الاخبار العاجلةسياسة

وول ستريت جورنال: القومية الهندوسية تهدد صعود الهند كأمة

انتقد مقال بصحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) القومية الهندوسية بأنها تهدد صعود الهند كأمة. ويرى كاتبه ساداناند دوم أنه ليس من الذكاء الجيوسياسي أن يسخر المسؤولون في الحزب الحاكم من دين الشركاء التجاريين والإستراتيجيين للبلاد. وتساءل هل يمكن للسياسات الداخلية المشحونة بالهند أن تعرقل تحول البلاد إلى قوة عالمية رائدة؟

وأجاب بأن النزعة القومية الهندوسية الحادة المتزايدة لحزب بهاراتيا جاناتا أشعلت العداء الديني داخل البلاد، والآن تعقد العلاقات خارج الحدود الهندية أيضا.

وأشار في ذلك إلى التعليقات المهينة التي أدلى بها مسؤولو الحزب مؤخرا حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي أثارت غضب الدول ذات الأغلبية المسلمة في الخليج العربي وأماكن أخرى، والتي تسعى الهند إلى إقامة علاقات دبلوماسية أوثق معها.

ولفت دوم إلى أن القضية اتخذت بعدا دوليا عندما استدعت قطر والكويت وإيران الأحد الماضي سفراء الهند لتقديم إيضاحات؛ وبدأت وسوم “مقاطعة المنتجات الهندية” و”أوقفوا إهانة النبي” في الظهور على تويتر بدول الخليج؛ وبدأت المحلات التجارية في البحرين والسعودية بإزالة المنتجات الهندية من رفوفها؛ وأعلن مفتي عُمان أن “الوقاحة والفظاظة الفاحشة” لمسؤولي حزب بهاراتيا جاناتا ترقى إلى “حرب ضد كل مسلم في شرق الأرض وغربها”.

الهند ستظل تواجه الواقع الصارخ المتمثل في أنها لا تستطيع تحمل عداء العالم الإسلامي، لأن نحو ثلثي مواطنيها بالخارج يعيشون في دول مجلس التعاون الخليجي الست

ونبه الكاتب إلى أن الهند ستظل تواجه الواقع الصارخ المتمثل في أنها لا تستطيع تحمل عداء العالم الإسلامي، لأن نحو ثلثي مواطنيها في الخارج (8.9 ملايين من 13.6 مليون شخص) يعيشون في دول مجلس التعاون الخليجي الست.

اقرأ ايضاً
تكرارا لتجربة فورد ونيكسون.. هل يعفو بايدن عن ترامب في حال إدانته؟

ووفقا لمعهد سياسة الهجرة، وهو مركز أبحاث في واشنطن، استأثرت دول مجلس التعاون الخليجي في السنوات الأخيرة بأكثر من نصف تحويلات الهند البالغة 87 مليار دولار تقريبا.

ويعد الخليج أيضا من بين أكبر الشركاء التجاريين للهند. إذ في العام الماضي بلغت التجارة البينية مع دول مجلس التعاون الست 87.4 مليار دولار، أي أكثر من التجارة البينية للهند مع الاتحاد الأوروبي أو دول جنوب شرق آسيا. كما يوفر الشرق الأوسط أكثر من نصف واردات الهند من النفط والغاز.

وختم الكاتب مقاله بأن كل هذا يعني أنه حتى لو لم يكن من النفاق أن ينتقد أنصار حزب بهاراتيا جاناتا معاقبة المسؤولين عن الإساءة للإسلام والمسلمين، فسيكون من الغباء أن يهين مسؤولو الحزب الحاكم الشخصيات الدينية الإسلامية الموقرة. وقد يكره القوميون الهندوس المتشددون فكرة تملق الهند لقطر والسعودية، لكن رئيس الوزراء ناريندرا مودي يعرف ذلك أفضل من اختيار معركة لا يمكنه الفوز بها.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى