الاخبار العاجلةسياسة

واشنطن بوست: تاجر الموت فيكتور بوت.. لماذا تصر روسيا على الإفراج عنه؟

اسمه فيكتور بوت (55 عاما)، ويلقب بـ”تاجر الموت”، ويتحدث 6 لغات على الأقل، وهو أشهر تجار الأسلحة في عصره، متهم بالاتجار في الأسلحة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، وأجج صراعات شهيرة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وظل قابعا في سجن بولاية إلينوي الأميركية منذ 2008 بعد أن حكم عليه بالسجن 25 عاما، وبلاده روسيا تصر على عودته إليها، لماذا؟

يقول تقرير لصحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) الأميركية إن موسكو وواشنطن ربما تتبادلان أسرى قريبا، وليس هناك شك في أن فيكتور بوت سيكون أكبر جائزة للمسؤولين الروس الذين احتجوا على سوء معاملته منذ اعتقاله من قبل إدارة مكافحة المخدرات الأميركية عام 2008 في تايلند.

ونقل التقرير عن ستيف زيسو محامي بوت تحذيره في يوليو/تموز الجاري من أنه لن يتم تبادل أي أميركي ما لم تتم إعادة فيكتور بوت إلى وطنه.

مكافأة الصمت

وأوضح أن روسيا اشتكت من أن بوت وقع في شرك إدارة مكافحة المخدرات، إلا أن العديد من المسؤولين والمحللين الأميركيين يعتقدون أنها غاضبة لأن له علاقة وطيدة مع المخابرات العسكرية الروسية “جي آر يو” (GRU) الشهيرة بتنفيذ عمليات جريئة وخطرة، وقد اتهمت في السنوات الأخيرة بكل شيء، من قرصنة الانتخابات إلى اغتيال المعارضين.

ونفى بوت أي ارتباط له مع وحدة المخابرات العسكرية الروسية، وكذلك أي علاقات مع مسؤولين روس.

ويشير التقرير إلى أن هذا التكتم من قبل بوت ورفضه التعاون مع السلطات الأميركية -حتى وهو جالس لأكثر من عقد منعزلا وحيدا في زنزانة على بعد آلاف الأميال من منزله في موسكو- هما اللذان يدفعان موسكو إلى مكافأته.

ونقل عن سايمون سارادجيان -من مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفارد- قوله إن بوت لم يكن ليدير مثل هذه الأعمال التجارية الضخمة للتهريب بدون حماية حكومية، لكنه لم يتحدث عن ذلك مطلقا، لذلك فإن الحكومة الروسية حريصة على استعادته حتى تظل الأمور على هذا النحو.

الوطن الأم لن ينساك

وقال الخبير في الأمن الروسي مارك غاليوتي إن تحرير بوت سيبعث رسالة إلى الآخرين -الذين قد ينتهي بهم الأمر في ورطة- مفادها أن الوطن الأم لن ينساك، مضيفا أن استعادة الروس له بنجاح ستعتبر انتصارا، والكرملين يبحث في الوقت الحالي عن انتصارات.

وقالت المحللة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا مؤسسة مجموعة “آر بوليتيك” (R.Politik) للتحليل السياسي إن بوتين يريد شيئا أعمق من المكاسب السياسية “لدينا كلمة خاصة في اللغة الروسية تصف أشخاصا مثل بوت وهي “svoi” وتعني “إنه منا”، إنه شخص عمل للوطن الأم، على الأقل في نظر الحكومة”.

اقرأ ايضاً
بالفيديو- رفض التجنيد في روسيا وصل لدرجة قتل ضابط في سيبيريا

وأوضح التقرير أنه بعد وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفياتي أصبح بوت مثل كثيرين آخرين رأوا فرصة للربح وسط الفوضى، وتحول إلى رجل أعمال، استخدم أسطولا صغيرا من طائرات “أنتونوف إن- 8” السوفياتية الصنع لتأسيس شركة شحن جوي، وكان على ما يبدو على استعداد لتحمل مخاطر لا يفعلها الآخرون، وذلك بالطيران إلى مناطق الحرب والدول الفاشلة.

ويُعتقد أيضا أن بوت كانت لديه إمكانية الوصول إلى شيء أكثر قيمة من الطائرات، وهو معرفة مصير مخابئ الأسلحة الهائلة للاتحاد السوفياتي.

تاجر الموت

وبحلول عام 2000 كان بوت أحد أشهر المهربين في العالم، وأطلق عليه في البرلمان البريطاني لقب “تاجر الموت الأول”، وورد اسمه في تقارير الأمم المتحدة لتزويده حركة متمردة في أنغولا وتشارلز تايلور في ليبيريا بالأسلحة، ثم دعم حرب أهلية مدمرة في سيراليون المجاورة.

ولفت بوت انتباه إدارة كلينتون إلى أنه كان يعطل عمليات السلام التي كان الرئيس الأميركي يدعمها في جميع أنحاء أفريقيا، وفي بعض الأحيان كان يسلح طرفي النزاع.

ووفقا للعديد من الروايات، تراجع بوت عن أعنف أعماله في تجارة الأسلحة، وبدأ يعيش في غوليتسينو، وهي بلدة صغيرة خارج موسكو، وفي 2008 زاره -لسوء حظه- صديقه أندرو سموليان الذي كان عميلا سابقا للمخابرات الجنوب أفريقية وأصبح يعمل في وقت زيارته لبوت مع إدارة مكافحة المخدرات الأميركية.

إنها معركتي

تم القبض على بوت في وقت لاحق في تايلند، إذ تم تسجيل حديث له سرا من قبل إدارة مكافحة المخدرات لتنظيم شراء 100 صاروخ أرض-جو، و20 ألف بندقية من طراز “AK-47” (إيه كيه-47)، و20 ألف قنبلة يدوية، و740 قذيفة هاون، و350 بندقية قنص، و5 أطنان من متفجرات “سي-4” (C-4)، و10 ملايين طلقة ذخيرة لأشخاص يعتقد أنهم عملاء للقوات المسلحة الثورية الكولومبية “فارك” (FARC).

وفي عام 2011 أدانت محكمة فدرالية في نيويورك بوت بارتكاب تهم عدة، بما في ذلك التآمر لقتل مواطنين أميركيين.

وعندما قال عملاء إدارة مكافحة المخدرات الأميركية الذين تظاهروا بأنهم مشترون لـ”فارك” إن الأسلحة ستُستخدم ضد طياري القوات الجوية الأميركية العاملين مع الحكومة الكولومبية قال لهم بوت “إنهم نفس أعدائي، إنها معركتي”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى