إلى نصرة نبيهم، صلى الله عليه وسلم، بكل ما يقدرون عليه، من مقاطعة المنتجات الهندية، وطرد العمالة الهندوسية، إلى حين صدور اعتذار رسمي عن تلك التصريحات المسيئة.

إجراءات الحزب الحاكم

وفي الهند، وجّه زعماء حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي -الذي يرأسه رئيس الوزراء ناريندرا مودي- المسؤولين إلى توخي “الحذر الشديد” عند الحديث عن الدين في المنتديات العامة.

ونقلت وكالة رويترز عن اثنين من زعماء الحزب الحاكم أن هذه التوجيهات الشفهية أبلغت لأكثر من 30 من كبار المسؤولين وبعض الوزراء الفدراليين المصرح لهم بالمشاركة في النقاشات التي تستضيفها القنوات الإخبارية الهندية التي تبث غالبا على الهواء مباشرة لملايين المشاهدين.

ونقلت الوكالة نفسها عن قيادي بارز في الحزب ووزير في الحكومة الهندية قوله “لا نريد أن يتحدث مسؤولو الحزب بطريقة تؤذي المشاعر الدينية لأي طائفة… يجب ضمان نشر مبادئ الحزب بطريقة متطورة”.

وحزب بهاراتيا جاناتا هو أكبر حزب سياسي في العالم من حيث عدد الأعضاء، إذ يبلغ عددهم حوالي 110 ملايين معظمهم من الهندوس.

وقد اضطر الحزب أمام ردود الفعل الغاضبة في العالم الإسلامي، إلى تعليق عضوية المتحدثة باسمه نوبور شارما يوم الأحد، إثر تصريحاتها المسيئة للرسول الكريم، كما فصل الحزب متحدثا آخر باسمه هو نافين كومار جندال بعدما كتب تعليقات مماثلة على تويتر، سرعان ما حذفها.