الاخبار العاجلةسياسة

انتخابات خامسة في إسرائيل.. تحالفات حزبية يحكمها تأييد نتنياهو أو معارضته

القدس المحتلة- مع احتدام التنافس الانتخابي بين معسكرين، أحدهما مؤيد لنتنياهو والآخر مناوئ له برئاسة يائير لبيد، يتعمّق الشرخ بين الإسرائيليين وتتفاقم أزمة الحكم التي يُنتظر من صندوق الاقتراع حسمها مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي المشهد الانتخابي الحالي، ظهرت تحالفات واصطفافات جديدة بين الأحزاب اليهودية، ومنها من تنحّى جانبا واعتزل الحياة السياسية مؤقتا، خشية عدم تجاوز نسبة الحسم.

ومع هذه المتغيرات بالمشهد الحزبي الإسرائيلي في انتخابات الكنيست الـ25، تُظهر استطلاعات الرأي لمحطات التلفزة ومراكز الأبحاث احتدام التنافس بين المعسكرين المتصارعين، لكن من دون حسم يمكّن نتنياهو أو لبيد من تشكيل الحكومة المقبلة، وإمكانية التوجه إلى انتخابات سادسة.

ولتجنب هذا السيناريو، يسعى نتنياهو جاهدا إلى تعزيز وتحسين معسكره والحفاظ على شعبيته وقوة حزب الليكود الانتخابية، إذ تمنحه الاستطلاعات بين 59-60 مقعدا، وهو ما يعني أنه بحاجة إلى مقعد أو اثنين لتشكيل حكومة ضيقة تعتمد على 61 نائبا من أصل 120 (عدد أعضاء الكنيست).

Reading of bill to dissolve Israeli parliament, in Jerusalem
نتنياهو (يمين) يقود معسكرا يضم الأحزاب الدينية الأكثر تطرفا في إسرائيل (رويترز)

معسكر نتنياهو.. حيث يتمترس اليمين المتطرف

  • حزب الليكود: بزعامة بنيامين نتنياهو، الذي يُلقّب في وسطه بـ”ملك إسرائيل”، والذي يهيمن على هذا الحزب منذ عام 1996 من دون منافس. وقد نصب ذاته على رئاسته من دون السماح بإجراء انتخابات تمهيدية لاختيار رئاسة الحزب.
    وتاريخيا، يُعتبر الليكود حجر الأساس في معسكر اليمين الإسرائيلي، إذ أسس في سبتمبر/أيلول 1973 عشية انتخابات الكنيست الثامنة، بتحالف 4 حركات يهودية يجمعها شعار “أرض إسرائيل الكبرى”.
    ويُعد الليكود حزبا صهيونيا على يمين الخريطة السياسية، وهو أكبر الأحزاب اليهودية في المشهد السياسي، بعد تقويض وتفكك منافسه التقليدي حزب العمل.

  • الأحزاب الحريدية: منح رؤساء الأحزاب الحريدية (المتدينون) شبكة الأمان لنتنياهو، وهي ما أبقت عليه لاعبا أساسيا في الانتخابات للمرة الخامسة خلال 4 سنوات، ووضعته دائما في سباق تشكيل الحكومة الإسرائيلية.
    وترى كتلتا تيار الحريديم -“شاس” و”يهدوت هتوراة”- أن نتنياهو حليفها الإستراتيجي، إذ رفضتا الانضمام لحكومة برئاسة بينيت ولبيد السابقة.
    حركة “شاس”: قوة حريدية شرقية (يهود من أصول شرقية) أقيمت الحركة عام 1982 بمبادرة من قيادي الحريديم الشرقيين “السفارديم”، وسُميت “قائمة السفارديم حامي التوراة”، وتمثلت لأول مرة في البرلمان الإسرائيلي عام 1984، عقب انتخابات الكنيست الـ11، وما زال لها حضور إلى يومنا هذا، ويرأسها الحاخام أرييه درعي.
    “أغودات يسرائيل” (جماعة إسرائيل الحريدية): حركة يهودية للمتدينين الحريديم المتزمتين من أصول غربية “الأشكناز”، وهي بالأساس حركة يهودية عالمية، تأسست في سيليزيا العليا (مقاطعة تمتد بين بولندا والتشيك حاليا) في أوائل القرن العشرين، ولها فرع في إسرائيل.
    وترى هذه الحركة -التي تتألف من تحالف حزبَي “يهدوت هتوراة” و”ديجل هتوراة” الممثلَين في الكنيست، برئاسة الحاخام موشي غافنيه- أن التوراة والتراث اليهودي هما الأساس في وجود وديمومة الشعب اليهودي و”أرض إسرائيل”.
  • تحالف “الصهيونية الدينية الجديدة”: يقوم هذا بين رئيس حزب “عظمة يهودية” بزعامة المتطرف المعروف إيتمار بن غفير، ورئيس حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش، إذ ترشح الاستطلاعات هذا التحالف ليكون ثالث قوة في البرلمان المقبل.
    ويعتمد هذا التحالف اليميني المتطرف في قوته الانتخابية على المستوطنين، ويشدد على المشروع الصهيوني ويهودية الدولة، وعلى ضرورة إقامة “أرض إسرائيل” في فلسطين التاريخية، ويدعو لطرد الفلسطينيين وكل من يعارض وجود إسرائيل بوصفها “دولة” يهودية.
اقرأ ايضاً
الجيش الاسرائيلي: ما زالت الفصائل الفلسطينية تملك نحو 10 آلاف صاروخ
Israeli Parliament Votes On A New Government
رئيس الحكومة الانتقالية يائير لبيد (يسار) مع شريكه في الائتلاف نفتالي بينيت (غيتي)

معسكر لبيد.. يسار ويمين ووسط

  • “هناك مستقبل”: يسعى الحزب، الذي يتزعمه رئيس الحكومة الانتقالية يائير لبيد، إلى البقاء على كرسي رئاسة الوزراء من خلال تدعيم ائتلافه لضمان عدم عودة نتنياهو إلى الحكم.
    وتمكّن الحزب -الذي يخوض الانتخابات البرلمانية منذ عام 2012- من تقليص الفارق مع منافسه الليكود، الذي يصر على إبقاء نتنياهو في رئاسته، وهو ما يعوق إمكانية تشكيل حكومة وحدة تضمهما معا.
    في هذا السياق، يسعى لبيد للحفاظ على أحزاب اليسار -ممثلة في حزبي “العمل” و”ميرتس”- وتعزيز قوّتها، وأيضا إلى مغازلة الأحزاب العربية “القائمة العربية الموحدة” و”تحالف الجبهة والعربية للتغيير”، لضمّهما إلى حكومته أو لتوفير شبكة أمان لهما.
  • “المعسكر الوطني”: تحالف شُكّل عشية انتخابات الكنيست الـ25 ويضم حزب “أزرق أبيض”، بزعامة وزير الأمن بيني غانتس، ورئيس “أمل جديد” وزير القضاء غدعون ساعر (المنشق عن الليكود)، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت.
    ويسعى هذا التحالف إلى عدم تسريب أصوات الناخبين إلى لبيد، إذ يدفع غانتس نحو تعزيزه ليكون ثالث قوة بالكنيست المقبل. ويصرّح بأنه يستطيع تشكيل حكومة تجمع بين مختلف الأحزاب من دون إقصاء أحد، ويؤكد استعداده الانضمام لحكومة مع الليكود في حال تنحى نتنياهو جانبا.
  • “إسرائيل بيتنا”: حزب صهيوني يميني قومي أسسه الوزير أفيغدور ليبرمان عام 1999، وما زال الحزب يعتمد على المهاجرين من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ويتموضع وبقوة في الخريطة السياسية الحزبية، وكان شريكا في أغلبية الائتلافات الحكومية.
    يشجع ليبرمان ويدفع من أجل إقامة حكومة وحدة، وأكد دعمه الشراكة في أي ائتلاف حكومي مع الليكود، شريطة تنحي نتنياهو عن رئاسة الحزب.

  • حزب “العمل”: تأسس عام 1930 خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، ويُعتبر من مؤسسي “دولة إسرائيل” على أنقاض الشعب الفلسطيني عام 1948. ونشأت تحت مظلته قبيل النكبة منظمتا “الهاغاناه” و”البالماخ” اللتان كانتا نواة الجيش الإسرائيلي فيما بعد.
    حكَم حزب العمل إسرائيل من دون منافس أو منازع حتى عام 1977، حين أحدث الليكود أول انقلاب سياسي على حزب العمل الذي تراجعت قوته وحضوره على الساحة السياسية.
    ورغم تفكك هذا الحزب، فإن رئيسته ميراف ميخائيلي تمكنت من إعادته إلى المشهد السياسي في انتخابات الكنيست الـ24، وذلك بعد أن تنبأت استطلاعات الرأي باختفائه وعدم تجاوزه نسبة الحسم.
  • حزب “ميرتس”: عاد حزب “ميرتس” الممثَّل في الكنيست منذ عام 1992 (يمثل اليسار الصهيوني) مجددا إلى الواجهة السياسية، بعد انتخاب زهافا غلئون رئيسة للحزب.
    ويدفع الحزب نحو تشكيل حكومة تغيير ومنع عودة نتنياهو إلى سدة الحكم. وعاد الحزب ليركز في حملته الانتخابية على حل الدولتين وإنهاء “الصراع” الإسرائيلي الفلسطيني، وبهذا يسعى إلى تمييز نفسه عن مختلف أحزاب معسكر لبيد (معسكر التغيير) التي تنتمي إلى تيار المركز وتيار اليمين التقليدي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى