الاخبار العاجلةسياسة

جمهوريون يتعهدون: لا شيك على بياض لأوكرانيا حال فوزنا بانتخابات الكونغرس

أريزونا- على العكس من العاصمة الأميركية التي تنتشر في العديد من شوارعا وعلى شرفات منازلها أعلام أوكرانيا، لم تلحظ الجزيرة نت أي وجود لها في مدن ولاية أريزونا مثل “يوما” و”سمرتون” و”فينيكس” و”ميسا” و”غريندال”.

وتهتم واشنطن بأوكرانيا، بسبب طبيعتها كعاصمة فدرالية، ويتحمس الكثير من سكانها الليبراليين (حيث صوّت أكثر من 92% لصالح جو بايدن في انتخابات 2020) لإظهار الدعم لأوكرانيا، في حين تكتسي مدن وطرق أريزونا بمواد دعائية ويافطات تتناول قضية الهجرة والمهاجرين والحدود واللاجئين.

من هنا لم يتفاجأ الكثيرون من تحذير زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي، قبل أيام، من أن حزبه لن يكتب “شيكا على بياض” لأوكرانيا إذا فازوا بالسيطرة على مجلس النواب العام المقبل.

وأشار مكارثي، الذي يتوقع له أن يترأس مجلس النواب حال فوز الجمهوريين بالأغلبية في الانتخابات النصفية في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلى أنه لا يتوقع أن “يكون الناس في حالة ركود، ويكتبوا شيكا على بياض إلى أوكرانيا”.

وصوّت عشرات الجمهوريين في مجلس النواب ضد مشروع قانون المساعدات الأوكرانية في مايو/أيار الماضي، كما صوت جميع الجمهوريين في مجلس النواب، باستثناء 10 أعضاء، ضد حزمة تمويل حكومية تضمنت مليارات الدولارات مخصصة لأوكرانيا.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تردد الأميركيين في “توريط بلادهم” في القتال بصورة مباشرة بأوكرانيا، في حين ينمو تيار معارض للمساعدات الواسعة لكييف، ومن المتوقع أن يتسع هذا التيار في حال فاز الجمهوريون بانتخابات الكونغرس المقبلة.

تنتشر أعلام أوكرانيا على الكثير من المباني والمحال التجارية في واشنطن في إشارة لدعم تقديم المساعدات الميركية للجانب الأوكراني
تنتشر أعلام أوكرانيا على الكثير من المباني والمحال التجارية في واشنطن في إشارة للدعم الأميركي لأوكرانيا (الجزيرة)

أميركا أولا.. أوكرانيا لاحقا

وفي كلمة له بمؤسسة هيريتيج المحافظة بالعاصمة الأميركية، ذكر مايك بينس، نائب الرئيس السابق دونالد ترامب، أنه “بينما تواصل روسيا حربها العدوانية غير المعقولة على أوكرانيا، أعتقد أن المحافظين يجب أن يوضحوا أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يجب أن يتوقف وأنه سيدفع الثمن. ولا يمكن أن يكون هناك مكان في الحركة المحافظة للمدافعين عن بوتين. لا يوجد مجال في هذه الحركة سوى لأبطال الحرية”. وأعتبر مراقبون أن بينس يشير إلى التيار الترامبي الانعزالي بالحزب الذي يتبنى سياسية “أميركا أولا”.

ويشكك الكثير من الجمهوريين في جدوى وعائد تقديم كل هذه المليارات لأوكرانيا. ووصف بليك ماسترز المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا، الصراع الروسي الأوكراني بأنه “مشكلة أوروبية”، وانتقد الإنفاق الفدرالي على أوكرانيا.

ويتفق العديد من الناخبين الجمهوريين بولاية أريزونا ممن تحدثت معهم الجزيرة نت مع رأي المرشح الجمهوري، ويجمعون على أن “الوضع الاقتصادي البائس الذي يعاني منه الأميركيون فيما يتعلق بنسب التضخم وارتفاع الأسعار، يجعل من الصعب تأييد فكرة تقديم مليارات الدولات لدعم دولة أجنبية”.

اختلافات بين الجمهوريين

ومن المرجح أن يمارس مجلس النواب -حال سيطرة الجمهوريين عليه- مزيدا من التدقيق بشأن المساعدات المقدمة لأوكرانيا. وسيتعيّن على إدارة الرئيس جو بايدن تقديم حجج أكثر قوة لاستمرار تقديم المساعدات المالية والعسكرية، وربط تقديم هذه المساعدات بمصالح الولايات المتحدة.

اقرأ ايضاً
وزيرة الخارجية الفرنسية في زيارة إلى الرياض وأبوظبي هي الأولى من نوعها

ويتوقع أن يطالب الجمهوريون كذلك بتوفير تصوّر لانتهاء الحرب، حيث ستتراجع شعبية دعم أي عملية عسكرية لا نهاية لها.

ويقول ستيف بايفر خبير الشؤون الأوروبية ونزع السلاح بمعهد “بروكينغز”، “في حين أن أوكرانيا تتمتع منذ فترة طويلة بدعم الحزبين، إلا أنني أخشى أن فوز الجمهوريين في الانتخابات النصفية إلى جانب تأثير أكبر من قبل الجناح الترامبي في الحزب، يمكن أن يثير تساؤلات حول دعم الحزب الجمهوري لمساعدة كييف في المستقبل”.

وتشير إليزابيث براو خبيرة الشؤون الأوروبية بمعهد “إميركان إنترابيز”، إلى أنه “في الوقت الحالي، يقوم عدد من المشرعين والمرشحين الجمهوريين من المعسكر الترامبي بإجراء ضجيج حول خفض المساعدات إلى أوكرانيا. لكنني أتوقع أن تتغير نغمتهم بعد الانتخابات عندما يواجهون حقيقة اتخاذ خطوة من المؤكد أنها ستطيل أمد الحرب وتجعلها أسوأ”.

ونبهت براو، في حديث للجزيرة نت، إلى “إشارة السيناتور ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إلى أن المساعدات لأوكرانيا قد تمت الموافقة عليها بالفعل بأغلبية ساحقة من الحزبين، وأن الكونغرس يجب أن يستمر في تقديمها”.

جدير بالذكر، أنه بعد ساعات قليلة من تصريحات مكارثي، جادل الجمهوري البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، مايكل ماكول، الذي من المرجح أن يرأس اللجنة في حالة فوز الجمهوريين في نوفمبر/تشرين الثاني، بأنه ينبغي زيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

وقال ماكول في لقاء متلفز إن “علينا أن نعطيهم ما يحتاجون إليه. وعندما نعطيهم ما يحتاجون إليه، فإنهم ينتصرون”.

U.S. President Joe Biden speaks about gas prices at the White House in Washington
ينصح الخبراء الرئيس بايدن بتمرير مساعدات كبيرة لأوكرانيا في وجه الحرب الروسية قبل سيطرة الجمهوريين على الكونغرس (رويترز)

الرئيس يهيمن على السياسة الخارجية

ولا يلعب الكونغرس دورا كبيرا في صنع السياسة الخارجية، حيث تكون الهيمنة للجناح التنفيذي في النظام الأميركي، وعلى رأسه الرئيس الذي يشغل كذلك منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. إلا أن مجلس النواب يستطيع التأثير في بعض خطط البيت الأبيض وخاصة عرقلة تمويلها.

ولتجنب الاصطدام بالكونغرس حول أوكرانيا، نصح روبرت بيرسون، أستاذ العلاقات الدولية في أكاديمية “ويست بوينت” العسكرية، في حديث للجزيرة نت، إدارة بايدن “أن تتودد إلى السيناتور ميتش ماكونيل كحليف إذا كانوا يرغبون في الاستمرار في تمويل المجهود الحربي الأوكراني.

من ناحية أخرى سيواجه كيفن مكارثي أيضا ضغوطا من العديد من الصقور الجمهوريين التقليديين الذين يرغبون في احتواء روسيا، لكنه قد يتبنى من أجل النفعية السياسية الجناح الأكثر شعبوية وانعزالية في الحزب الذي يرغب في إنهاء دعمه لأوكرانيا”.

استغلال “فترة البطة العرجاء”

وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار ستيف بايفر إلى ضرورة أن “يمرر البيت الأبيض حزمة مساعدات كبيرة خلال فترة -البطة العرجاء- للكونغرس، حال حصول الجمهوريين على أغلبية مجلس النواب”.

وفترة البطة العرجاء هي التي تلي انتهاء الانتخابات وحتى بدء عمل الكونغرس المنتحب بتشكيلته الجديدة، أي من التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني حتى الثاني من يناير/كانون الثاني القادم.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى