الاخبار العاجلةسياسة

قبل 10 أسابيع من المعركة الكبرى.. السباقات التمهيدية توحي بشراسة انتخابات الكونغرس القادمة

واشنطن – أظهرت نتائج الانتخابات التمهيدية التي جرت الثلاثاء في ولايات نيويورك وفلوريدا وأوكلاهوما أن خريطة انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني القادم غير محسومة لصالح الجمهوريين، كما كان يعتقد الكثير من الخبراء.

وتمثل انتخابات الثلاثاء آخر أهم السباقات التمهيدية داخل الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، وذلك قبل المواجهات الشرسة بين مرشحيهما في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

وفي العادة تنتهي انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس بنتائج بائسة للحزب الحاكم، لكن الديمقراطيين يأملون بتغيير هذا العرف السياسي الذي دأب عليه الناخبون الأميركيون.

ويحتاج الجمهوريون للفوز بـ5 مقاعد إضافية لاستعادة أغلبية مجلس النواب، ومقعد واحد فقط في مجلس الشيوخ، من هنا ستشهد الانتخابات التي ستجري بعد 10 أسابيع الكثير من الإثارة والترقب.

جمهوري سابق ضد جمهوري ساطع

تمثل أهم نتائج هذه الدورة الانتخابية في اختيار الديمقراطيين في ولاية فلوريدا النائب “تشارلي كريست” لحمل بطاقة الحزب في التنافس على منصب حاكم الولاية، وتحدي الحاكم الجمهوري والنجم الصاعد في صفوف الجمهوريين “رود دي سانتيس”، في مهمة لن تكون سهلة.

وسبق أن خدم تشارلي حاكما لولاية فلوريدا تحت راية الحزب الجمهوري من 2007 إلى 2011، وذلك قبل أن يغير ولاءه الحزبي وينتقل لصفوف الديمقراطيين.

من جانبه، جمع دي سانتيس مبلغ 132 مليون دولار للانتخابات العامة، وهو مبلغ قياسي لمرشح لمنصب حاكم ولاية. ويُعد دي سانتيس ثاني أكثر الجمهوريين شعبية في الوقت الحاضر بعد الرئيس السابق دونالد ترامب.

ويعتقد الكثير من المراقبين أن دي سانتيس قد يكون مرشحا للانضمام للسباق الرئاسي كنائب لدونالد ترامب في انتخابات 2024.

استغلال الديمقراطيين لقضية الإجهاض

تشكل قضية الإجهاض طوق نجاة للديمقراطيين، وقد تمنحهم شريان حياة في الانتخابات القادمة. ومنذ أن ألغت أغلبية القضاة المحافظين في المحكمة العليا الحق الدستوري على المستوى الفدرالي للمرأة في الحصول على الإجهاض، دفعت القضية إلى بث قدر كبير من الحماس في صفوف الديمقراطيين.

وشهد الديمقراطيون زيادة في التبرعات وتحسنت أرقامهم في استطلاعات الرأي. وأصبح العديد من السباقات التمهيدية استفتاء على الإجهاض بعد حكم المحكمة العليا، خاصة مع تزايد المشاركة النسائية بين الناخبين.

اقرأ ايضاً
مجلس الأمن يدين بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي استهدفت دولة الإمارات

وفي الوقت الذي يتوقع فيه الجمهوريون انهيارا كبيرا في صفوف الحزب الديمقراطي في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني بما يمنحهم الأغلبية في مجلس النواب على الأقل، مستغلين ارتفاع نسب التضخم وانخفاض معدلات شعبية الرئيس جو بايدن، أصبح لدى الديمقراطيين أسباب للتفاؤل على عكس موقفهم في بداية هذا العام.

ودفع فوز مؤيدي توسيع حقوق الإجهاض في الانتخابات التمهيدية لولاية كانساس قبل أسابيع إلى جعل قضية حقوق الإجهاض قضية رئيسية في انتخابات الكونغرس القادمة. من ناحية أخرى، يحاول الجمهوريون تركيز أجندة السابق الانتخابي حول ارتفاع مستويات التضخم والجريمة وانهيار نظام الهجرة.

الخلافات الأيديولوجية داخل الحزبين

فاز مرشحو المؤسسة الديمقراطية التقليدية والأكثر اعتدالا في العديد من الدوائر، في حين كان العكس صحيحا في الكثير من الدوائر الجمهورية إذ فاز الكثير من ممثلي التيار الترامبي اليميني بالحزب. وفاز الكثير من المرشحين المؤيدين لادعاءات ترامب الانتخابية، رغم أن العديد منهم يفتقرون إلى الخبرة السياسية.

ورغم تحقيق عدد من ممثلي التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي بعض الانتصارات على التيار التقليدي داخل الحزب، فإن هناك اتفاقا واسعا بينهما على الخطوط العريضة للأجندة الديمقراطية.

وعلى النقيض، لا يجمع الكثير بين الجمهوريون من أتباع ترامب وأنصار التيار التقليدي بالحزب. وقد فاز عدد من أنصار ترامب مدعومين فقط بالتقرب منه، في حين تنقصهم الخبرة السياسية ذات القيمة.

وقد أدى ذلك إلى تشكيك زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ “ميتش ماكونيل” في “جودة مرشحي” حزبه في مجلس الشيوخ. ومن بين المرشحين المدعومين من ترامب مرشحون أمامهم سباقات صعبة في ولايات متأرجحة مثل هيرشل ووكر في جورجيا، وجي دي فانس في أوهايو، ومحمد أوز في بنسلفانيا.

وكانت قوة ترامب قد ظهرت في الهزيمة المدوية التي لحقت بالنائبة “ليز تشيني” الأسبوع الماضي، عندما فازت مرشحة يمينية تُنكر فوز بايدن بانتخابات 2020.

غير أن ترامب تعرض كذلك لبعض الهزائم خاصة في ولاية جورجيا حين فشل في الإطاحة بالحاكم “براين كيمب” الذي رفض إلغاء انتخابات 2020 في ولايته ومنحها لترامب.

ويترك فوز مرشحي ترامب تهديدا كبيرا أمام شرعية العملية الانتخابية في الولايات المتحدة إذا رفض هؤلاء الاعتراف بالنتيجة حال تعرضهم للهزيمة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى