اخبار العالم

تركيا تطالب اليونان بالتحلي بالحكمة والابتعاد عن تأجيج الكراهية


أثارت تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أكد فيها أن معاهدة لوزان المبرمة في عام 1923 والتي حددت سيادة بلاده على جزر في بحر إيجة لن تتغير ولو بعد قرون غضباً في تركيا التي طالبت جارتها بالتحلي بالحكمة والتوقف عن تأجيج الكراهية عبر تحريف الحقائق التاريخية.
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان الجمعة، إن تنظيم السلطات اليونانية أنشطة تحت مسمى «كارثة آسيا الصغرى» والإدلاء بتصريحات بعيدة عن الواقع ومنافية للعقل، يهدف إلى صرف الأنظار عن الهزيمة التي مُني بها الجيش اليوناني قبل قرن إبان احتلاله للأناضول والجرائم الهمجية التي ارتكبها ضد الإنسانية.
واعتبر البيان أن اليونان تحاول توجيه الرأي العام المحلي لديها وتضليل المجتمع الدولي «عبر الأكاذيب وتحريف الأحداث التاريخية»، لافتاً إلى أن اليونان أقرت بارتكابها جرائم ضد الإنسانية، وإلزامها بدفع تعويضات، من خلال المادة 59 في معاهدة لوزان، والتي جاء فيها: «تقر اليونان بالتزامها بإصلاح الأضرار الناجمة عن أفعال الجيش اليوناني أو الإدارة اليونانية في الأناضول، بما يتعارض مع قوانين الحرب»، وذلك على خلفية المجازر الجماعية بحق المدنيين في الأناضول والدمار الذي تسببت به.
وأضافت الخارجية التركية، في بيانها، أن اليونان، التي لم تستخلص العبرة من التاريخ بأي شكل، تواصل ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية أمام مرأى العالم في يومنا عبر ترك المهاجرين المستضعفين، وبينهم نساء وأطفال، للموت في بحر إيجة.
وتابع البيان أن تركيا ستواصل تذكير اليونان بـ«وصمات العار» في تاريخها وتلك المتعلقة بالوقت الحاضر، وشرح الحقائق للمجتمع الدولي… و«ندعو اليونان مجددا إلى التحلي بالحكمة والتخلي عن تأجيج الكراهية عبر تحريف الحقائق».
وكان رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس قد اتهم تركيا، خلال كلمة ألقاها في افتتاح فعالية بعنوان «كوارث آسيا الوسطى» ليل الخميس – الجمعة، تركيا بانتهاك معاهدة لوزان، قائلاً إن عليها أن تفهم أن معاهدة لوزان ستكون سارية لقرون قادمة ولن تتم مراجعتها.
وأضاف أن اليونان بدبلوماسيتها وتحالفاتها، وكذلك بالدرع الرادعة لقواتها المسلحة تضمن وستضمن الامتثال لقواعد لوزان، مشيراً إلى أن معاهدة لوزان سمحت لبلاده بالتعايش مع جيرانها، وحدث هذا رغم انتهاك تركيا للعناصر اليونانية في القسطنطينية وإمبروس وبوزكادا واقتلاعها.
وتابع ميتسوتاكيس أن تركيا بتشكيكها في حقوقنا السيادية، فإنها تقوض الترتيبات الواضحة لهذه المعاهدة… و«يجب أن يفهم الجانب الآخر من بحر إيجة أن هذه المعاهدة ستبقى سارية لقرون عديدة قادمة بمقتضى التاريخ والجغرافيا والشرعية والاستقرار الدولي».
واتهمت تركيا، جارتها وحليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، اليونان، مراراً بانتهاك أحكام معاهدة لوزان واتفاقية باريس اللتين وُقعتا بعد الحرب العالمية الأولى، واللتين منحتا اليونان حقوق السيادة على جزر في بحر إيجة بشرط عدم تسليحها. وتقول تركيا إن اليونان تسلح الجزر وتهدد بفتح مسألة السيادة عليها للمراجعة من جانب الأمم المتحدة.
وتصاعدت حدة التوتر بين الجارتين في الأسابيع الأخيرة على خلفية اتهامات تركيا لليونان بالتحرش بمقاتلاتها من طراز «إف 16» فوق بحر إيجة لدى عودتها من المشاركة في مهمة للناتو في 23 أغسطس (آب) الماضي وتتبعها عبر منظومة «إس 300» روسية الصنع المملوكة لليونان والمنصوبة في جزيرة كريت في البحر المتوسط.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليونان بـ«احتلال» جزر بحر إيجة، وهدد باقتحامها من جانب القوات التركية، قائلاً: «عندما يلزم سنأتي ذات ليلة على حين غرة».
ورداً على تصريحات ميتسوتاكيس عن استمرار معاهدة لوزان وعدم السماح بمراجعتها، قال نائب الرئيس التركي، فؤاد أوكطاي، إن «اليونان تحاول كل يوم انتهاك مجالنا الجوي وتسلح جزراً غير عسكرية وفقاً للاتفاقيات الدولية، كما تلقي المهاجرين وطالبي اللجوء، وبينهم نساء وأطفال في بحر إيجة ما يتسبب في موتهم… فهل نحن الطرف الذي يثير التوتر عندما نقول: «اتخذوا قراراتكم» و«لا تنسوا إزمير» (في إشارة إلى انتصار القوات التركية على اليونان في إزمير منذ 100 عام)… اليونان تتصرف بتهور».
وعلق أوكطاي أن ميتسوتاكيس رد على تصريح الرئيس إردوغان الذي قال فيه قد نأتي ذات ليلة على حين غرة، قائلاً: «لا تأتي في الليل، تعال أثناء النهار»، قائلاً: «ألا يعلم (ميتسوتاكيس) أنه عندما تظهر تركيا رد فعلها في بحر إيجة فإن نهار اليونان سيكون ليلاً على أي حال… إذا فعلت تركيا ما هو ضروري بالنسبة للاتفاقيات الدولية فسوف يتساقط الثلج على الأطراف التي تثق بها اليونان، أولئك الذين يجرونهم في هذه المغامرات، أولئك الذين يبدون ودودين بالطبع ثم يختفون على الفور، ولهذا نقول دائماً لليونان ومن وراءها: «لا تنسوا إزمير».

اقرأ ايضاً
كييف تؤكد حاجتها لـ«مئات الدبابات» لتحرير أراضيها من روسيا



منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى