الاخبار العاجلةسياسة

عائلته تروي للجزيرة نت تفاصيل استشهاده.. قوات الاحتلال تقتل شابا فلسطينيا داخل بيته

القدس المحتلة – “محمد ابني استشهد يا شباب، فتح الباب وضربوا طلق (رصاصة) في رأسه على طول وهيهم بكسروا بالدار، أنا بكفر عقب محاصر يا عالم، ابني مستشهد، وأرسلوا لنا إسعافات إلى الدار”. بصوت راجف متأثر سجّل إبراهيم الشحام رسالته الصوتية هذه وأرسلها فجر اليوم، ودماء نجله محمد تحيط به، بعد أن نزف حتى الموت.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت منزل عائلة الشحام في بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة، في الساعة الثالثة والنصف فجر اليوم الاثنين، ثم أطلقت الرصاص على الشاب محمد الشحام (21 عاما) من مسافة صفر، وتركته ينزف 40 دقيقة أمام عائلته، قبل أن تأخذ جثمانه.

قتل بالخطأ

يؤكد والد الشهيد للجزيرة نت أن الاحتلال تعمّد تصفية نجله، نافيا ما تداولته المواقع العبرية عن محاولة محمد طعن الجنود ناشرة صورة لسكين داخل البيت. ويرد الأب المكلوم قائلا “قال الجنود لي بعد إعدامه، إن ذلك حدث بالخطأ وإن بيتنا ليس المستهدف، ثم تفاجأنا باتهامه بمحاولة الطعن، كل هذا ليغطي الاحتلال على جريمته، كيف يمكن لشاب نائم أن يستقبل طارق بيته لطعنه بسكين فواكه؟”.

هُجّرت عائلة الشحام من مدينة اللد عام 1948، ولجأت إلى مخيم قلنديا شمال القدس، ليسكن بعدها إبراهيم داخل بيت في حي المدارس ببلدة كفر عقب قرب المخيم، مع أبنائه الستة، 3 منهم أكفاء من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

%D9%A5 3
والدة الشهيد محمد (وسط) تقول إن جنود الاحتلال منعوها من وداع ابنها (الجزيرة)

صفوا دمه على المغسلة

يجلس الوالد إبراهيم في مقر اللجنة الشعبية بمخيم قلنديا، يتحدث للإعلام ويستقبل المعزين بنجله الشهيد الذي لم يستطع وداعه أو دفنه، بعد أن احتجز الاحتلال جثمانه في مكان غير معلوم للعائلة.

اقرأ ايضاً
وزارة الخارجية الكويتية توافق على عبور خمسة آلاف أفغاني في طريقهم إلى أمريكا

يحبس الرجل دموعه ويعيد تفاصيل الجريمة لكل من سأله، حيث روى للجزيرة نت “كنت نائما فسمعت طرقا شديدا على الباب، كان محمد أول المتقدمين نحو الباب لأن بقية أشقائه أكفاء لا يرون، فجأة ودون مقدمات بدأ الجنود بإطلاق النار، اختبأت أنا وأبنائي، وأصاب الرصاص محمد في رأسه، بدؤوا بعدها بضربنا وداسوا على ابني الكفيف، ثم رفعوا قدمي محمد قرب المغسلة لتصفية دمه”.

%D9%A4 15
شقيقة الشهيد ترتب غرفته بعد أن خربها جنود الاحتلال (الجزيرة)

ويتابع والد الشهيد متعجبا “ابني لم يكن مطلوبا أو مستهدفا، عند الاقتحام كانت تنتظر خارج البيت مركبتا إسعاف فلسطينية، وأخرى عسكرية تابعة لجنود الاحتلال، لكنهم تركوه ينزف ومنعوا إسعافه، فكيف يقولون أن قتله كان بالخطأ؟”.

في مسرح الجريمة داخل بيت الشحام، بدت جلية بقايا الدماء على الأرض، وآثار الرصاصات في الحائط، وفي صدر البيت جلست والدة محمد تشم قميصه وتبكي، وسط حالة من الصدمة والذهول لدى أشقائه وشقيقته الصغرى ريماس، التي بدأت باكية بترتيب غرفته التي خربها الجنود.

ابتسامة الوداع

بالكاد تحدثت والدة الشهيد إلى الجزيرة نت وسط انهيار وتأثر شديدين قائلة “فجروا باب المنزل وظنناهم لصوصا، قتلوا محمد بسلاح كاتم للصوت، لبست حجابي وخرجت نحو المدخل ورأيت دخانا وأضواء ليزر، ثم وقعت عيناي على ابني محمد ينزف على الأرض، أمسكت بيده فدفعني الجندي وأخرجني مع أبنائي خارج المنزل، عندها نظر محمد إلى أخته وابتسم ابتسامته الأخيرة”.

تشم الأم دماء ابنها ثانية وتجهش بالبكاء قائلة “محمد أسد، سند إخوته، محمد بهجة قلبي وكل شيء في حياتي، يدنا ورجلنا، اتفقنا على أن نزوجه هو وأخوه الكبير بشهر 12 القادم، نام محمد البارحة وأوصاني أن أوقظه الساعة 4 فجرا ليذهب إلى العمل قبل الازدحام، لكن الموت أيقظه، حدث كل شيء بلمح البصر”.

بعد ارتقائه، نعت حركة فتح في مخيم قلنديا الشهيد محمد عبر مآذن المخيم وبلدة كفر عقب، معلنة أن اليوم سيكون يوم مواساة لذويه في “ساحة الشهيد”، ويوم حداد وإضراب تجاري شامل.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى