الاخبار العاجلةسياسة

مبادرون لأجل فلسطين.. تكريم كويتي لرافضي التطبيع في الفعاليات الرياضية والأدبية

الكويت-  لم يعد انسحاب أي لاعب أو مفكر كويتي من الفعاليات المختلفة لوجود منافسين إسرائيليين خبرا مفاجئا بعد أن باتت سياسة دائمة في التعامل مع كافة الفعاليات التي تشهد مشاركة كويتية.

ففي اختبارات عدة نجحت صلابة أبناء الشعب الكويتي خلال الفترة الماضية في مواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، تأكيدا على الموقف الشعبي والرسمي الثابت للبلاد على مناهضة التطبيع حتى حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

وتعد مبادرة “مبادرون لأجل فلسطين”، التي أطلقتها جمعية المحامين الكويتية بالتعاون مع عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني، لتكريم الكويتيين المناهضين للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، خير دليل على تلك الصلابة في مواجهة موجات التطبيع بالمنطقة.

ووصف الأديب والكاتب الكويتي ناصر الدوسري مبادرة تكريم المقاطعين بالرائعة باعتبارها تحفز وتؤكد ثبات الموقف الشعبي الكويتي من رفض التطبيع. وأعلن إلى جانب عدد من زملائه مقاطعتهم لـ “مهرجان طيران الإمارات للآداب” في فبراير/شباط الماضي اعتراضا على مشاركة كاتب إسرائيلي في أنشطة المهرجان.

لاعب الشطرنج بدر الهاجري يرفض مواجهة الإسرائيليين (الصحافة الكويتية)
لاعب الشطرنج بدر الهاجري يرفض مواجهة الإسرائيليين في البطولات المختلفة (الصحافة الكويتية)

موقف واضح

وشدد الدوسري، في تصريحات خاصة للجزيرة نت، على رفضه التطبيع والتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وأنه لا يعترف به، كما أنه “ضد انتهاك المقدسات وتهجير الناس واستعمار أراضيهم وقتل الأرواح البريئة” مشيرا إلى أنه وجد الثناء والتشجيع وكل عبارات الفخر من عائلته وأصدقائه وزملائه المؤلفين من كافة أقطار الأمة العربية.

أما البطل الكويتي في لعبة الشطرنج بدر الهاجري، الذي أعلن انسحابه في مايو/أيار الماضي من منافسات بطولة صنواي الدولية للشطرنج في إسبانيا، بعدما أوقعته القرعة في مواجهة أحد لاعبي الاحتلال الإسرائيلي، فعبر عن فخره بالانسحاب من البطولة، مشددا على أن المبادرة الجديدة بتكريم المقاطعين تعد محفزة للكثيرين داخل وخارج الكويت.

وقال الهاجري، في تصريح للجزيرة نت، إن التكريم الذي دعت إليه مؤسسات المجتمع المدني، يعني له الكثير، فهي مبادرة طيبة من الجهات المعارضة للتطبيع، “وأفخر بانسحابي من مواجهة اللاعب الإسرائيلي وعدم الاعتراف به وبكيانه”.

وأضاف أن مناصرة القضية الفلسطينية واجب على كل مسلم غيور على دينه ومقدساته، هي قضية أُمة وليست دولة، داعيا جميع اللاعبين العرب والمسلمين للإنسحاب من جميع المباريات الرياضية إذا ما أوقعتهم القرعة في مواجهة لاعبين إسرائيليين.

وأوضح أنه لن يتردد في أي مسابقة مهما كانت من تكرار هذا الانسحاب مجددا، وعدم مواجهة أي شخص من دولة الاحتلال التي تدنس المقدسات الإسلامية.

يوسف الكندري يؤكد على تكريم رافضي التطبيع (الصحافة الكويتية)
الكندري يؤكد أهمية تكريم رافضي التطبيع (الصحافة الكويتية)

مناهضة التطبيع

أما المنسق الإعلامي لـ “مبادرون لأجل فلسطين”، يوسف الكندري، فأكد أن المبادرة تهدف إلى الاحتفاء وتكريم وتثبيت مواقف الكويتيين الأبطال الذين أعلنوا ترفعهم عن مواجهة لاعبي الاحتلال في المباريات أو المهرجانات الأدبية أو المعارض، ويتركون المحافل التي يشترك فيها لاعبو الاحتلال.

وأضاف الكندري، في تصريح للجزيرة نت، أن الكثير من الجهات الشعبية تقوم بتكريم الأبطال بصفة مستمرة لكن بشكل فردي، لذلك تم عمل هذه المبادرة حتى تكون جماعية ينضوي تحتها أكبر عدد ممكن من هذه المؤسسات ليحصل المكرمون على الحفاوة الكبيرة والتكريم المناسب بسبب موقفهم الذي يوصل صوت الشعب الفلسطيني في المناسبات المختلفة.

اقرأ ايضاً
استمرار الغزل المتبادل.. الخارجية الإسرائيلية تلمّع صورة محمد بن سلمان

وأشار إلى أن تدشين هذه المبادرة جاء تزامنا مع ذكرى الحرب الدفاعية في يونيو/حزيران 1967، وسيكون التكريم من نصيب من قام بالمقاطعة خلال هذا العام حتى الآن، موضحا أن المبادرة حريصة على أن يتم تكريم كل من كان له موقف مشرف فرديا وجماعيا.

وأضاف أن التكريم هذا العام سيشمل 12 كويتيا وكويتية في مختلف مجالات وصور مناهضة التطبيع، لافتا إلى أن هذه المبادرة شعبية بامتياز، فهي من مؤسسات المجتمع المدني “لكننا نعمل تحت مظلة المؤسسات والوزارات الحكومية، فضلا عن أن توجه البلد ابتداء من القيادة السياسية ومجلس الأمة ورجال الدولة ضد التطبيع بشكل كامل”.

وأكد المنسق الإعلامي لـ “مبادرون لأجل فلسطين” أن الهدف من المبادرة أن يكون لها استدامة، وأن تكون هناك رسالة بين فترة وأخرى تعلن بشكل واضح وعلى أعلى المستويات أن الكويت داعمة للقضية الفلسطينية وضد التطبيع، وأن أبناء الكويت لن ينسوا قضية الأمة وهي على رأس أولوياتهم ولن يستبدلوها ببعض الفوز أو الميداليات في المحافل المتنوعة، بل ينحازون لقضيتهم المركزية.

المهندسة جنان الشهاب رفضت حضور معرض إكسبو دبي 2020 (الصحافة الكويتية)
المهندسة جنان الشهاب ألغت مشاركتها في معرض “إكسبو دبي 2020” رفضا للتطبيع  (الصحافة الكويتية)

لائحة المكرمين

وستشمل لائحة المكرمين 12 كويتيا وكويتية، وهم الأدباء ناصر الدوسري ومنى الشمري وعلي جعفر وأحمد الزمام، الذين أعلنوا مقاطعتهم لـ “مهرجان طيران الإمارات للآداب” في فبراير/شباط الماضي، اعتراضا على مشاركة كاتب إسرائيلي في أنشطة المهرجان. كما ألغت المهندسة جنان الشهاب مشاركتها في معرض “إكسبو دبي 2020” رفضا للتطبيع مع إسرائيل.

ولاعب التنس محمد العوضي (14 عاما) الذي رفض اللعب أمام منافس إسرائيلي، خلال البطولة الدولية للمحترفين تحت سن 14 في دبي، يناير/كانون الثاني الماضي. والرياضي الكويتي عبد الرزاق البغلي، الذي انسحب من سباق “الموتوسيرف” (رياضة مائية) في بطولة أبوظبي الدولية، في مارس/آذار الماضي، رفضا لمواجهة لاعب إسرائيلي.

ولاعب المنتخب ‫للمبارزة محمد الفضلي، الذي انسحب من بطولة العالم للمبارزة في “دبي” أبريل/نيسان الماضي رفضا لمواجهة لاعب إسرائيلي، وكذلك اللاعب حسين النصار الذي انسحب من بطولة العالم للمبارزة في دبي.

وتشمل لائحة المكرمين أيضا اللاعبة خلود المطيري، التي انسحبت من بطولة تايلند الدولية، في فئة سلاح المبارزة على الكراسي المتحركة، في مايو/أيار الماضي، لرفضها مواجهة لاعبة إسرائيلية دعماً منها للقضية الفلسطينية.

وكذلك اللاعب ناصر الفرج بعد انسحابه من بطولة الجوجيتسو (الفنون القتالية اليابانية) في هنغاريا مايو/أيار الماضي رفضا لمواجهة لاعب إسرائيلي، والبطل في لعبة الشطرنج بدر الهاجري، الذي انسحب في مايو/أيار الماضي، من منافسات بطولة صنواي الدولية للشطرنج المقامة في إسبانيا، بعدما أوقعته القرعة في مواجهة أحد لاعبي دولة الاحتلال الإسرائيلي.

يذكر أن أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح أصدر في 5 يونيو/حزيران 1967 مرسوما بإعلان قيام الحرب الدفاعية بين دولة الكويت والعصابات الصهيونية بفلسطين المحتلة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى