رياضة

عادل السليمي للجزيرة نت: مونديال قطر فرصة تاريخية للمنتخبات العربية ونقص التحضيرات حرم تونس من النجاح في “فرنسا 98”

يجرّ المهاجم السابق لمنتخب تونس عادل السليمي خلفه مسيرة لافتة مع نسور قرطاج، إذ إنه كان أحد عناصر جيل بارز للكرة التونسية ومساهما في عودتها للواجهة قاريا وعالميا؛ وذلك ببلوغ نهائي كأس أمم أفريقيا 1996 للمرة الثانية في تاريخ النهائيات والتأهل لكأس العالم “فرنسا 1998” بعد غياب 20 عاما عن المونديال.

وخاض السليمي 71 مباراة دولية سجل خلالها 20 هدفا كما مثّل بلاده في كأس العالم 1998 و2002 قبل أن يتفرغ للتدريب، حيث خاض تجارب فنية في تونس وقطر قبل تعيينه في أغسطس/آب الماضي مدربا لمنتخب تونس للشباب.

وتحدث السليمي في حوار للجزيرة نت، عن كأس العالم 2022 في قطر، معتبرا أنه سيشكل حافزا كبيرا للمنتخبات العربية، كما استقرأ حظوظ المنتخب التونسي في المجموعة الرابعة واسترجع في جانب آخر من الحوار ذكريات مشاركاته السابقة مع نسور قرطاج وخاصة في نسختي كأس العالم 1998 و2002.

وهذا نص الحوار:

لا شك أن استضافة قطر لكأس العالم هو شرف كبير يتجاوز البعد المحلي ليشمل كل العالم العربي، فالجميع في قطر يتحدث عن كونه “مونديال العرب”، ومن المؤكد أن احتضان هذا الحدث الرياضي الأعظم، هو بالنسبة إلى الدول العربية مناسبة قد لا تتكرر كثيرا في تاريخ كرة القدم، وبالتالي فهذا العامل سيكون دافعا كبيرا وفق تقديري للمنتخبات العربية للعبور إلى الدور الثاني.

لكن في المقابل نحن كعرب مطالبون بدخول المسابقة بكامل الجدية والجاهزية لأن المنتخبات العربية ستكون أمام منافسين لهم مكانتهم في الكرة العالمية وهنا أذكر المنتخب الهولندي في المجموعة الأولى التي يوجد فيها المنتخب القطري أو المنتخبين الفرنسي والدانماركي اللذين سيكونان على طريق منتخبنا التونسي في المجموعة الرابعة، فضلا عن الأرجنتين وبولندا في مواجهة السعودية، وبلجيكا وكرواتيا الفريقين المدججين بالنجوم وسيكونان وجها لوجه مع المنتخب المغربي.

  • كيف تتوقع مونديال 2022 على المستوى التنظيمي والصورة التي ستقدمها قطر للعالم ككل خلال هذا الحدث؟

خضت تجربتين تدريبيتين في قطر في نادي المرخية ثم الخور، وأملك فكرة عن الرياضة في قطر وخصوصا كرة القدم والمنشآت والملاعب الرياضية هناك، أعتقد أن هذه المكاسب تطورت كثيرا في الأعوام الأخيرة بالتوازي مع اقتراب موعد انطلاق النهائيات.

قبل أقل من عام من الآن، وتحديدا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 كنت ضمن الجهاز الفني لمنتخب تونس الذي بلغ نهائي كأس العرب للمنتخبات في الدوحة وكانت تلك النسخة العربية بمثابة الإعداد لاستضافة المونديال وحققت نجاحا كبيرا آنذاك، وهذه كلها مؤشرات أولية على أن كأس العالم قطر 2022 ستكون نسخة مبهرة للجميع من الناحية التنظيمية والرياضية.

  • كيف ترى حظوظ نسور قرطاج في مشاركتهم السادسة بالمونديال؟

النجاح في كرة القدم يتطلب الثقة والعزيمة والطموح، لكنه يستوجب أيضا التحلي بحد أدنى من الواقعية، لذلك علينا الإقرار بأن طريق المنتخب التونسي لن تكون سهلة، نحن نواجه بطل العالم وحامل اللقب، المنتخب الفرنسي الذي يملك في صفوفه أفضل اللاعبين في كبرى الدوريات الأوروبية خصوصا في خط الهجوم وهنا أكتفي بذكر كيليان مبابي وكريم بنزيمة وأوليفييه جيرود وأنطوان غريزمان وغيرهم.

اقرأ ايضاً
شاهد- هدف غريب في تأهل شتوتغارت بكأس ألمانيا

وقبل ملاقاة منتخب فرنسا، سنباري الدانمارك وأستراليا وكلاهما يملك عديد اللاعبين البارزين خاصة المنتخب الدانماركي الذي يقدم حاليا عروضا لافتة في بطولة رابطة الأمم الأوروبية وبالتالي علينا ألا نستهين بهؤلاء الخصوم إذا ما أردنا أن نكون في الدور الثاني.

000 APP2002060514116
عادل السليمي قائد منتخب تونس خلال مواجهة روسيا في مونديال 2002 (الفرنسية)
  • ذكرت المنتخب الفرنسي، ألا ترى أن تتالي الإصابات وتلاحق الأزمات في معسكر “الديكة” قد يكون عاملا إيجابيا للمنتخب التونسي قبل مباراتهما في 30 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؟

لا أعتقد ذلك، نحن أمام منتخب يملك رصيدا ثريا من اللاعبين، ثم إن الأزمات التي قد يكون الخلاف بين الاتحاد الفرنسي والنجم كيليان مبابي أحدها ستنتهي قريبا، وقد تكون فرنسا في أوج العطاء قبل انطلاق المنافسات.

برأيي من أكبر الأخطاء التي قد نقع فيها هي الأخذ بعين الاعتبار ما يجري حاليا في معسكر فرنسا لأن الأمر لا يعدو أن يكون معطيات خادعة، لكن في المقابل سندافع عن حظوظنا من أجل التأهل.

  • ومن ترشح لتخطي الدور الأول عن المجموعة الرابعة وفق تقديرك؟

يصعب التكهن فعلا. في كل الدورات السابقة للمونديال كانت المفاجآت حاضرة ولن تغيب عن “قطر 2022″، أتمنى أن يكون المنتخب التونسي المفاجأة السارة في هذه النهائيات، منطقيا أرشح فرنسا لتصدر المجموعة وتونس للمركز الثاني.

  • ومن المنتخبات التي تتوقع أن تحتدم المنافسة بينها من أجل لقب المونديال؟

المنتخبان البرازيلي والفرنسي بدرجة أولى، فالأول يشهد فترة انتعاش ونتائجه في التصفيات تدل على جاهزيته، أما الثاني فيملك أفضل اللاعبين في العالم حاليا، وبدرجة ثانية أتوقع تألق الأرجنتين وألمانيا.

  • ألا تتوقع أن يصنع أحد المنتخبات العربية أو الأفريقية الحدث ويصل إلى أدوار متقدمة؟

أرجو ذلك، لكن علينا أن نكون واقعيين، المنافسة ستكون كبيرة أمام المنتخبات العربية والأفريقية ولن تكون سهلة بالمرة.

  • أطلق الاتحاد التونسي لكرة القدم خطة لاستقطاب اللاعبين التونسيين المولودين بأوروبا ونجح في ضم عديد الأسماء إلى القائمة التي تستعد للمشاركة في كأس العالم، ما مدى نجاح هذه الخطة؟

هذا الملف أثار بعض الجدل في وقت ما ولكني أعتقد أنه موضوع محسوم، فكل لاعب يحمل جواز سفر تونسي ويبدي رغبة دون شروط للدفاع عن ألوان تونس لابد أن نفتح له الباب.

أشرف حاليا على المنتخب التونسي لأقل من 20 عاما، وبدوري وجهت الدعوة لأكثر من لاعب مولود وينشط بأوروبا، أما بخصوص المنتخب الأول فأتوقع أن يستدعي المدرب جلال القادري اللاعبين المهاجرين بأوروبا الذين يرى في التحاقهم إضافة لنسور قرطاج.

000 SAPA980622588240
عادل السليمي (يسار) خلال مباراة تونس وكولومبيا في مونديال 1998 (الفرنسية)
  • شاركت مع المنتخب التونسي في دورتين للمونديال 1998 و2002، ما الفرق بين المشاركتين ولماذا خرج المنتخب خالي الوفاض في كليهما؟

أعتقد أن مشاركتنا في مونديال فرنسا 98 لم تكن مخيبة لدرجة كبيرة، كان حجم المسؤولية آنذاك كبيرا بحكم أننا نظهر مجددا في كأس العالم بعد 20 عاما من الغياب، فضلا عن أننا خضنا مشوار تصفيات متميزا، كانت مباراتنا الافتتاحية أمام إنجلترا، رابع كأس أمم أوروبا 96، والتي بذلنا فيها مجهودات كبيرة ومع الأسف لم نقوَ على مجاراة نسق زملاء آلان شيرر آنذاك.

خسرنا تلك المباراة وسيطر علينا هاجس الخوف وفشلنا في الاستعداد جيدا لمباراتي كولومبيا ورومانيا. وكانت تحضيراتنا منقوصة وهو ما حكم علينا بالانسحاب رغم أننا ظهرنا بمردود لائق أمام إنجلترا ورومانيا.

أما في نسخة 2002، فواجهنا البلد المنظم (اليابان) وروسيا، المنتخب القوي آنذاك، وبلجيكا، ولم تكن تحضيراتنا في مستوى مشاركة عالمية فكان أن أخفقنا في التأهل والظهور بوجه مشرف.

  • من هم وفق رأيك أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة التونسية؟

أعتقد أن الجيل الذي مثل تونس في مونديال الأرجنتين 78 كان جيلا ملهما، إلى جانب اللاعبين الذين حملوا عنه المشعل في أواخر التسعينيات ومن بينهم زبير بية وشكري الواعر والمرحوم الهادي بالرخيصة وغيرهم.

  • قبل تفرغك للتدريب، وخوضك بعض التجارب سواء مع الأندية أو ضمن الجهاز الفني لمنتخب تونس، كانت مسيرتك كلاعب ثرية، فما المحطات الأبرز بالنسبة لك في تونس أو بأوروبا؟

لعبت الجزء الأكبر من مسيرتي في النادي الأفريقي، وكنت ضمن جيل ذهبي من اللاعبين، حيث أحرزنا رباعية تاريخية في 1991 وهي لقب الدوري والكأس في تونس وكأس أفريقيا للأندية الأبطال والكأس الأفروآسيوية، ثم ساهمت في التتويج بالدوري للمرة الثانية في 1996 قبل أن أحترف في نادي نانت الفرنسي وفريبورغ الألماني وريال خايين الإسباني، وأعتقد أن البوندسليغا الألمانية كانت أبرز محطاتي الاحترافية، حيث لعبت 4 مواسم وتُوجت أفضل هداف للنادي في أكثر من موسم.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى