اقتصاد

ألمانيا بوضع أفضل ومخزون كبير بفرنسا.. هل توفر أوروبا احتياجاتها من الغاز قبل الشتاء؟

قال المستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم الثلاثاء، إن بلاده حسّنت أمن إمدادات الطاقة لديها بسبب الإجراءات الحكومية التي تم اتخاذها في الوقت المناسب.

وأوضح شولتز للصحفيين في العاصمة برلين، أن “أمن الطاقة في وضع أفضل بكثير مما كنا عليه قبل بضعة أشهر”.

وأضاف “على عكس العام الماضي، منشآت تخزين الغاز ممتلئة الآن بأكثر من 80%، وسنواصل جهودنا لملء هذه المواقع”، وأكد أن العديد من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم تم إعادة تنشيطها أيضا لتوفير الغاز في الشتاء المقبل.

وقال المستشار الألماني إن الحكومة تدرس أيضا تمديد عمل آخر 3 محطات للطاقة النووية في البلاد.

وحددت برلين سلسلة من الأهداف في يوليو/تموز الماضي لكي تصل مخزونات الغاز إلى 95% بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أي قبل بداية الشتاء.

وتخطط ألمانيا لتنفيذ مجموعة من إجراءات توفير الطاقة ابتداء من مطلع سبتمبر/أيلول المقبل استعدادا لاضطرابات محتملة في واردات الغاز الروسي بسبب موقف برلين من الحرب في أوكرانيا.

وبينما كانت ألمانيا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 50% من مجمل الاستهلاك قبل الحرب، تراجعت الإمدادات حاليا إلى متوسط 30%.

معالم الخطة الألمانية

ووفق خطة الحكومة، لن يتم تسخين المباني الحكومية بأكثر من 19 درجة مئوية، وسيتم إيقاف الماء الساخن في هذه المباني، باستثناء المستشفيات والمرافق الاجتماعية، كما لن يتم تدفئة الممرات والغرف قليلة الاستخدام في المباني الإدارية.

وتشمل الخطة إطفاء الأضواء في المباني الحكومية والمعالم الأثرية التي يتم استخدامها لأغراض جمالية فقط.

وأعلن وزير الاقتصاد روبرت هابيك أول أمس الأحد أن خزانات الغاز تمتلئ “أسرع من المتوقع” على الرغم من الانخفاضات الحادة في الإمدادات الروسية.

وقالت وزارته إن هدف التخزين الذي حددته الحكومة لأكتوبر/تشرين الأول عند 85% “يُتوقع أن يتم الوصول إليه في بداية سبتمبر/أيلول المقبل”.

اقرأ ايضاً
وزير مالية السعودية: 2020 غير عادية والقلق لا يزال موجوداً

ماذا عن فرنسا وبلغاريا؟

وفي فرنسا أعلنت شركة الطاقة “إنجي” (Engie) في بيان مقتضب أن شركة “غازبروم” الروسية العملاقة أبلغتها بخفض إضافي وفوري لشحناتها من الغاز “بسبب خلاف بين الطرفين على تطبيق العقود”، مما يثير مخاوف بشأن إمدادات فصل الشتاء على الرغم من وجود كميات كبيرة مخزنة.

وكانت شحنات الغاز الروسي لإنجي انخفضت بشكل كبير منذ بداية الحرب في أوكرانيا؛ حيث بلغت مؤخرا 1.5 تيراوات في الساعة فقط شهريا.

ويرتبط هذا الرقم بـ”إجمالي الإمدادات السنوية في أوروبا التي تزيد على 400 تيراوات ساعة” لشركة إنجي، كما يقول مورد الغاز الرئيسي في فرنسا الذي تمتلك الدولة الفرنسية حصة فيه بنحو 24%.

وذكرت شركة إنجي اليوم الثلاثاء أنها اتخذت تدابير لتكون قادرة على إمداد عملائها حتى في حال انقطاع شحنات غازبروم.

والخميس الماضي تجاوز مخزون الغاز الفرنسي عتبة الملء بنسبة 90% لفصل الشتاء وفقا لمنصة “أغرغيتيد غاز ستورج إنفينتوري” (Agregated Gas Storage Inventory) الأوروبية.

وفرنسا في طريقها لتحقيق هدفها بتأمين الغاز بنسبة 100% بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

أما في بلغاريا فقد بدأت السلطات هناك محادثات مع شركة غازبروم الروسية لإحياء عقد لاستيراد الغاز من أجل التصدي لأزمة نقص الغاز.

وقال جالاب دونيف القائم بأعمال رئيس الوزراء -في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الاثنين “- نريد أن نكمل الاتفاقية التي لدينا بالفعل حتى نهايتها”.

وكانت غازبروم قد علقت كل الإمدادات إلى بلغاريا في نهاية أبريل/نيسان الماضي، على الرغم من العقد الموقع بين الجانبين حتى نهاية 2022، بسبب رفض الحكومة في صوفيا آنذاك دفع مقابل الغاز بالروبل الروسي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى