اخبار العالم

سباق حاد في أريزونا ونيفادا لإحكام القبضة على «مجلس الشيوخ»

عاش الأميركيون، الجمعة، يوماً آخر من التشويق القلِق انتظاراً لمعرفة لمن ستكون الغالبية في الانتخابات النصفية لـ«الكونغرس»، بعدما وسّع مرشح الديمقراطيين تقدمه في السباق إلى مقعد أريزونا في «مجلس الشيوخ»، في حين عزّز الجمهوريون حظوظهم للسيطرة على «مجلس النواب».

ورغم النتائج الإضافية التي أُعلنت، خلال الساعات الـ24 الماضية، لم يحسم السباق المهم في ولاية أريزونا، علماً بأن الديمقراطي مارك كيلي حصل بعد فرز 82 % من الأصوات، على 51.7 % من الأصوات، مقابل 46.1 % لمنافسه الجمهوري بلايك ماسترز. كما تقدمت الديمقراطية كاتي هوبز بفارق 1.4 نقطة عن الجمهورية كاري لايك في السباق إلى منصب حاكم الولاية.

وكان من المتوقع أن يبدأ مسؤولو الانتخابات في مقاطعة ماريكوبا، التي تضم منطقة فينيكس وأكثر من 60 % من ناخبي المقاطعة، إصدار هذه النتائج، الجمعة، ضمن مجموعة حاسمة من نحو 300 ألف من بطاقات الاقتراع. وإذا حصل كيلي على نصيب وافر منها، فسيتأكد نجاحه، لتؤدي المعادلة الانتخابية إلى 49 «سيناتور» حالياً للجمهوريين، مقابل 49 «سيناتور» للديمقراطيين في «مجلس الشيوخ» المؤلَّف من 100 عضو، وبذلك ستكون النتيجة المتوقعة في أريزونا على أحد مقاعد المجلس حاسمة، فإذا حصل عليه الديمقراطيون فسيضمنون بقاء الغالبية إلى جانبهم، حتى لو فاز الجمهوريون في جولة الإعادة التي ستجري في 6 يناير (كانون الثاني) المقبل على المقعد الأخير في جورجيا.

ولطالما كانت عمليات فرز الأصوات التي يطول أمدها عنصراً أساسياً في انتخابات أريزونا، حيث تصوِّت الغالبية العظمى من الناس بالبريد، وينتظر الكثيرون حتى اللحظة الأخيرة للتصويت. لكن مع تحول الولاية من معقل للحزب الجمهوري إلى ساحة معركة تنافسية، صار التأخير مصدر قلق للحزبيين في كل أنحاء الولايات المتحدة. وتتطلب معالجة بطاقات الاقتراع عبر البريد وقتاً طويلاً؛ لأنه يتعين على المسؤولين التحقق من أن الناخبين لم يصوِّتوا شخصياً، وأن التوقيعات على مظاريف بطاقات الاقتراع تتطابق مع تلك الموجودة في الملف. وقال مسؤولو مقاطعة ماريكوبا إنهم تلقّوا عدداً قياسياً من بطاقات الاقتراع عبر البريد التي أُعيدت في يوم الانتخابات، الثلاثاء الماضي.

وأفاد رئيس مجلس المشرفين على مقاطعة ماريكوبا، بيل غيتس، بأن العاملين هناك لديهم أكثر من 400 ألف بطاقة اقتراع غير محسوبة. وقال: «سنعمل الجمعة والسبت والأحد (…). يعمل الموظفون هنا من 14 إلى 18 ساعة في اليوم. نحن نفعل ما في وسعنا».

إلى ذلك، عاش الجمهوريون والديمقراطيون في حال قلق شديد وهم يترقبون نتيجة السباق على مقعد نيفادا بـ«مجلس الشيوخ». ويخشى أنصار الرئيس بايدن من أن تؤدي البيئة السياسية المُواتية للجمهوريين وقضية التضخم إلى إحباط فرص إعادة انتخاب السيناتورة الديمقراطية كاثرين كورتيز ماستو، لكن مزاجهم تغيَّر بعدما بدا أن فرز الأصوات في مقاطعتي كلارك وواشو أدى إلى تقليص الفجوة مع منافِسها الجمهوري آدم لاكسالت. وتوقّع مسؤولون أن الفرز سيستمر لعدة أيام، وتوقّع أحد المسؤولين أنه بحلول السبت، سيجري فرز حوالي 90 % من الأصوات. وتأمل كورتيز ماستو؛ وهي مدّعية عامة سابقة للولاية، في الحصول على ولاية ثانية بـ«مجلس الشيوخ»، بعدما صنعت التاريخ عام 2016 برصفها أول سيناتورة لاتينية.

اقرأ ايضاً
1.65 مليون من كبار السن معرضون لخطر المجاعة في اليمن

أما لاكسالت؛ وهو أيضاً المدّعي العام السابق والمرشح الجمهوري لعام 2018 الذي خسر أمام الحاكم الديمقراطي ستيف سيسولاك، فلا يزال يأمل في أن تصدق الاستطلاعات التي أظهرت تفوقه على كورتيز ماستو. واعتباراً من صباح الجمعة، تقدم لاكسالت على كورتيز ماستو بأقل من 9 آلاف صوت.

*سباق جورجيا

وفي حال كسب الجمهوريون هذا المقعد، ستنصبّ جهود الديمقراطيين على إنجاح مرشحهم في جورجيا السيناتور رافائيل وارنوك ضد المُنافس الجمهوري هيرشل ووكر، علماً بأن السباق بينهما لم يُحسم، الثلاثاء الماضي؛ لأن أياً منهما لم يحصل على نسبة الـ50 % أو أكثر من أصوات الناخبين، وفقاً لقوانين الولاية، التي ستجري انتخابات الإعادة بينهما في 6 ديسمبر (كانون الأول).

وأعلن ذراع حملة الديمقراطيين في «مجلس الشيوخ» عن خطط مبكرة لاستثمار 7 ملايين دولار في الحملات الانتخابية الميدانية بالولاية، بينما بدأ كبار الجمهوريين في واشنطن اجتماعات مع المانحين لمواصلة دعمهم، بعدما فشل الحزب في تلبية التوقعات خلال انتخابات الثلاثاء الماضي.

*اقتراب جمهوري

وفي المعركة من أجل مجلس النواب، اقترب الجمهوريون لانتزاع السيطرة من الديمقراطيين، مما سيمنحهم حق النقض على جدول الأعمال التشريعي للرئيس جو بايدن ويسمح لهم ببدء تحقيقات يمكن أن تكون ضارة لإدارته. ووفقاً لتوقعات مؤسسة «إديسون ريسيرش» للدراسات، حصل الجمهوريون حتى الآن على ما لا يقل عن 211 من 218 مقعداً ضرورية للسيطرة على «مجلس النواب» المؤلَّف من 435 مقعداً. وفي المقابل، فاز الديمقراطيون بـ198 مقعداً، ولا تزال عمليات الفرز جارية لمعرفة نتائج المقاعد المتبقية.

وأعلن زعيم الجمهوريين في «مجلس النواب» كيفن مكارثي أنه ينوي الترشح لمنصب رئيس المجلس، في حال فوز الجمهوريين بالغالبية. وكشف الرئيس بايدن، الخميس، أنه تحادث هاتفياً مع مكارثي، لكنه أوضح أنه لم يفقد الأمل في فوز الديمقراطيين بـ«مجلس النواب» رغم الصعوبات.

وجاءت نتائج التجديد النصفي أدنى بكثير من «الموجة الحمراء» التي توقَّعها الجمهوريون، رغم معدلات التأييد الضعيفة لبايدن وإحباط الناخبين العميق بشأن التضخم. وخسر بعض أبرز مرشحي الرئيس دونالد ترمب سباقات محورية، مما شوّه مكانته كـ«صانع ملوك» جمهوريين، ودفع الكثيرين من الحزب إلى إلقاء اللوم على سياسته المثيرة للانقسام في الأداء المخيِّب لآمال الحزب. وهذا ما قد يزيد فرص اختيار حاكم فلوريدا رون دي سانتس لتحدي ترمب في الترشح للرئاسة عام 2024. ومع أن ترمب لم يطلق رسمياً حملة ثالثة للبيت الأبيض، فقد ألمح بشدة إلى أنه سيفعل ذلك ويخطط لإعلان «خاص» في ناديه مارالاغو في فلوريدا، الثلاثاء المقبل.

منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى