الاخبار العاجلةسياسة

إيكونوميست: الصومال على شفا مجاعة.. والسبب الجفاف والحرب في أوكرانيا

أفاد تقرير بمجلة “إيكونوميست” (Economist) البريطانية أن الصومال أصبح على شفا مجاعة تهدد حياة مئات الآلاف من سكانه، وذلك بسبب عوامل عديدة من أبرزها موجة الجفاف القاسية التي تضرب البلاد وتداعيات الحرب في أوكرانيا.

وأشارت المجلة إلى أن موجة جفاف هي الأسوأ منذ 4 عقود أدت إلى تلف المحاصيل الزراعية وقتل الماشية في كل من الصومال وإثيوبيا وكينيا، وبات أكثر من 18 مليون شخص في المنطقة يكافحون للعثور على ما يسدّ رمقهم من الطعام، وسط ارتفاع في نسبة وفيات الأطفال في البلدان الثلاثة.

وبحسب إيكونوميست، فإن الصومال الهشة ستكون الأكثر تضررا من موجة الجفاف هذه، إذ يرى محمد عبدي عضو المجلس النرويجي للاجئين (مؤسسة خيرية) أنه “إذا لم نفعل شيئًا في الوقت الراهن، فإننا سنتحدث (فيما بعد) عن مئات الآلاف من الوفيات” في الصومال.

وتلعب المشاكل السياسية والفقر في الصومال دورا في أزمة الغذاء التي تعصف بالبلد، لكنَّ العوامل الداخلية ليست وحدها السبب، فهناك عوامل خارجية، من بينها تغير المناخ الذي يبدو أنه المسؤول عن شيوع حالات جفاف بهذا الحجم، والغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبب في أزمة غذاء عالمية.

000 323N663
تداعيات الحرب في أوكرانيا أدت لتقليص المساعدات الإنسانية للصومال (الفرنسية)

تداعيات الحرب فاقمت الوضع

وتستورد الصومال نحو 80% من احتياجاتها الغذائية. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول يناير/كانون الثاني الماضي، أدى ارتفاع تكاليف الشحن لاقتراب أسعار الغذاء المحلية من المستويات التي وصلت إليها خلال المجاعة التي ضربت البلاد عام 2011 بسبب الجفاف، والتي تسببت في وفاة نحو 250 ألف شخص نصفهم من الأطفال.

وتشير المجلة إلى أن الحرب في أوكرانيا وما أسفرت عنه من ارتفاع في أسعار الوقود، أدت إلى زيادة أسعار المواد الغذائية وجعلت شراء القوت اليومي للصوماليين الذين يعيشون على ما تنتجه أراضيهم الزراعية أكثر تكلفة، كما جعلت من الصعوبة بمكان تقديم المساعدة لهم من قبل سكان المدن.

اقرأ ايضاً
اليمن والحلول... أبواب «التحالف» وأقفال إيران

كما أدى ارتفاع أسعار الحبوب إلى زيادة تكلفة المساعدات المقدمة للصومال. فمنذ بداية الحرب في أوكرانيا، ارتفعت الفواتير التشغيلية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بنسبة 44%، وتمكّن المانحون من تقديم 30% فقط من المبلغ الإجمالي الذي تقول الأمم المتحدة إنها بحاجة إليه لتجنب وقوع كارثة في الصومال، والذي يبلغ 1.5 مليار دولار.

ويشير تقرير إكونوميست إلى أن بريطانيا أوقفت مؤخرًا المساعدات التي تراها غير ضرورية، لتجنب حدوث عجز في ميزانيتها التي أرهقتها تكلفة المساعدات الإنسانية المخصصة لأوكرانيا. ونتيجة لكل ما سبق، يجد عمال الإغاثة في الصومال أنفسهم مضطرين لاتخاذ قرارات صعبة بشأن من يساعدون ومن يرفضون تقديم يد العون لهم من السكان.

تقاعس خطير

وتقول المجلة إن نحو 7 ملايين شخص في الصومال -أي أكثر من 40% من سكان البلاد- يكافحون للحصول على ما يسدّ رمقهم من الطعام. ووفق تقديرات عمال الإغاثة، فإن نحو 1.4 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، فيما قضى مئات الأطفال -وربما الآلاف- بسبب المجاعة الحالية.

وتشير إلى أن هذا الوضع لم يؤد إلى إعلان رسمي عن حدوث مجاعة في الصومال، وهو مصطلح تقني يستخدم فقط عندما يتجاوز الوضع في بلد ما مجموعة من العتبات المتعلقة بسوء التغذية وندرة الغذاء ومعدلات الوفيات، لكن الوضع في الصومال قريب من هذه المستويات في بعض المناطق وقد تجاوزها في مناطق أخرى.

وتخشى المجلة من أنه عندما يتم استيفاء جميع المعايير لإعلان المجاعة في الصومال، فإن من المؤكد أن يكون الأوان قد فات لتفادي وقوع الكارثة، وهو السيناريو الذي حدث في السابق. فعندما تم الإعلان عن حدوث مجاعة في الصومال عام 2011، وهو الإعلان الذي أطلق سيلًا من تمويل المانحين، كانت نصف الوفيات المتوقعة قد حدثت بالفعل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى