الاخبار العاجلةسياسة

لوتان: أوكرانيا.. 4 سيناريوهات لحرب حاسمة محفوفة بالمخاطر

بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي كعملية خاطفة كما يريدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكنها ستدخل شهرها السابع، ولا يزال من المرجح أن يستمر الصراع والدبلوماسية صامتة، في وضع محفوف بالمخاطر.

بهذه المقدمة افتتحت صحيفة “لوتان” (Le Temps) السويسرية مقالا بقلم سيمون بيتيت، استعرض فيه 4 سناريوهات للحرب الروسية الأوكرانية التي قال إن جبهاتها بدأت تراوح مكانها مع دخولها النصف الثاني من سنتها الأولى.

السيناريو الأول.. الجبهات تراوح مكانها

مع اقتراب غزو أوكرانيا من دخول النصف الثاني من سنته الأولى، فإن الوضع بالجبهات ظل ثابتا، مع بقاء 20% من الأراضي الأوكرانية تحت الاحتلال، مع سيطرة القوات الروسية إلى حد كبير على الوصول إلى البحر الأسود، وذلك يخنق أوكرانيا اقتصاديا ويبتز العديد من بلدان العالم التي تعتمد على الحبوب الأوكرانية.

وفي مواجهة خطر الهجوم الأوكراني المضاد لاستعادة خيرسون، تحوّل مركز ثقل الحرب. ولكن جان مارك ريكلي، مدير المخاطر الناشئة في مركز جنيف للسياسات الأمنية، يرى أن ميزان القوى الحالي يصعب مهمة أوكرانيا في استعادة محافظة خيرسون وعاصمتها التي لم تصمد أصلا أمام الغزاة، حسب تعبيره.

وفي حرب المواقع التي يجب أن يكون عدد المهاجمين فيها أكثر بـ3 مرات من المدافعين، يشك ميشيل ويس، الباحث في الأكاديمية العسكرية للمعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا، في اقتراب هجوم أوكراني مضاد، ليبقى “الجيشان في حالة توقف عملياتي”، وتحاول قوات الجانبين إعادة البناء بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها، كما يقول جان مارك ريكلي.

وحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فقد الجيش الروسي بين 70 و80 ألف جندي بين قتيل وجريح، و”لأن روسيا لديها قوة نيران متفوقة، فمن المحتمل أن تكون الخسائر الأوكرانية أكبر من خسائر الروس”، كما يشير ميشيل ويس، بعيدا من 9 آلاف قتيل الحصيلة التي أعلنتها كييف يوم الاثنين.

السيناريو الثاني.. روسيا تواصل القضم

وقد تعلّم الجيش الروسي من أخطائه الأولية -كما تقول الكاتبة- وتحولت الحرب تدريجيا إلى حرب استنزاف، ولكن روسيا تواصل قصفها وإن تضاءلت حدّته، آملة في قضم أوكرانيا، ويقول ميشيل ويس “ليس هدف موسكو التقدم بسرعة، بل إضعاف القوات الأوكرانية لأنها تعتقد أن الوقت الآن في مصلحتها”.

ومع أن الولايات المتحدة تواصل دعم الجيش الأوكراني بشكل كبير، فإن “الدعم الأوروبي باستثناء تدريب الجنود الأوكرانيين بدأ يتلاشى شيئا فشيئا” كما يرى ميشيل ويس، بخاصة أن الدول الأوروبية تبدو متوجسة مع اقتراب الشتاء ومخاطر نقص الكهرباء، بعد أن بقي زمام المبادرة بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجال الغاز الحيوي الذي لم يخضع للعقوبات بسبب الاعتماد القوي لبعض دول الاتحاد الأوروبي عليه مثل ألمانيا.

اقرأ ايضاً
السياسة أم الاقتصاد؟.. عودة السفير الإماراتي لطهران بعد 6 سنوات من سحبه

السيناريو الثالث.. أوكرانيا تستعيد زمام المبادرة

وفي مواجهة القوة النارية الروسية، بدأت الأسلحة الغربية تُحدث تأثيرات -كما تقول الكاتبة- فأصبحت ضربات الجيش الأوكراني أكثر دقة، واستهدفت الإمدادات الروسية، حتى إنها تمكنت من ضرب شبه جزيرة القرم لأول مرة، وهو ما يراه ميشيل ويس “عملا مذهلا لكنه رمزي بالأساس، لأنه يهدف إلى الحفاظ على الروح المعنوية الأوكرانية والدعم الخارجي”.

ويرى جان مارك ريكلي أن “القوات الروسية كلما تقدمت وابتعدت عن قواعدها الخلفية، أصبحت أضعف”، مضيفا أن “احتلال الأراضي شيء والاحتفاظ بها شيء آخر”، بخاصة أن موسكو أعلنت عن استفتاءات تهدف إلى ضم المناطق المحتلة إلى الاتحاد الروسي، لكن لم يُنفّذ ذلك حتى الآن.

ورأت الكاتبة أن كل شيء في النهاية يعتمد على الدعم الغربي، ولا سيما الأميركي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة يمكنها إجبار الأوكرانيين على التفاوض، إذا رأت أن روسيا قد أضعفت بما فيه الكفاية.

 

السيناريو الرابع.. امتداد للحرب

هذا هو السيناريو الأسوأ الذي قد يدفع البلدان الجديدة إلى الصراع -كما تقول الكاتبة- وهو قفزة إلى المجهول ستجر أوروبا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى صراع مباشر مع روسيا، مع تصعيد نووي محتمل، مع أن “خطر استخدام الأسلحة الذرية قد انخفض إلى حد ما”، حسب جان مارك ريكلي بعد أن بلغت التوترات ذروتها في أواخر فبراير/شباط عندما وضعت روسيا قواتها النووية في حالة تأهب قصوى.

وبوجه عام، “لا تزال مخاطر اندلاع حريق معمم بالدرجة نفسها من الارتفاع”، حسب تقديرات ميشيل ويس، لأن “الحرب في أوكرانيا تستجيب لعدد من القواعد غير المعلنة، مثل عدم استخدام الأسلحة الغربية لضرب الأراضي الروسية”.

ولا يتردد ميشيل ويس في الحديث عن حرب بالوكالة بين الدول الغربية وروسيا، ويستغرب ألا تكون هناك قوات خاصة غربية في أوكرانيا، ليخلص إلى أن “الحرب بالوكالة هي أفضل وصف للواقع الحالي”، موضحا أن “المواجهة مع روسيا ستستمر لسنوات وقد تجاوزت أوكرانيا، ومن ثم يجب أن نستعد لها”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى