الاخبار العاجلةسياسة

مقال بنيوزويك: كراهية روسيا للغرب وأوكرانيا أغرقتها في نكسة جيوسياسية

نشرت مجلة نيوزويك (Newsweek) مقالا للكاتب أريل كوهين سلط فيه الضوء على ما وصفه بجذور إخفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإستراتيجي في أوكرانيا مع دخول الحرب شهرها الرابع. وأشار في تقييمه لتداعيات الحرب العسكرية والإستراتيجية والاقتصادية إلى استغراب الكثيرين وتساؤلهم عما كان يفكر فيه الرئيس الروسي عندما أمر بهذا الغزو.

ورأى الكاتب -وهو زميل غير مقيم في المعهد الأطلسي الأميركي- أن الكراهية العمياء للغرب وأوكرانيا تربك حسابات روسيا الإستراتيجية، وأغرقتها في نكسة جيوسياسية، حتى لو تحسن موقعها في خط المواجهة في نهاية المطاف.

وأشار إلى أن الرؤية التي تتنكر للشعب الأوكراني، واعتداءات الكرملين الناجمة عنها ليست شيئا جديدا، وأن فظائع هذه الحرب تنبع من سوء الفهم المظلم لدى العديد من نخب موسكو فيما يتعلق بمصير روسيا وتاريخها وجغرافيتها السياسية.

وأضاف أن وجهة النظر هذه ترفض إمكانية التعايش والتعاون المنسجمين مع الغرب، ولا تتعلق هذه الحرب بأوكرانيا بقدر ما تتعلق بمكانة روسيا في النظام الدولي.

ولفت الكاتب إلى أن بوتين، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، كان يحاول القضاء على ثقافة أوكرانيا وشعبها ووجودها المادي، لأنه يؤمن بأن أوكرانيا تنتمي إلى روسيا، حتى أنه يسميها مالوروسيا، أي روسيا الصغيرة.

الكراهية العمياء للغرب وأوكرانيا تربك حسابات روسيا الإستراتيجية وقد تغرقها في نكسة جيوسياسية، حتى لو تحسن موقعها في خط المواجهة في نهاية المطاف

ويرى الكاتب أن بوتين مخطئ استنادا إلى وجهة النظر التاريخية، فأوكرانيا وروسيا ليستا كيانا واحدا، لأن أوكرانيا لها تاريخها المميز. فعندما كانت موسكو مستنقعا للغابات البكر، كانت كييف مركز حضارة متكاملة مع أوروبا من خلال النبلاء ذوي الجذور الإسكندنافية والتأثير الديني والدبلوماسي البيزنطي.

اقرأ ايضاً
تكشف عجز إسرائيل الكبير.. هكذا يحصل المقاومون في الضفة على السلاح

وعلق بأن نظام بوتين يقوم بشكل مخادع باستخدام التاريخ كسلاح لأنه هو ودائرته الداخلية من خريجي المخابرات الروسية أو الحزب الشيوعي، لا يستطيعون تحمل عالم تكون فيه أوكرانيا جزءا من أوروبا.

ويرى الكاتب أن ازدراء بوتين للديمقراطية الليبرالية، التي تصورها هو والرئيس الصيني شي جين بينغ على أنها عقبة يجب التغلب عليها، أدى إلى عزل روسيا ودفعها نحو الصين.

وأشار الكاتب إلى أن بوتين أخطأ بشكل فادح في تقدير ردود فعل قادة الغرب وكذلك ردود فعل الرأي العام والصين وأوكرانيا وحتى قدراته العسكرية، وسمح لكراهيته العمياء للغرب وأوكرانيا بأن تخيم بظلالها على براعته التحليلية.

وأضاف أن بوتين قام بمفرده بتوسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) من حيث لا يدري، ليشمل فنلندا والسويد، وحفز التماسك الأوروبي وأعاد عسكرة ألمانيا، ودمر الاقتصاد الروسي، ودفع روسيا إلى قبضة الصين القوية، والأهم من ذلك أعاد تنشيط النظام الديمقراطي الغربي بعد 3 عقود من الاعتلال. واختتم مقاله ساخرا بأن هذا ليس بالأمر السيئ بالنسبة لمقدم سابق في المخابرات السوفياتية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى