الاخبار العاجلةسياسة

مستقبل الحرب في أوكرانيا.. خبراء يستعرضون احتمالات كلها قاتمة

بعد مرور عام على بدء “العملية العسكرية الخاصة” الروسية في أوكرانيا، هناك عدة احتمالات لمستقبل هذه الحرب، فهل سنشهد “صراعا طويل الأمد” أم تسوية قسرية أم “انهيارا روسيًّا يؤدي إلى هزيمة شاملة”؟ وهل ستساعد الدبابات الغربية الموعودة الجيش الأوكراني على شن “هجوم مضاد” أم تتحول الأمور إلى “حرب مواقع وتبادل دائم للقصف”؟

سألت صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية 5 خبراء عن تصورهم لنتائج هذه الحرب، وذلك بمناسبة الذكرى الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، فجاءت الردود على النحو التالي كما نقلها جان فيليب ليفيف.

لا أحد يستطيع الانتصار

شكك كامي غراند، وهو باحث ورئيس قسم الدراسات الدفاعية في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية ونائب الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، في قدرات كلا الجانبين، ومن بين 3 احتمالات ممكنة من منظور عسكري، رجح الفرضية الأولى لديه وهي “الحرب الدائمة” التي لا يستطيع أي طرف الانتصار فيها، معتقدا أن كل طرف قد يظنها في مصلحته لاعتباراته الخاصة.

وتقوم الفرضية الثانية -حسب الخبير- على أن الأوكرانيين الذين لا يذكرون خسائرهم قد يكونون مرهقين أكثر مما هو متصور، ومن ثم سينتهي الأمر بإجبارهم على قبول حل وسط، وإن كان هذا الاحتمال غير مقبول سياسيا وغير وارد، نظرا لتصميمهم ودعم الغرب الثابت لهم.

أما الفرضية الأخيرة فهي أن يستطيع الجيش الأوكراني الذي يتمتع بمعنويات أفضل وتدريب أفضل ومعدات ذات جودة أفضل أن يحدث اختراقا في نقطة ما من الجبهة، متسببا في انهيار روسي جديد يؤدي إلى هزيمة عامة تجبر موسكو على البحث عن مخرج من الحرب.

ومن جانبه فإن ميشيل غويا، المؤرخ العسكري والعقيد السابق في القوات البحرية الفرنسية، بعد طرحه احتمال انهيار روسي في الجنوب الأوكراني ونقل المعركة إلى شبه جزيرة القرم، لا يرى أن أي طرف قادر على فرض نصر كامل، ولذا فإن الفرضية الأكثر احتمالا برأيه هي استمرار الوضع الراهن لفترة طويلة جدا، بعدها يمكن للتحول السياسي إما إعادة إطلاق الحرب أو البحث عن السلام.

انهيار سياسي في روسيا

أما آنا كولين ليبيديف، وهي محاضرة في العلوم السياسية ومتخصصة في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي، فترى أن احتمال الانهيار السياسي في روسيا وإن كان لا يحظى بقدر كبير من الإجماع، لا ينبغي استبعاده، وذلك بسبب عزلة روسيا الاقتصادية، ونقص العمالة جراء تعبئة وهروب جزء من السكان المؤهلين، مع أن هذا يتوقف على الكيفية التي ينظر بها المواطنون الروس إلى هذه الحرب لأن التضحية ستكون على قدر التهديد.

اقرأ ايضاً
الإمارات تدين وزيرة إسرائيلية لإنكارها وجود شعب فلسطيني

حرب كبيرة

ومن جانبه، يعتقد جان سيلفستر مونغرينيه، الباحث في المعهد الفرنسي للجغرافيا السياسية وعضو معهد “توماس مور”، أن الروس يهدفون إلى أبعد من دونباس، وأنهم يجمعون الوسائل البشرية والاقتصادية والصناعية اللازمة لغزو المنطقة بأسرها، ولا يزال هدفهم هو محو أوكرانيا من الخريطة، خاصة أن من يديرون روسيا من قدامى المحاربين في الحرب الباردة، وهم يريدون إعادة تشكيل المجموعة الجغرافية التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتي، وتدمير ما يسمونه هيمنة “الغرب الجماعي” وإمالة مركز الثقل العالمي نحو أوراسيا، حول محور صيني روسي جديد.

بالإضافة إلى ذلك، يلوح في الأفق هجوم أوكراني مضاد، مع وصول الدروع الثقيلة والخفيفة وأنظمة جديدة مضادة للدبابات والطائرات وصواريخ بعيدة المدى، خاصة أن القوى الغربية تعيد النظر في الخطوط الحمراء لروسيا، وبعد أن كانوا يخشون أن يؤدي تسليم الأسلحة إلى صراع نووي أصبحوا يرون أنه لا يزال لديهم مجال كبير للمناورة.

حالة جمود وتبادل دائم لنيران المدفعية

أما جان كلود ألار، القائد السابق لقوة كوسوفو والباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية، فلا يرى أن الروس لديهم النية والوسائل لمحاولة الاستيلاء على كييف مرة أخرى، بل سيكون همهم إكمال غزو دونباس، ثم يسعون بعد ذلك للاحتفاظ بمواقعهم، كما أن الأوكرانيين ليست لديهم مصلحة في الدفاع عن كل متر مربع من أراضيهم بأي ثمن، ولكن مع استعادة زمام المبادرة بفضل المساعدات الغربية قد يهددون شبه جزيرة القرم، وعندئذ ستتخذ روسيا جميع الإجراءات اللازمة لإغراق أي هجوم تحت طوفان من النيران.

وخلص إلى أن الفرضية الأكثر ترجيحا باعتقاده هي حالة الجمود في الصراع على طول الخط المحصن، من دون أن تسكت المدافع، بل سيكون الأمر حرب مواقع مع تبادل دائم للمدفعية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى